متابعة اخبارية: استفادت تركيا من التغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وحاولت كسب عواطف الملايين بعد موقفها الداعم لقطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مشددا.ونجحت تركيا في لعب دور فاعل بالمنطقة في ظل تراجع القوي المرجعية عن لعب دورها السياسي
في ظل التوازنات العالمية التي فرضت نفسها بعد سقوط النظام العراقي السابق، وهو ما حرصت تركيا على استثماره في إطار سعيها نحو إستعادة نفوذها القديم بالمنطقة بعد فقدانها الامل في الإتحاد الاوربي، لذلك لم يعد أمامها سوى البحث عن البديل المناسب الذي يمكنها من تحقيق أهدافها الإقتصادية والسياسية دون الإصطدام بقوى عالمية.ومن ثم وجدت تركيا ضالتها في منطقة الشرق الأوسط، التي تحرص على تعزيز دورها في مختلف قضاياها بشكل فاعل، خصوصا فيما يخص القضية الفلسطينية وتحديداً الحصار المفروض على قطاع غزة الذي ساهم في دعم نفوذها بشكل كبير، ولعل موقف رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أثناء إنعقاد منتدى دافوس الإقتصادي في سويسرا حينما ترك الجلسة التي جمعته والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز غاضبا إحتجاجا على منعه من التعليق بوقت كافي على مداخلة مطولة لبيريز بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة، أكسب تركيا ثقة ملايين العرب في المنطقة والعالم، إضافة إلى موقفها الداعم لاسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة رغم التهديدات الإسرائيلية، بينما يقول التوجه الجديد لأنقرة أن العرب لا يملكون تصوراً واضحاً حول التفاعل مع الدور التركي و لو بحسابات الأمن الإقليمي.ومع إنخراط أنقرة في الملف الفلسطيني أفلحت تركيا في نسج شبكة من العلاقات والنفوذ في كامل المشرق العربي، إضافة إلى إتفاقات التفاهم الإقتصادي بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي وهي نتيجة إقليمية لم تتحقق منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923. تأييد اميركيوفي إطار ما سبق يمكن التأكيد بأن ما يدفع تركيا للعب دور فاعل بالمنطقة هو ما تمثله المنطقة ذاتها من مجال جغرافي وحيد في جوار تركيا يمكنها فيه لعب دور إقليمي دون الإصطدام بقوى عالمية، بالمقارنة بالقوقاز حيث النفوذ الروسي أو في ألبانيا والبوسنة حيث النفوذ الأوربي، إضافة الى تراجع ادوار قوي بعينها عن لعب دورها السياسي في إطار التوازنات العالمية، إلى جانب ذلك نجحت تركيا في رسم سياستها الإقليمية بغطاء وتأييد من الولايات المتحدة الأميركية بإعتبارها ثقلاً موازياً للدور الإقليمي الإيراني الذي لا ترضى عنه أميركا، إضافة إلى ذلك إستثمرت تركيا صورتها الإيجابية لدى قطاعات عربية عديدة وتوافر التاريخ المشترك و التقارب الثقافي والحضاري بينهما، وهو ما ساعد تركيا على عدم الظهور بمظهر الدولة الوافدة إلى المنطقة دون مقدمات، فجذور علاقاتها مع مصر ترجع إلى القرن التاسع الميلادى عندما تم تعيين أحمد بن طولون والياً على مصر عام 868 ، ثم جاء الاحتلال العثماني لمصر والذى شغل حيزاً ضمنياً من تاريخ مصر لأربعة قرون كان لها بالغ الأثر على جميع أوجه الحياة فى مصر. وفي إطار ذلك تشكل الدول العربية سوقا مهما للصادرات التركية التي تحظى في المنطقة برواج كبير لا تحظى به في السوق الأوربية ،كما تشكل الدول العربية بما تملكه من إحتياطات نفطية عامل جذب لتركيا التي يتزايد الطلب فيها على النفط والغاز لعاملين أساسيين هما تعاظم قدرات الإقتصاد التركي وطموح تركيا لكي تصبح معبراً لإمدادات الطاقة إلى أوروبا بما يعزز وضعيتها الإستراتيجية، إضافة إلى مصالح تركيا الأمنية فلعب دور إقليمي في المنطقة يعني المشاركة في تحديد الأجندة الإقليمية. وفي سياق متصل شهد الإقتصاد التركي تراجعا ملحوظا قبل إستلام حزب العدالة والتنمية الحكم بسنوات قليلة، غير أنها تمتلك الأن واحداً من أهم الاقتصادات النامية في العالم، الذي يحتل المرتبة الخامسة عشر عالميا، إضافة لكونه مرشح للدخول ضمن دائرة العشر الأوائل خلال السنوات القليلة القادمة، علما بأن تركيا دولة غير منتجة للنفط بل ويشكّل ذلك عبئا كبيراً عليها لاسيما في ظل الإرتفاع الهائل لأسعار النفط على مدار الاعوام الثلاث الماضية ، و رغم ذلك فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي وفقا للأرقام الرسمية التركية عن تلك الفترة حوالي 663 مليار دولار أو ما يوازي 887 مليار دولار، وتبلغ الصادرات التركية التي يغلب عليها الطابع الصناعي حوالي 107 مليار دولار.وتعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز الشركاء التجاريين بين البدان العربية لتحتل المرتبة الثانية عشرعالميا تليها دولة الإمارات العربية المتحدة ثم العراق والجزائر ومصر.
تجتهد فـي استعادة نفوذها بالمنطقة ..تركيا قد تفقد الامل فـي الإتحاد الاوروبي
نشر في: 31 مايو, 2010: 05:49 م