طه كمر عندما نتحدث عن موضوع ما او قضية تشغل بال الوسط الرياضي نرى ان تجاذبات هنا وهناك وجدالاً كثير تتشعب بشأن هذا الموضوع وبالتالي يحسم لصالح طرف ما وتأخذ الأمور مسارها الطبيعي ونرى ان الحديث في مجال كرة القدم يأخذ المتحدثين ويجرهم الى مسائل خاصة تخص اللاعبين وطبيعة تعاملهم مع الأمور والاحداث
وكان في السابق ينحصر الحديث والجدال بخصوص لاعبي دورينا المحلي وبما انه اصبح العالم قرية تسيطر عليها الاتصالات وأصبحت القنوات الفضائية متاحة للجميع كي يتابعوا من خلالها الأحداث بتفاصيلها من خلال النقل المباشر تطور الحديث ليشمل لاعبي الأندية الأوروبية والأفريقية وكذلك الآسيوية.لا يسعني الا ان اضع من خلال هذه السطور مدخلا لحديثي عن تصرفات بعض اللاعبين وولائهم تجاه أنديتهم التي برزوا من خلالها وانطلقوا الى عالم الشهرة والاحتراف وارتدوا فانيلة المنتخب الوطني ليطلعوا من خلالها على الكثير من الأمور التي كانوا يفتقدونها من قبل بسبب انحسار ثقافتهم الرياضية لسبب ان العراق كان محاصرا رياضيا لفترة طويلة من الزمن فالحديث عن هذه الأمور طويل جدا ومتشعب ومرير احيانا لكني لا أريد سوى ان أعرج على مسألة واحدة وهي مسألة الولاء والوفاء التي كنا نراها بأم أعيننا ونسمع بها كثيرا عندما كان اللاعب ينتمي الى فريق ما ويقضي كل عمره الرياضي به وبالتالي يعتزل اللعب من دون ان يحصل منه سوى بعض المبالغ البسيطة بعد ان يخطف ذلك الفريق درع الدوري لكن اليوم في عصرنا هذا وقد يوجه لي اللاعبون اللوم على اننا نعيش زمن الاحتراف الذي يلغي بدوره مسألة الولاء للنادي ويستبدلها بأسلوب اللعب للفريق الذي يدفع اكثر وهذا ما أطاح ببعض فرقنا وجعلها تتحسر على لاعبي الأمس الذين قادوها خير قيادة واننا نعي تماما ان الكرة تطورت في جميع مجتمعات العالم ويجب ان نواكب هذا التطور الذي يملي علينا قوانين الاحتراف التي كنا نجهلها من قبل لكن أن نسمع ان اللاعب الفلاني صرح وهو في البلد الذي يحترف اللعب معه سيأتي الى العراق وسيرتدي فانيلة الفريق الفلاني في العراق ويأخذ هذا الخبر عدد من وسائل الإعلام وبعد أسبوع يعود اللاعب نفسه ويصرح بانه سوف يمثل الفريق الآخر كونه قُدم له مبلغ يتلاءم مع ما يطمح له هذا اللاعب ناسياً الفريق الذي اشتهر وعُرف واحترف اللعب من خلال انطلاقه منه نحو النجومية ان كان هو نجما حقيقيا في زمن كثرت فيه النجوم لكن بريق البعض منها لا يزال خافتا وليس لامعا كما معروف عن بريق النجوم فقد طرق أسماعنا خلال الأدوار الأخيرة من الدوريات التي انخرط فيها لاعبونا المحترفون ان موجة انتقالات ستشهد الوسط الرياضي لكن للأسف لم يستقر هؤلاء اللاعبون في فريق معين ولا نريد ان ندخل بتفاصيل الموضوع ونحدد أسماء بعض اللاعبين لكن نريد ان نبلغ لاعبينا (الفطاحل) أنهم كانوا يمنون أنفسهم يوما باللعب لفرقنا المحلية خصوصا الجماهيرية منها مع احترامي لبقية أنديتنا الجميلة التي خرّجت لنا لاعبين كباراً ولازالت تصنع لنا أبطالاً على مر العصور.فقد تناقلت بعض وسائل الإعلام تصريحات بعض اللاعبين الذين حتى الان هم على ذمة أنديتهم التي احترفوا اللعب بها لكن تصريحاتهم بشأن تمثيل الفرق العراقية أصبح مرهونا بالمبلغ الأكبر وهذا ما يتنافى مع الأخلاق الرياضية فالبعض منهم اشترط على بعض الأندية دفع مبالغ طائلة فلا أرى مسوغاً يجعل هذه الأندية بأمس الحاجة الى خدمات هذا اللاعب الذي لو كان عطاؤه يتناسب مع ثمنه لما فرّط به الفريق الذي احترف اللعب فيه ، فلو ان أنديتنا تدير وجهها عن هؤلاء اللاعبين كي يعرفوا قيمتهم الحقيقية من دون المبالغة باستنزاف ميزانيات أنديتنا التي أصبحت أكثرها خاوية وهناك عدد قليل منها يستطيع ان يدفع لهؤلاء اللاعبين خلال أسبوع واحد صرحوا باللعب لأكثر من فريق محلي وأخيرا نوجه عتبنا إلى لاعبينا الذين استطاعوا ان يرسموا لهم مستقبلا جيدا من خلال عقودهم التي نبارك لهم فيها ونقول لهم اتقوا الله فأنديتكم بحاجة الى خدماتكم ولا تجعلوا المال كل شيء في حياتكم فما بال الذي لا يستطيع توفير لقمة العيش لأطفاله في زمننا هذا؟Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: ولاء المحترفين
نشر في: 31 مايو, 2010: 05:52 م