ترجمة / عادل العاملبالرغم من أن الهند لديها أكبر منطقة مروية في العالم، فإن أكثر من 60 بالمئة من منطقتها المحروثة يغذيها المطر وتسهم أساساً في انتاج النباتات الحَبّية، وبذور الزيت. و مع هذا، فإن حالة الزراعة المطرية غير مستقرة و المشكلات المرتبطة بها متنوعة.
و من هذه المشكلات اللافتة للنظر : الكثافة المنخفضة للغلة، التبني البائس للتكنولوجيا الحديثة، التشكك في النتاج، الانتاجية المنخفضة، العدد المتزايد من حالات الانتحار بين المزارعين، و تصاعد الفقر الريفي.و هناك مجموعة بحوث قُدمت في مؤتمر عُقد بمناسبة اليوبيل الفضي لمعهد دراسات التنمية (IDS) في كتاب يُبرز بوضوح القضايا المتعلقة بالزراعة المطرية. و قد تم جمع الـ 15 بحثاً في هذا المجلد تحت ثلاثة عناوين رئيسة: الزراعة في المناطق المغذَّاة بالمطر؛ صيانة الأرض و الماء؛ و الموارد الطبيعية وخيارات المعيشة.و قد شهد عهد التنمية المخطط لها حكوماتٍ تبذل جهوداً لتحسين أداء الزراعة المغذاة بالمطر كجزءٍ من خطتها للتخفيف من الفقر الريفي. و مع أن الانتاجية قد ازدادت، على مدى السنوات، فما تزال هناك مسافة وراء أداء الأقاليم المروية. فلماذا الأمر هكذا؟ هل من شيءٍ عليها أن تفعله مع تطبيق أو عدم تطبيق التكنولوجيا الحديثة؟ إذا كانت المشكلة متعلقة حقاً بالتكنولوجيا، فهل ستكون التكنولوجيا المستخدمة للزراعة المروية ملائمة للزراعة المغذّاة بالمطر؟ ما العوائق أمام الزراعة المغذاة بالمطر؟ و هل لبرامج الحكومات أي تأثير بأية حال؟ هذه الأسئلة و غيرها تُناقَش في القسم الأول من الكتاب. و يتشاطر المؤلفون وجهة النظر القائلة بأن الثورة الخضراء، المقترحة في أواسط الستينيات، قد تجنبت الزراعة المغذاة بالمطر، و هذا هو السبب الرئيس في الحالة الخطيرة التي يجد نفسه فيها هذا القسم من الزراعة. ويتحدث م. س. سواميناثان عن " حركة رعاية أرض المجموعة " المستندة على حماية تقنيات الزراعة لتحسين الزراعة المغذاة بالمطر. و نظراً لكون شدة الرطوبة غالباً ما توجد كسبب رئيس لتدني أداء الزراعة المغذاة بالمطر، فإن تبنّي الاستقطار و الري بالمرشّات يُقترحان هنا كعلاج. مشكلات رئيسةأما مقالات القسم الثاني فتنصب على هشاشة التربة و ندرة الماء، اللذين هما بين المشكلات الرئيسة التي تضر بالزراعة المغذاة بالمطر. و هناك حيّز كبير مكرّس لمناقشة برنامج تطوير مستجمعات الأمطار، الذي يمثّل تدخلاً رسمياً مهماً لصيانة الأرض و الموارد المائية في المناطق المغذاة بالمطر.و في مساهمة مهمة، يقدم راتنا ريدي و غوبيناث ريدي تحليلاً يتّسم بالفهم العميق لمستجمعات الماء مستنداً على دراسة لـ 1000 عيّنة من الأسر تنتشر على امتداد خمس مناطق في أندهر براديش وتتفحص الحصيلة في سياق ( أهداف تنمية الألفية ) المعدة من الأمم المتحدة. وينطوي هذا القسم من الكتاب على بحث يتناول الري بالصهاريج. و يتساءل المرء هنا عن كيفية اتصال هذا النوع من الري بالزراعة المغذاة بالمطر.المواشي و الدواجن و الدوابو يعالج القسم الأخير من هذا الكتاب الموارد الطبيعية و خيارات المعيشة أو الرزق.و باستثناء بحثٍ واحد، تناقش المقالات، بشكلٍ يتّسم بالفهم، أهمية نظام انتاج حيوانات المزرعة في المناطق المغذاة بالمطر. ففي الوقت الذي يتوقع الواحد فيه أن تعزز زيادة هذه الحيوانات من فرص المعيشة، يبرز السؤال عما إذا كان الناس المقيمون في المنطقة المغذاة بالمطر سيكونون قادرين على المحافظة على هذه الحيوانات من دون أن يكون هنا أي تحسّن على جبهة المزرعة. فبعد كل شيء، فإن الزراعة هي التي توفر العلف للمواشي و الدواجن و الدواب. فإلى أي مدى ساعدت برامج تنمية هذه الحيوانات المنفّذة في المناطق المغذاة بالمطر في تعزيز و زيادة فرص معيشة الفلاحين؟ هذا ما يجب دراسته بعمق وبشكل منتظم قبل أن يوصى بها كحلٍ لعلل الزراعة المغذاة بالمطر.إن الأزمة الزراعية (و هو تحدٍ كبير للبلد منذ أوائل التسعينيات) و الزراعة المغذاة بالمطر مترابطتان بشدة. و الكلفة العالية للحراثة، و ظاهرة انتحار الفلاحين المقلقة، و الافتقار لتسليف المؤسسات، و الاستثمار العام غير الكافي هي بعض القضايا الجدية التي تؤثر في هذا النوع من الزراعة. و من دون استثمار في تطوير البنية التحتية ( الري، الطرق الريفية، الأسواق، إلى آخره )، فإن أداء الزراعة المغذاة بالمطر لا يمكن تحسينها. و من سوء الحظ أن هذا المجلد لا يتضمن مقالةً تتوجه نحو هذه القضايا بشكلٍ محدد. و على كل حال، فلا أحد ينكر أن الكتاب حسن التنظيم و يقدم وصفات عدة في السياسة المتعلقة بذلك.rnعن / The Hindi
الزراعة المغذاة بالمطر في الهند .. الأبعاد و التحديات
نشر في: 31 مايو, 2010: 04:44 م