علي حسين
بالتأكيد عزيزي القارئ أنت مثل "جنابي" تابعت مشاهد من فيلم " أمير الانتقام " بنسخته العراقية، حيث يؤدي فيه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي دور فريد شوقي، بينما يحاول خميس الخنجر أن ينافس محمود المليجي في عدد اللكمات..
واتمنى ان لا تسخروا مني وأنا أضع اسم الحلبوسي والخنجر بموازاة أسماء لنجوم الدراما العربية الذين كانوا يؤدون أدوارهم بإتقان ومتعة، لأن الموضوع السياسي في العراق تحول إلى تمثيل رخيص، ففي الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمة أمنية وتتجول في سمائها الطائرات المسيرة، والناس تذبح في الأسواق وتحرق في المستشفيات، يخرج علينا من يريد الضحك على معاناة البسطاء ويخبرنا بأن الأيام القادمة لها طعم خاص.. كيف؟ لا أحد يدري.. سيقول البعض يارجل لماذا تشغلنا بمعارك الحلبوسي والخنجر وهي في الأساس مجرد مشاكسات شخصية من أجل الحصول على أكبر عدد من كراسي البرلمان ؟ ، فلا الحلبوسي يهمه أمر أهالي جرف الصخر، ولا كانت قضية المشردين ضمن هموم خميس الخنجر، وما يجري هو اختلاف في نوعية الشتائم، وما دام ذلك فلا فرق أن يقول محمد الحلبوسي للخنجر: " حاولت أن أصدقك أكثر من مرة وأغض النظر عن نباح كلابك ومغامراتك عسى ولعل أن ينصلح حالك وقررت ولست متردداً أن أتصدى لك ومؤامراتك الرخيصة، ستبقى تابعاً ذليلاً صغيراً وسأعيدك بإذن الله إلى حجمك الذي تستحقه" . ولا يهم أهالي جرف الصخر أن يقول لهم خميس الخنجر إنه سيطيح بالحلبوسي: "أرجو أن تتذكر دائماً أنني أنا الذي أوصلك إلى مكانك الزائل وأنا بقوة الله من سيعيدك إلى حجمك الصغير الذي يليق بك " ، فالاثنان الحلبوسي والخنجر في معسكر واحد، معسكروالمتاجرة بمعاناة الناس .
من أين يأتي العبث إذن؟ هل من شعارات الموت لأميركا، أم من انتظار أن تتصالح أمريكا مع طهران، لنرفع صور بايدن في الساحات؟، سيرد البعض من رافعي شعار "الانبطاح": يارجل أنت تهرف بما لا تعرف، أنت حتماً تناصب الزعيم خميس الخنجر العداء لأنه يطمح لان يصبح الزعيم الاوحد.
دعوني أسأل الحلبوسي والخنجر، ما هي الرسالة التي يريدون أن يوصلوها للعراقيين وهما يزايدان على معاناة أناس مهجرين؟
ماذا سيقول المواطن الذي لا يملك ثمن عشاء لأطفاله ويسكن في بيوت من الصفيح في الوقت الذي تحوّل فيه العديد من الساسة إلى أصحاب ثروات وفضائيات وشركات في دول الجوار وقصور وشقق في بيروت ودبي ولندن، ولم يسألهم أحد من أين لكم هذا؟.
لذلك كله، لنا في رفض فيلم الانتقام مع الوضع في الاعتبار أن رفضنا لهذه الافلام الرخيصة ليس لأنه أفلام ساذجة، وإنما لأنها غير صالحة للاستخدام البشري.
جميع التعليقات 1
سمراء
طعم خاص، والخير قينا والموت تحت ظلالهم الوطن يُحرق والناس تذبح ومازال الخير فيهم ومن خيرهم أصبحت النستلة حنظل