المدى
رحب القادة السياسيون العراقيون بالاتفاق الذي انتهت إليه الجولة الرابعة من الحوار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي تم عقدها في واشنطن يوم الاثنين 26 تموز الجاري، وكان من أبرز نقاط الاتفاق، رحيل جميع القوات الامريكية القتالية بحلول نهاية العام 2021 في حين كان جميع رؤساء الحكومات العراقية منذ عام 2012 يؤكدون عدم وجود قوات أمريكية قتالية في العراق.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقدمة المرحبين بالاتفاق، حيث أكد في تغريدة على تويتر "وجوب وقف العمل العسكري لـ"المقاومة" ضد القوات الأمريكية بعد تحقق شروط انسحابها العراق" وقال الصدر "الحمد لله الذي أعز جنده ونصر عبده وشكرا للمقاومة العراقية الوطنية فها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع. لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب" وأضاف: "شكرا للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولا سيما الأخ الكاظمي" وختم بيانه قائلا: "العراق نحو الاستقلال، وننتظر السيادة والهيبة".
وكان الرئيس الاميركي جو بايدن أكد، يوم الاثنين، خلال لقائه في واشنطن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن الدور الأميركي في العراق سيتركز على المساعدة التدريبية وما يتعلق بتنظيم داعش، مؤكداً أن بلاده لن نقوم بأي مهمات قتالية.
في حين اعتبر رئيس الجمهورية برهم صالح، الثلاثاء، أن نتائج الحوار الستراتيجيّ العراقي الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة. وقال صالح في تغريدة على "تويتر"، إن "نتائج الحوار الستراتيجيّ العراقي الأمريكي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند الى مرجعية الدولة" وأضاف أن "مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل".
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الثلاثاء، أن العراق نجح دبلوماسياً وسياسياً بانجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الاميركي.
وقال الحلبوسي في تغريدة على "تويتر"، "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الاميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة ومقتضيات المصلحة الوطنية وتحقيق السيادة الناجزة وبناء عراق مقتدر سيد" وأضاف "نبارك انجاز رئيس مجلس الوزراء وفريقه المفاوض وكل الجهود التي بذلت لتحقيق هذا النجاح".
وأشاد رئيس تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم، اليوم الثلاثاء، بالإنجاز الدبلوماسي بإبرام اتفاق إخراج القوات القتالية من العراق.
وقال الحكيم في تغريدة له "موقف موفق لرئيس مجلس الوزراء والوفد العراقي المفاوض في واشنطن والذي نجح وبدعم القوى السياسية بإحراز إنجاز دبلوماسي للوطن، تمثل بإبرام اتفاق مع الجانب الأمريكي يقضي بسحب كامل القوات القتالية بنهاية هذا العام وإبقاء التعاون التدريبي والاستشاري والاستخباري قائما بين البلدين".
وأضاف، أن "تحقيق هذا الإنجاز نابع من وحدة الموقف العراقي الرافض للوجود العسكري الأجنبي، والاستعاضة عنه بعلاقات متبادلة تحفظ المصلحة والسيادة العراقية ومكانة العراق في محيطه الإقليمي، معربا عن اعتزازه بكل الجهود التي بُذلت، مباركا للجميع إنجاز العراق الدبلوماسي.
كما رحب تحالف الفتح، الثلاثاء، بما حققه المفاوض العراقي من اتفاق على خروج القوات القتالية من العراق.
وقال التحالف، الذي يعد من أكبر المطالبين بخروج القوات الامريكية من العراق، في بيان، "نرحب بما حققه المفاوض العراقي من انجاز بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام وهو خطوة ايجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة" وأعرب التحالف عن أمله "من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي وكل الشكر والتقدير للمفاوض العراقي على هذا الانجاز الوطني".
بينما قال النائب عن كتلة الفتح كامل حنون لـ"المدى" ان "كتلته ترفض وجود اي قوات أمريكية سواء قتالية أو لأغراض أخرى" واعتبر حنون "الاتفاق الجديدة خطوة صحيحة باتجاه الحل لكنه ليس الحل" وأضاف "الحل هو خروج آخر جندي أمريكي من العراق".
وتعليقا على التصريحات الحكومية السابقة التي تنفي وجود قوات قتالية أمريكية في العراق قال حنون "تعودنا ان تكون التصريحات الحكومية غير دقيقة وغالبا ما تخفي الحقائق وهو غير مستغرب من حكومة الكاظمي فالواقع عكس ما تصرح به فالقوات القتالية موجودة".
وكان البيان المشترك للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن كشف إن الوفدين اتفقا "بان العلاقة الامنية ستنتقل بالكامل الى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك اي وجود لقوات قتالية امريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول 2021".
وترأس الوفد العراقي في المباحثات فؤاد حسين وزير الخارجية أما الوفد الامريكي فترأسه وزير الخارجية أنطوني بلينكين، وكان الاجتماع الرابع هو الأخير للحوار الاستراتيجي، والذي بدأ في 11 حزيران عام 2020، كجزء من اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 الذي وقع في زمن حكومة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي ويفترض انه انهى التواجد العسكري الامريكي منذ آواخر عام 2011 لكن اجتياح داعش لمناطق واسعة من العراق عام 2014 دفع لدور امريكي ودولي قتالي في العراق بطلب من الحكومة العراقية ومع ذلك اصر رؤساء الوزراء المتعاقبون على عدم وجود قوات أمريكية قتالية على الاراضي العراقية في أكثر من مناسبة.
رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، صرح في 11 نيسان 2017 قائلا “لا يوجد أي جندي أمريكي مكلف بمهمة قتالية في العراق”، وجاء ذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفادت بمشاركة قوات برية أمريكية في المعارك على الأراضي بلاده.
وفي بداية آذار 2019 كشف المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء الاسبق عادل عبدالمهدي عن تلقي الاخير اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ووفق البيان "جرى خلال الاتصال التأكيد على الإطار القانوني لعمل قوات التحالف الدولي ومنها القوات الأمريكية العاملة في العراق والتي تتركز مهامها على محاربة داعش وتدريب القوات العراقية وعدم إقامة قواعد أجنبية، وذلك كله حسب الموافقات العراقية"، ثم قدم عبدالمهدي (كان رئيس حكومة تصريف اعمال) طلبا الى البرلمان بإصدار قرار لإخراج القوات الاجنبية من العراق بعد حادثة اغتيال ابومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي والجنرال الايراني قاسم سليماني بقصف امريكي لمطار بغداد وأصدر مجلس النواب العراقي في 5 كانون الثاني 2020 قرار اخراج القوات الاجنبية.
رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وفريقه السياسي نفى اكثر من مرة وجود قوات قتالية أمريكية وكان أحدث التصريحات في هذا السياق قد صدر عن حسين علاوي المستشار الأمني لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، في 6 حزيران المنصرم
إذ قال علاوي، في تصريحات لتلفزيون "العراقية" إن "جميع القواعد العسكرية في العراق تدار من قبل قيادة العمليات المشتركة العراقية" وتابع "لا توجد قوات قتالية أجنبية على أرض العراق والحقيقة هناك جهد لوجيستي دولي في دعم القوات العراقية لمحاربة الإرهاب".