TOP

جريدة المدى > سينما > تقرير ..هل يصبح المضمد الصحي بديلاً عن الطبيب؟!

تقرير ..هل يصبح المضمد الصحي بديلاً عن الطبيب؟!

نشر في: 30 مايو, 2010: 05:49 م

علي جابرسبق لنا وان نشرنا من على هذه الصفحة ظاهرة انتشار دكاكين او (عيادات للمضمدين الصحيين)في المناطق الشعبية، وقد زادت اعداد المواطنين الذين يفضلون علاج المضمد ووصفته بدلا من  الطبيب لاسباب عديدة كنا قد جئنا على ذكرها فيما سبق لكننا نعاود اليوم الحديث في هذا الموضوع. 
كما معروف ان مهنة الطب مهنة تتعلق بالحياة وارواح الناس لذلك تكون المهمة الملقاة على عاتق الطبيب مهمة جسيمة وحساسة، ويعتبره المريض اشبه بالساحر الذي يمكنه شفاء المريض بلمسة يد او بمبضع او باكسير علاج او بنصيحة،  والمهنة بصورة عامة تحتاج لجرأة وخبرة علمية ودراسة مضنية ، و تقديردقيق لتشخيص الحالة المرضية  وان اي خطأ او تهاون  او حتى تراخ في يد الطبيب وتردد  في صالة العمليات ستكون نتائجه فادحة الثمن، ثمنها الحياة كلها  ... هناك الكثير من قواعد السلوك واصوليات المهنة تحكم عمل الاطباء و تلقي بظلال المسؤولية في حالة الاخلال بالقانون ، الا ان انعكاسات الظروف طالت هذه الشريحة فكثر الدخلاء، و مستغلو حاجة الناس للعلاج، فوصل الامر ان يذهب الكثيرون الى الصيدلي ليشخص المرض، و يعطي العلاج لا بل اصبح بعض (المضمدين الصحيين) اطباء!! يقف على ابواب محلاتهم عشرات المرضى بإنتظار دورهم للفحص، و اجراء العمليات الصغرى، و ربما الكبرى و اصبح هؤلاء (المضمدون) يعرفون في كل الاحياء و يقصدهم المرضى طلبا للعلاج . و يرى المواطن ( علي ابراهيم حسب الله) هذه الظاهرة الخطرة سببها ارتفاع اجور الاطباء مقابل وصف  العلاج، و تردي الاوضاع المعيشية للناس امام ثقل الحياة، وعدم استطاعتهم مجاراة وطأة الحال حيث ان الصيدليات ترفع اسعار الادوية دون واخز من ضمير او رقابة من اي جهة و المواطن يحتار كيف يعالج اطفاله فيضطر الى ولوج باب (المضمد) الذي كان لا يسمح له الا (بزرق الابر) و بإشراف الطبيب فانظر حاله اليوم و هو يلبس (الصدرية) البيضاء و يفحص المرضى في خيلاء و كأنه طبيب محترف .. و اضافت المواطنة  ماجدة الحاج فدعم .. اضطررت الذهاب الى احد المضمدين المعروفين في منطقة الزعفرانية لرفع كيس دهني صغير في ذراعي فوجدت لدى المضمد مختلف الادوية و العلاجات وكذلك المخدر كما انه يأخذ اسعارا تقل عن الاطباءودون (كشفية) ويعطي الدواء للمرضى بصورة مباشرة وليس من الصيدلية و قد حجزت عنده قبل يوم لكثرة المراجعين و لديه سجل خاص و (سكرتير) ينظم هذه المراجعات و عمل له غرفتين مستقلتين عن داره و سبب مراجعة الناس لهذا المضمد بسبب ارتفاع اسعار الاطباء و عدم وجود اهتمام بالمرض في المستشفيات الحكومية .. و اما المحامي صالح العلوان فقد قال : ان عمل هؤلاء المضمدين يعد مخالفة لقانون الصحة و التعليمات الصادرة من وزارة الصحة لان الطبيب هو الشخص الوحيد الذي يحق له ممارسة مثل هذا العمل و اجراء العمليات و تشخيص المرض و الاذن بصرف العلاج و الدواء لان اجراء مثل هذه العمليات من قبل المضمد قد تؤدي الى (الوفاة) و بالتالي يكون هذا المضمد امام جريمة قتل لأنه لا يحق له قانونا اجراء مثل هذه العمليات و لأن الطبيب بالاساس اذا قام بمثل هذه العمليات و مات المريض بخطأ هذا الطبيب يكون امام تقصير يحاسب عليه القانون اذا وجد خطأ و تقصير منه بل و يحال الى القضاء و قد حصلت الكثير من هذه الحالات و تمت محاسبة الاطباء لاهمالهم في عملهم.فيما يقف المواطن سعدون عبد الزهرة مدافعا عن المضمد قائلا :هناك مضمدون توفرت لهم الخبرة والدراية في مجال العلاج لاسيما وانهم يعملون مع الطبيب جنبا الى جنب في غرفة العمليات فتوفرت لهم الدراية والكافية لوصف علاج او تشخيص مرض ما، لكنهم مع ذلك لايغامرون في مجالات تخص الطبيب وحده، لكنهم ماهرون في وصف الادوية ولايمكن القول عن عملهم بانه غير قانوني .و يرى الدكتور عباس التميمي : ان سبب بروز هذه الحالة، الظروف الطارئة التي يمر بها البلد و انها سوف تزول بزوالها و يرى ان الامر يعود الى ادراك الناس و تفهمهم للحالة حيث ادى هذا (الجهل) الى وفاة الكثير من الاشخاص على يد المضمدين فتوجد حالة قامت بها احدى المضمدات بزرق ابرة ادت الى موت المريضة و لأنها مبتدئة حوسبت قانونا و عشائريا لانها استخدمت ابرة لمعالجة حالة الحمى فأعطت علاجا دون الرجوع الى الطبيب فماتت المريضة ... ان الوعي الطبي مطلوب بين الناس و لا بد من تشخيص الحالة المرضية من قبل الطبيب لأعطاء العلاج و للاسف ان بعض الصيدليات تقوم بصرف الدواء دون الرجوع الى الطبيب و هذا خطأ حيث ان كل دول العالم تمنع صرف الدواء من دون ورقة (الطبيب) و هذا كان معتمدا في العراق سابقا نتمنى ان يعود ان شاء الله كما ان صرف الدواء لا يعني اعطاء العلاج حيث ان الاخير من اختصاص الطبيب حصرا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram