واشنطن/ cnn وكالات أعلنت بعثة الأمم المتحدة أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال الفترة المقبلة سيؤثر امنيا في قدرة المنظمة الدولية على توفير الحماية لموظفيها في العراق، فيما أعربت عن أملها بدعم أعضاء مجلس الأمن الدولي لبقاء بعثة المنظمة الدولية بعد الانسحاب الأمريكي.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة اد ميلكرت في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي في الخامس والعشرين من شهر أيار الحالي لبحث آخر التطورات في العراق، إن"انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيؤثر في قدرة المنظمة الدولية على توفير الحماية الكافية لموظفيها"، مبينا إن"تجهيز القوات العراقية لحماية موظفي الأمم المتحدة بشكل كامل يحتاج إلى بعض الوقت".وأضاف مليكرت أن"هذا الأمر يتطلب اتخاذ مجموعة من الخيارات خلال الفترة التي ستلي انسحاب القوات الأمريكية منها تطوير قدرات الأمم المتحدة الذاتية وزيادة الاعتماد على قوى الأمن الداخلي العراقي بشكل تدريجي والحصول على دعم أعضاء الأمم المتحدة بزيادة عناصر كتيبتها في العراق"، مشيرا إلى انه بـ"الإمكان الاستعانة ببعض الخبرات الأمنية الأخرى".ولفت رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى أن"الأعمال تجري حاليا لبناء مجمع جديد للمنظمة الدولية في بغداد، بعد العرض الذي قدمته الحكومة العراقية بتوفير قطعة الأرض ودفع مساهمة أولية قدرها 25 مليون دولارا"، معربا في الوقت نفسه عن أمله بـ"دعم أعضاء مجلس الأمن لمواصلة وتمثيل الأمم المتحدة في العراق بعد الانسحاب الأمريكي، مؤكدا أن"البديل سيكون بخفض التمثيل، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات سلبية في وقت لا تزال أمامنا مهام رئيسية لتحقيقها في العراق. فيما جدد استطلاع حديث للرأي أن استمرار الوضع الراهن في العراق، قد يقوض جهود الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في سحب القوات الأمريكية من هناك.وأظهر المسح الذي الذي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع"أوبنيون ريسيرش كوربريشن"أن الدعم الشعبي لخطط إدارة واشنطن لسحب القوات الأمريكية من العراق بنهاية شهر آب، قد تتدنى بشدة في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن.وأبدى 64 % من الأمريكيين تأييدهم لخطة خفض القوات وإبقاء 50 ألف جندي فقط في نهاية الصيف، وهو ما عارضه 35 في المئة.إلا أن هذا التأييد العام تراجع إلى 51 % إذا استمر الإخفاق في تشكيل حكومة عراقية مستقرة بحلول آب وتواصل انتشار العنف إلى ذلك الوقت، وارتفع في المقابل معدل المعارضين للخطوة إلى 48 %.ورغم مرور تسعة أعوام على الاحتلال الأمريكي للعراق، إلا أن المسح أظهر أن تلك الحرب ما تزال لا تحظى بقاعدة شعبية، وأبدى ستة بين كل عشرة مشاركين في المسح معارضتهم لها.وشارك في المسح الذي أجري عبر الهاتف خلال الفترة من 21 إلى 23 أيار، 1023 أمريكياً، ويحمل هامش خطأ لا يتعدى 3 نقاط في المئة زيادة أو نقصاناً.وقال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس: أنه على الرغم من الارتفاع الأخير في العنف والجمود السياسي بالعراق، إلا أن سحب القوات الأمريكية من هناك سيستمر وفق المخطط.ورغم أن وتيرة الانسحاب سيحددها قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ري أوديرنو، إلا أن الموعد النهائي لسحب القوات كافة من هناك، يظل كما هو مرسوم له بموجب اتفاقية بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، حسب غيتس.وبدأت الولايات المتحدة في تقليص تواجدها العسكري بالعراق وفق اتفاقية أمنية وقعت مع الحكومة العراقية في 2008، تقضي بخفض قواتها هناك إلى 50 ألف عنصر في مطلع أيلول هذا العام، من 92 ألفاً في الوقت الحالي.
عدم الاستقرار فـي العراق يقوّض جهود أوباما بالانسحاب
نشر في: 30 مايو, 2010: 08:17 م