وديع غزوانما زال الشباب في العراق محروماً من فرص اظهار طاقاته بشكلها الواسع وانشغاله بهموم وقضايا وضعت و تضع سياجاً مانعاً امام طموحات الكثير منهم . وليس من الجديد القول ان المجتمعات المتقدمة ما كان لها ان تحقق نهضتها وتفوقها لولا احتضانها شبابها وتوفير الفرص امامهم لإظهار ما يمتلكونه من مواهب وابداعات غيرت وجه العالم .
اهم ما يحتاجه قطاع الشباب فضاءات الحرية التي تمكنهم من العمل دون خوف او قيود تكبل طاقاتهم وتعيقها من الظهور , لذا تراهم في مقدمة الداعين لسيادة قيم الديمقراطية ومبادئها . وكان من المؤمل ان يجد الشباب العراقي فرصته بعد 2003 , غير انه اصطدم بعقبات في مقدمتها تدهور الوضع الامني وانتشار المجاميع الارهابية بمختلف مسمياتها قاعدة او غيرها التي اتخذت الغطاء الطائفي وسيلة لإفراغ العراق من شبابه وعلمائه وكفاءاته العلمية إما بالقتل او بدفع الكثير منهم للهرب خارج العراق , وزاد الامر سوءاً تشويه التطبيق الديمقراطي الذي كان من ابرز مظاهره استشراء الفساد ونهب الثروات وارتفاع حجم البطالة , مظاهر وجدت فيها عصابات الارهاب ضالتها لغسل عقول بعض الشباب بمفاهيم وقيم منحرفة فانزلق في مهاوي الجريمة مرتمياً باحضان الرذيلة جراء يأسه من ايجاد فرصة كريمة للحياة .ولكي نكون منصفين فان هذه الحالة لاتتحملها الحكومة وحدها رغم ان مسؤوليتها ليست قليلة في هذا الجانب , غير ان المجتمع كمؤسسة ضبط اجتماعي لها دور كبير وفاعل بانحدار عدد من شبابنا الى مهاوي الجريمة المنظمة اووقوعهم فريسة تضليل زمر القاعدة وغيرها من الميليشيات المسلحة الارهابية , عندما تساهلت او تماهلت عن ممارسة واجبها الردعي في ظل غياب شبه كامل لمؤسسات الدولة , وغياب البرامج الحقيقية لاستنهاض الشباب وتسخير طاقاتهم لخدمة بلدهم .نقرأ ونسمع كثيراً عن لاأبالية الشباب في الوقت الحاضر وابتعادهم عن مشاكل او هموم مجتمعاتهم وانصرافهم الى توافه الاشياء , لكننا نادراًُ ما نجد من يشخص اسباب ذلك ويضع المعالجات له . ومقارنة بسيطة الى دور منظمات المجتمع المدني الشبابية بل ودور الشباب بشكل عام في إقليم كردستان عن سواه من اجزاء العراق الاخرى توضح لنا مقدار تقصير المؤسسات الحكومية والمجالس البلدية والمحافظات وغيرها ازاء الشباب وتعاملهم مع الموضوع بشكل شكلي , لاينم عن فهم للدور الذي يمكن ان ينهضوا به في ما لو توفرت الفرصة امامهم . وبهذا الخصوص اشار رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عند استقباله الطيار الشاب نريمان والفريق المساعد له الى ان ( الشباب الكردي بامكانه الابداع في كثير من المجالات اذا سنحت الفرصة له , وهو ليس اقل من شباب الدنيا الآخرين ) .الشباب مسؤولية وعنوان تقدم ونهضة اي مجتمع . فهل تشهد المرحلة القادمة تصحيحاً لما سبقها وتهتم بهذه الشريحة كما ينبغي ؟
كردستانيات: الشباب عنوان للتطوّر
نشر في: 30 مايو, 2010: 05:41 م