TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: لسان الملح بشط العرب وصل العشار

قناطر: لسان الملح بشط العرب وصل العشار

نشر في: 24 يوليو, 2021: 09:59 م

طالب عبد العزيز

من أخبار البصرة السيئة أنَّ لسان الملح الصاعد من خليج الفاو تجاوز حدود ابي الخصيب فبلغ اليوم مركز المدينة (العشار) وبذلك يمكننا استعادة المشاريع العديدة التي تم الحديث عنها في العام 2018 و2019 والسنوات التي تلت، والتي منها اقامة السد على نقطة بشط العرب لم تحدد حتى الآن،

وانشاء محطة تحلية على خليج خور الزبير، لم توضع طابوقة منها الى اليوم، وايصال الماء العذب من قناة البدعة بما يغطي حاجة المدينة وهو حلم بعيد.. وهكذا، سيكون مصير المدينة بملايينها (ثلاثة ونصف آدمي) كانوا وما زالوا ضحية الحكومات الفاسدة.

ولا نريد أن نلقي باللائمة على آخر حكومة محلية في البصرة(حكومة السيد العيداني) فهي لا تملك عصاً سحرية، ولا تتحمل وزر الحكومات السابقة، لكننا، نجزم بان معالجة قضية الماء المالح لا بد أن تسبق الكثير من مشاريع كثيرة تقوم بها اليوم، وإذا كانت الحكومة الفدرالية لم تمنحها الصلاحيات الكاملة في تنفيذ هكذا مشروع، فعليها أن تقدم منفردة، مستعينة بابناء المدينة في الوقوف الى جانبها، باستقطاع مبلغ ما من موازنة المدينة، واستقدام الشركات الاجنبية، والمباشرة بالعمل فوراً، بعد أن بات الاعتماد على فدرالية ومركزية بغداد لا معنى له ، فالذي يده في النار ليس كمن يتفرج عليها.

ولكي نبين الضرر الذي يلحق المدينة في جانب واحد لا غير هو (البيئة) نقول بأنَّ أرقاما خرافية من الاشجار يغرسها البصريون في بساتينهم وحدائق منازلهم كل عام، لا يسلم منها إلا ما نسبته 2% لا أكثر، فيما يهلك الباقي بسبب الماء المالح الذي يجهز على مغروساتهم، وبما يتسبب الخسائر المريعة لهم، فضلاً عن نفوق الحيوانات والخسارات الكبيرة في مزارع الاسماك وخراب الاراضي الزراعية، ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالانسان جراء استخدامه ماء البحر، الذي راح يتقطر ملحاً من صنابير البيوت.

ولنفترض أنَّ حاجة البيت في البصرة من الماء(1) واحد طن يومياً، والذي يضطر البصري الى شرائه من الباعة المتنقلين بالصهاريج بسعر يصل الى 15.000(خمسة عشر الف دينار) وبذلك سيضيف الى مصروفه اليومي هذا المبلغ الكبير، في ظل ظروف اقتصادية معروفة تحيطها الامراض، والحاجة للطبيب، والتبضع، والسكن، وأجور طلاب المدراس ومتطلبات الحياة الاخرى. هذه معاناة ينشغل عنها أصحاب القرار في حكومة بغداد، المنشغلين اساساً بحروب الانتخابات والمزايدات السياسية، فيما لا يجد المواطن البصري من يجيره في صيف اتى بناره على الزرع والضرع.

على حكومة بغداد أن تدرك الخطر الذي قد تشتعل شرارته في اي لحظة بالبصرة، فوصول الماء المالح الى صنابير البيوت لا يقل ضرراً عن انقطاع الكهرباء فيها، إما إذا احتمع الاثنان معاً فلا يحدثني أحد عن التهدئة، ولنذكر بان صيف البصرة كان وما زال مصدر النار في حرائق العراق برمته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: نزاهة صينية واخرى عراقية

العمودالثامن: عندما يسخر البرلمان من العراقيين

"حركة تشرين" وأثرها في العراق

العمودالثامن: لماذا لا يقرأون ؟

قناطر: ما تسلبك الريحُ.. ما يتبقى منك

العمودالثامن: حميد النوستراداموس الهايس

 علي حسين قبل ان يظهر ابو علي الشيباني ومعلمه الذي يطير في الهواء ، كان أشهر عراف في التاريخ هو الفرنسي نوستراداموس المتوفي قبل ما يقارب الخمسمائة عام ، وظل كتابه الشهير "...
علي حسين

قناديل: توابلُ لاعقلانية لحياة مأساوية

 لطفية الدليمي يحسبُ الانسانُ نفسه، وبكثير من الغطرسة والمباهاة وحس التفوق، أنّه كائن عقلاني، وأنّ عقلانيته ميزةٌ عليا فيه. هل تظنّ نفسك عقلانياً؟ كتب (برتراند رسل) في مقدّمة كتابه (هل للإنسان مستقبلٌ؟) قائلاً...
لطفية الدليمي

قناطر: ما ينسرحُ على الأسيجة ويضيء

طالب عبد العزيز أنفاسي التي لا أقوى على استرجاعها هي ما أتحدثُ عنه، اللحظةَ الغائرة في أفق الدهور ما أريد، اليومَ صنوَ الامس، بقشعريرة جلدي في تذكره ما يستفزني، السبيلَ الى ما يشغلني عنك...
طالب عبد العزيز

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 7)التجربة الكوبيةكوبا، جوهرة الكاريبي المتألق، سحرت العالم ليس فقط بجمال شواطئها وثقافتها الغنية، بل ايضا بتاريخها الثوري العريق ونهضتها التعليمية المميزة. مرت كوبا بمحطات تاريخية متعددة كان التعليم فيها حجر الاساس...
د. محمد الربيعي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram