د . احمد ابريهي نائب محافظ البنك المركزي العراقيتحليل السلاسل الزمنية الشهرية لأسعار النفط وسعر الصرف تعتمد النتائج المالية للاستثمار النفطي العراقي على اسعار النفط . وسوف تؤثر الاسعار ايضا" في العوائد الصافية للاستثمار وعليها يتوقف مستقبل الموازنة المالية العامة وميزان المدفوعات . بتعبير آخر يؤدي توسيع طاقة الانتاج والتصدير الى نقلة كبيرة في الامكانات المالية للعراق اذا لم تنخفض الاسعار دون المستويات الحالية .
وحتى مع انخفاضها فأن رفع الصادرات الى ما يزيد على 6 ملايين برميل يوميا" يساعد العراق على تحمل تلك الصدمة بسهولة من خلال استخدام احتياطيات الاستقرار المالي من فوائض سنوات الاسعار المرتفعــة . يبدو ان حركة اسعار النفط باليورو اضيق في مدى تفاوتها منها بالدولار ومن مجموع المؤشرات تظهر علاقة بين سعر النفط وسعر صرف الدولار فمن الواضح ان معامل الاختلاف في سعر النفط بالدولار هي 54.5% و 56.3 % لخامي WTI و Brent على التوالي ، بينما انخفضت معاملات الاختلاف آنفتي الذكر الى 39.2% و 41.1% على التوالي مع التسعير باليورو . ومن ملاحظة تغير سعر صرف اليورو للمدة ذاتها نجد ان الفرق بين معاملات الاختلاف في اسعار النفط بالدولار عنها باليورو مقاربة لمعامل الاختلاف في سعر صرف اليورو الذي كان 16.87% ،كما تفيد مقارنة مديات السعر في الدولار واليورو ما يدعم الاستنتاج آنف الذكر ، اذ كانت نسبة المدى في سعر النفط WTI الى حده الادنى 1014% و 703% في الدولار واليورو على التوالي اي يصل الحد الاعلى عشرة امثال الادنى في الدولار وسبعة امثال الادنى باليورو . ومما تقدم يمكن القول بوجود علاقة بين سعر النفط وسعر صرف الدولار وانها عكسية ولكن تلك العلاقة لا تفسر الا جزءا" من حركة سعر النفط ، وتنسجم هذه النتائج مع اتجاه احتواء السوق المالية بمعناها الواسع تدريجيا" لآليات تحديد أسعار النفط . وبشأن خصائص التوزيع التكراري لسعر النفط WTI بالدولار يظهر ان الذيل الموجب للتوزيع اطول بكثير من نظيره السالب ، اذ يبتعد الحد الاعلى للسعر الى 3.26 وحدة معيارية عن المتوسط ، في حين ينخفض الحد الادنى له بنحو 1.38 وحدة معيارية . ان 57.6% من المشاهدات السعرية ( الاشهر ) دون المتوسط و 42.4% فوق المتوسط . وان 10.6% من المشاهدات تتجاوز المتوسط ارتفاعا" بوحدة معيارية واكثر . وان 9.1% من المشاهدات تنخفض عن المتوسط بوحدة معيارية واكثر، بمعنى ان 80.3% من المشاهدات تنحصر بمدى لا يزيد عن وحدة معيارية على جانبي المتوسط وهذا يعني احصائيا" ان التوزيع الاحتمالي لسعر النفط اضيق من التوزيع الطبيعي ومن توزيع T لنفس درجات الحرية خاصة وان العينة كبيرة وهي 132 شهراً . وتلك الخصائص لا تنفي وجود اتجاه زمني لتزايد سعر النفط ولاستكمال التحليل نورد معادلة الاتجاه الزمني لسعر النفط WTI بالدولار .اظهر التوزيع التكراري لسعر النفط WTI باليورو ان 9.8% من الحالات ينخفض فيها السعر بما لايزيد على وحدة معيارية واحدة . وفي 14.4% يرتفع فيها السعر بما لايزيد على وحدة معيارية واحدة . وبذلك تنحصر 74.8% من الحالات في مدى لايزيد على وحدة معيارية على جانبي المتوسط وبذلك يقترب التوزيع الفعلي من التوزيع الطبيعي القياسي عند التسعير باليورو . اما معادلة الانحدار مع الزمن لسعر WTI باليورو فهي تساعد تلك المؤشرات على تقدير المدى المتوقع للايرادات المستقبلية وقوتها الشرائية الدولية ايضا (ارتباطا) مع برنامج الاستثمار النفطي والادخارات التحوطية المطلوبة حسب برامج الانفاق الحكومي المنتظرة والطلب على العملة الاجنبية وهذه من مهمة دراسات اخرى . الاستثمار في استخراج النفط الخام:قدرت وكالة الطاقة الدولية IEA ان على العالم استثمار 20.2 ترليون دولار حتى عام 2030 كي يواجه تصاعد الطلب على الطاقة . ويقدر ان 56% من ذلك المبلغ سيكون للكهرباء و 21% للنفط بمبلغ 4.3 ترليون دولار والغاز 19% بمبلغ 3.9 ترليون دولار و 3% للفحم و 1% للوقود الحيوي . وفي السنـوات حتى 2007 تصاعدت العوائد على اسهم الطاقة كثيرا" مقارنة بالاسهم الاخرى ، مما يفيد انسجام الاستثمار في الطاقة مع العوامل الاقتصادية الاساسية ليكون اكثر ربحية . ولقد تزايد الارتباط بين اسعار اسهم الشركات النفطية واسعار النفط اذ يقدر السهم بقيمة براميل النفط السائدة له بل كانت الزيادة في اسعار اسهم الطاقة اربعة امثال الزيادة في اسعار الاسهم الداخلة في داوجونز. تكاليف الاستثمار من الموضوعات ذات الاهتمام ، خاصة في البلدان الداخلة حديثا" الى نادي منتجي النفط ، وايضا" عندما يكون من الصعب تخصيص موارد كافية من الموازنة العامة للدولة لتطوير حقول النفط . وذلك مع المفارقة الكبيرة كون عوائد الاستثمار عالية واستثنائية للدولة المنتجة لان الريع يشكل الجزء الاكبر من سعر النفط ، ولكن تكاليف الاستثمار يتعدى تأثيرها نطاق المفاضلة بين الاستثمار الاجنبي والوطني الى
اقتصاد النفط وتراخيص الاستثمار* الجزء الخامس
نشر في: 31 مايو, 2010: 04:54 م