TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة فاطمة البهادلي الى الله

العمود الثامن: رسالة فاطمة البهادلي الى الله

نشر في: 25 يوليو, 2021: 11:21 م

 علي حسين

لم أستطع إكمال مشاهدة فيديو السيدة فاطمة البهادلي وهي تتحدث مع ابنها المقتول وتشكو مأساتها إلى الله، وتصرخ : اين العدالة يارب ؟ بعد أن عجزت الأجهزة الأمنية عن حمايتها، وتساءلت مع نفسي هل يعقل أن يعود العراق بعد كل هذه التضحيات وعشرات الآلاف من الشهداء وملايين المشرّدين إلى ان تتحكم به جماعات مسلحة تقلقها أصوات الشباب؟

وأنا أتحدث مع أحد الزملاء عن فيديو السيدة البهادلي، نبّهني إلى أن محافظ البصرة أسعد العيداني والذي يتولى أيضا رئاسة اللجنة الأمنية التزم الصمت وكأن الجريمة وقعت في الصومال أو أفغانستان، عندما يقرر القتلة أن يذبحوا شاباً في الذكرى الأول لمقتل شقيقه، عليك عزيزي المواطن أن تدرك أنك لا تعيش تحت ظل دولة لها مؤسسات وأجهزة أمنية، وإنما في ظل عصابات وجماعات، تجد أن قانونها أهم وأبقى من علم وقانون الدولة .

في هذه البلاد التي يتغنى ساستها ليل نهار بالديمقراطية، مضت عشر سنوات على مقتل هادي المهدي، حاولت فيها حكومة المالكي آنذاك التخلص من الجريمة بإشعال النار في سمعة الضحية وتشويه صورته.

عشر سنوات كاملة تفصل تراجيديا استشهاد هادي المهدي عن مأساة استشهاد علي كريم، نجل المدافعة عن حقوق الإنسان فاطمة البهادلي، على أيدي نفس الجماعات.. تغيرت أشياء كثيرة، راح المالكي وجاء العبادي، وجلس على الكرسي عادل عبد المهدي ولم يخرج منه إلا بمقتل أكثر من 700 متظاهر، وبقيت عصابات القتل كما هي تطارد كل من يختلف معها، لم تتغير أساليبها في ملاحقة الضحايا، وبقيت الجريمة تسجل ضد مجهول، لا ضد الجناة الذين يتباهون بجرائمهم.

لذلك يبدو غريباً أن تراق دماء نحو 700 متظاهر دون أن تهتز مشاعر الدولة ومعها ملايين العراقيين، بل على العكس لا يزال السيد عادل عبد المهدي يخرج على الناس يطالبهم بدعم الديمقراطية والذهاب إلى صناديق الاقتراع.

عندما نشاهد نواباً، يمثلون البصرة، وهم يحلفون بأغلظ الأيمان أنّ نشطاء البصرة عملاء لامريكا ولاسرائيل ، فإنك تجد نفسك في مواجهة سياسي لا يؤمن بأنّ لهذا الشعب قدرة على الاحتجاج، وغير معني بهموم الناس، ويصر على أنّ البصرة كان يمكن لها أن تنافس دبي، لولا المؤامرة الأميركية.. هؤلاء النواب وهم يسخرون من أبناء المحافظة ويحرضون على قتلهم، هل شاهدوا صورة السيدة فاطمة البهادلي وهي تشكو إلى الله مصيبتها؟.

كم هي محزنة أخبار هذه البلاد. إذا حدّثك أحد عن دولة القانون خامرك شعور بالسخرية. وإذا حدّثك عن العدالة، لم تستطع أن تضبط "عف....تك" وآسف للكلمة الأخيرة، لكني لم أجد غيرها تعبر عن الحال، الذي وصلنا إليه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram