محمود النمرضمن نشاطاته الأسبوعية، احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في اتحاد الادباء الناقد مالك المطلبي،ليتحدث عن تجربته الثرة عبر خمسة عقود في مناحل الأدب والإبداع ، وادار الجلسة الشاعر عدنان الفضلي قائلا:من جديد نلتقي تحت الخيمة الواسعة،حيث خميس آخر يمزج الادب بالجمال،ويخلط الصدق بالوفاء المداف برائحة الوطن،
فضيفنا اليوم مبدع له طعم الحلفاية ورائحة القصب السومري ،وهو اديب يمتلك سماء ملبدة بالشعر غادرها ذات وقت حتى لا يجر عنوة الى مديح الطغاة والتطبيل للحروب المجانية التي جعلها الدكتاتور المقبور تتناسل في وطننا جيلا بعد جيل ،هو الانسان الذي شغلته (البنيوية) التي لم يطق البعض سماع ما نظر له هذا القادم من الجنوب الساخن المدجج بالثقافة والجوع معا.وتحدث د. مالك المطلبي عن جميع المحطات منذ البواكير الاولى لتشكل الوعي الى مرحلة اكتمال التجربة والنضوج المعرفي على الصعد كافة في الشعر والنقد ومفازات اللغة التي اخذت وطرا من حياته الابداعية ،واستذكر مدينته (الحلفاية) في محافظة ميسان التي كانت المهد الاول في بناء الذات حينما ظهرت الآيديولوجيات التي كانت على النقيض من معتقدات تلك المدينة المنغلقة على ذاتها وعدم السماح للغير بأن يعبر تلك العوالم التي تفضي الى المجهول.وقال :ان هذه المدينة هي مركز الكون بالنسبة للقرى ،المدينة صغيرة جدا وزراعية ويشقها الى نصفين نهر جميل جدا وهو نهر (المشرح )هذا النهر الذي غنى عنه الفنان فؤاد سالم اغنية (مثل روجات المشرح) ، الحلفاية مدينة غنية بحقول النفط ،كانت مدينة فيها مجالس للدين واللغة والفقه واكثرهم يحفظون القرآن الكريم وكذلك الفية ابن مالك وضليعون بالتراث ،وبعد ثورة 14 تموز تصدر المدينة العمال والفلاحون،وخرجنا بعد ذلك الى العمارة لاكمال المتوسطة والاعدادية ،وكان هناك مشهد انقلاب سياسي هائل جدا ،مدينة العمارة اصطبغت باللون الاحمر في عام 1959ماعدا اقل من القليل ،ونحن الذين نمثل البيوت الدينية ،بدأت هناك مقاومة داخل البيوت ،ونحن ذهبنا مع الموجة المضادة للماركسية، ومن هناك تلقفتنا القوى الاخرى التي كانت تخطط آنذاك والتي استطاعت ان تقصي الشيوعيين، بعد ذلك خطوة بعد اخرى وعندما ذهبنا الى بغداد، وفي نهاية العقود اكتشفنا لو كان هناك تأسيس وقراءة جيدة للظروف لتغير تاريخ العراق.واسترسل المطلبي في سرد التاريخ السياسي العراقي الحديث الذي شكل محورا للتحولات الخطيرة انذاك والظروف التي خدمت بعض الفئات السياسية لتستولي على السلطة .واشار المطلبي الى عمله في الاذاعة وكيف اكتشافه لمأساة العلاقة الإنسانية حيث قرر بعد ذلك الهجرة الى اليمن لانه اكتشف ان هذه اللعبة خارج سياقاته الخاصة ،وبعد رجوعه الى الوطن عمل في ثقافة الاطفال واصبح رئيس تحرير مجلة المزمار، بعدها سافر الى القاهرة في عام 1975حتى يتخلص من الهيمنة الحزبية التي وصفها نفسه بالورطة وقال:( تلعن اليوم الذي تكتب فيه الشعر وتتمنى ان تكون امك ولدتك غير شاعر ،والفاشية تحاسبك عن صمتك). وتحدث عن علاقته بالشعر التي وصفها قائلاً ( اعتقد ان الشعر هو حقيقتي الوحيدة ،ولكن عبور تلك الفترة جعلني اكتب بشكل متوارٍ وخاصة في البنوية اعطتني مثل الغطاء ان يكون اسمي موجودا ولم يسألني احد وعندما اندلعت المعركة البنيوية واستمرت لعدة اشهر واذكر من اقطابها الدكتور عناد غزوان والدكتور علي جواد الطاهر.
مالك المطلبي في الخميس الإبداعي.. البنيوية أعطتني غطاءً للتواري
نشر في: 30 مايو, 2010: 04:46 م