TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رد على نقد..سرير النائم على فراش الحب

رد على نقد..سرير النائم على فراش الحب

نشر في: 30 مايو, 2010: 04:48 م

محمد مزيدمأزق النقد عندنا ، أنه غالبا ما يذهب الى التعميم، فلا يثير الأسئلة، ولطالما قرأنا محاباة ومجاملات وتدليس ودجل، دوافعها درء الوقوع في المشكل الاجتماعي، ولطالما قرأنا كتابات حاولت ان ترفع من شأن نصوص بالغت بمديحها، وهي في حقيقة الأمر لا تستحق حتى النشر .. وبين هذا وذاك، ضاعت اعمال أدبية كبيرة لم يلتفت اليها النقد، ولم يجرؤ الكشف عن اعماقها وشفراتها ومبثوثاتها.
سقت هذه المقدمة متناولا مقالة الصديق الكاتب سعد محمد رحيم التي نشرت في ثقافية المدى الاحد 23/5 وهو يتصدى لروايتي "سرير الاستاذ" المنشورة في عمان عن دار فضاءات عام 2009 ، وقد حملت مقالته عنوان "محنة اللغة واضطراب البناء في رواية سرير الاستاذ".في البدء كنت متردداً في الرد على هذا المقال، وسبب ذلك يعود الى انني لم اكتب ذات يوم  ردا على المقالات النقدية التي تناولت كتبي الستة، بسبب اعتقادي، ان النص، اي نص هو الذي يدافع عن نفسه ولاحاجة لمؤلفه ان يستدر عطف القارئ ليثبت صحة او كمال او جمال او اتقان ما كتب!. ان اول انطباع تركته مقالة الصديق سعد في نفسي هو الشعور بالسخط، وايماني بأن كتابته تعثرت في اثارة الاسئلة، اذ لابد من ان عملا روائيا مثل "سرير الاستاذ" وقد كتبته بعد توقف دام سنوات كنت فيها حانقا على سوء الاوضاع في بلادنا، أن يحمل – ولاادري هل كنت على بينـّة من ذلك – في طياته، قولاً ما، حكاية ما، بعداً فلسفياً ما، والا فما الداعي من كتابته ان لم اسع الى ذلك، ان لم اقصد هدفاً معيناً بذاته، ان لم احاول في الاقل تحميله بابعاد ما، محاولا فيها ترك اثر للتأريخ، ومسلطاً الضوء على حقبة عاصفة من حياة الناس في عراق الطغيان الذي عشناه طوال اكثر من ثلاثة عقود من الزمان.اسباب شعوري بالسخط، ان مهرجاناً من الاغفال المتعمد، للاسف الشديد قد اعلنه صديقي "الجميل" سعد بحق روايتي، متعسفا في قراءة النص من داخله، ومستبدا بنسج اراء "برانية" لا علاقة له بمحمولات النص. وهو حسب ما اعتقد يشير الى –على ابسط ما يمكننا القول– وكما يكتب سعد  بنفسه ان الرواية تعد "تسجيل حقبة عاصفة من تأريخ العراق..الخ" ولعلي هنا اتساءل، كيف عرف الكاتب ان النص يتحدث عن شخصيات تلك الحقبة ان لم ينسق في فعل القراءة مع النص في متابعة لمكوناته السردية؟ بتوضيح بسيط، هل كانت الشخصيات الموجودة في النص قد تفاعلت احداثها بالطريقة الببلوغرافية من دون تدخل المؤلف؟ يقول سعد "في سرير الاستاذ افلح محمد مزيد في تحقيق الشرط الاول فاختار شخصيات من صميم الواقع الاجتماعي والسياسي العراقي في حقبة عاصفة من تاريخ العراق الحديث"، ثم يقول بعد ذلك "هذه الشخصيات لم يشيد منها معمارا روائيا متميزا"! الجملة الاولى تناقض الثانية، وقد تناسى بعد سطرين ما قاله، ولست ادري كيف يمكن ان تفلح الرواية في اختيار  شخصيات من صميم الواقع ويفترض انها شيدت من غير معمار روائي متميز؟ سؤالنا، كيف جاءت تلك الشخصيات، كيف عرف انها مأخوذة من صميم الواقع كما يقول من دون ان يتابع مصائرها وتفاعلها واقوالها ، كيف تم ذلك؟.  من المغالطات الواضحة التي ارتكبها سعد بحق النص اعتقاده ان الأستاذ في الرواية هو واحد، وانها تتحدث عن "عدي" ابن الطاغية بعينه، وهذا  يمكن ان يؤشرا شللا في القراءة لم تسعفه اداته بحيث صورت  له ان يكون الاستاذ واحدا، لذلك، ولكي امنع التسطيح في استلام المعلومة، فأن الرواية تتحدث عن مجموعة من الاساتذة، ولم يـُذكر اسم اي واحد منهم قط! ولكن يبدو ان سعد شُـبّه له الامر، فلم يصب الهدف، واقول له موضحاً، ان كل من كان له قرابة من ابن الطاغية حينذاك يعد استاذا، لذلك فأن استغرابه ليس في محله، حينما (يصطاد) او يلقي احد هؤلاء الاساتذة القبض على رسام مثل كريم وهو البطل المركزي في الرواية ويسجنه في غرفة داخل قصره لكي يرسم له لوحات يرضي بها غروره ونرجسيته، هذا الاستاذ السجان لكريم ليس بالضرورة ان يكون هو نفسه "استاذ عدي"!!. ويزداد الاغفال المتعمد سوءا حين يعرض سعد عن تناول شخصية الرسام كريم، الذي كان ينشد الهرب، بعد ان ضاع حبه بسبب حروب الطاغية، بل ان قصة الحب التي عاشها كريم مع نوال لهي الاكثر نصاعة وحضوراً في النص من اي وحدة  سردية اخرى، ولا ادري لم اغفلت، بالشكل السقيم الذي قرأناه..لعل مقولة "الحب هو ما نفتقد اليه" هي المثال الذي ارادت الرواية ان تكشفه، والسؤال النقدي الناضج، هل نجحت الرواية في ذلك؟ اعتقد ليس من واجبي تفسير ما كتبت، وهذا الامر متروك الى النقد الحقيقي غير المتحامل وغير المدفوع بدوافع "برانية"، كما يمكن قد احسَ بها كل من قرأ ما بين سطور مقالة الصديق سعد.اما لماذا نفتقد الحب، كما افتقده كريم بطل الرواية، وكما افتقدته مقالة سعد، فذلك يعود حسب ظني الى العاهة الاخلاقية لزمننا الجاحد في عدم تمكننا من القبول بالرأي الآخر، اظن ان الحب كان هو السبيل الاكثر نجاحا لاستمرارية الحياة، والرواية كانت تحاول الوصول الى مرتبة الانشاد والعزف على سمفونية الحب، تحاول التلميح بطرق شتى، الى تدفق الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram