ميريام ماناكحذرت حملة "أوقفوا الاتجار في البشر 2010" التي يشنها التحالف المسيحي الحقوقي "ستوب" في جمهورية جنوب أفريقيا، من أن نحو 100,000 إمرأة ستقعن في شباك عصابات الاتجار في البشر، لإرغامهن علي ممارسة الدعارة أثناء بطولة العالم لكرة القدم التي ستفتتح في 11 يونيو المقبل.
وأفاد التحالف المسيحي أن تجار البشر يحشدون الآن هذا العدد من النساء في جمهورية جنوب أفريقيا ودول أخرى، لأغراض تجارة الجنس أثناء انعقاد هذا الحدث الرياضي العالمي. لكن شاندري غوولد، كبيرة الباحثين بمعهد دراسات الأمن، وهو مركز البحوث الأفريقي المتخصص في قضايا الأمن البشري، قالت أن هذا الرقم مبالغ فيه. وشرحت غوولد، مؤلفة كتاب"بيع الجنس في كيب تاون: العمل في الجنس والاتجار في البشر في جنوب أفريقيا"، أن التقديرات التي سبقت بطولة العالم لكرة القدم لعام 2006 في ألمانيا توقعت تعرض 40,000 إمرأة لتجارة الجنس أثناء تلك البطولة. "لكن منظمة الهجرة الدولية خلصت فيما بعد إلى أن الاتجار في البشر لم يرتفع أثناء هذا الحدث الرياضي، وأن رقم الـ 40,000 المشار إليه لم يكن صحيحا، ولم تعثر على أدلة على وجود صلة بين الاتجار في البشر والبطولة"العالمية، حسب غوولد. ثم قالت"لا ندري ما الذي سيحدث في (بطولة) جنوب أفريقيا، لكننا نعتقد أنه لا يوجد ما يبرر أن الوضع لن يكون مختلفا"عما حدث في بطولة العالم في ألمانيا. وأضافت"الواقع هو أن عدد الزوار لجنوب أفريقيا سيكون ست مرات أقل من أولئك الذين زاروا بطولة 2006، لكن البعض يتوقعون أن يتضاعف عدد البشر الذين سيجري الاتجار فيهم للضعف"مقارنة بما حدث في ألمانيا. هذا ولقد أشار صندوق رعاية الطفولة"يونيسيف"في عام 2005 إلى أن عمليات الاتجار في البشر أخذت تنافس تجارة المخدرات والأسلحة في العالم بعائدات تتجاوز 10 مليارات دولار. فقالت غوولد"هذا الرقم خاطئ ومصدره موظفون جالسون على مكاتب في وزارة الخارجية الأمريكية"ورددته وسائل الإعلام"لأنها تعشق الأرقام”. بيد أن الصحفي الاستقصائي مارك توماس شكك في أقوال غوولد، استنادا إلى الأبحاث التي أجراها عن الاتجار في البشر في"صناعة الجنس"في جنوب أفريقيا، فقال لوكالة انتر بريس سيرفس"قد اتفق على أن أحدا لا يعرف حجم العائدات الناتجة عن الاتجار في البشر، لكنه من الخطأ استبعاد أي رقم". وأضاف توماس، المحرر بمجلة Noseweek الاستقصائية في جنوب أفريقيا،"لا يوجد أي مصدر يجزم باليقين أن عائدات هذه التجارة تبلغ 10 مليارات دولار سنويا"لكنه من المعروف أن"الأمم المتحدة ومجلس الاتحاد الأوروبي ومنظمة الهجرة الدولية والعديد من الهئيات الناشطة ضد الاتجار في البشر، تشير جميعها إلى تقديرات العائدات هذه التجارة تتراوح بما بين 5 و 9 مليون دولار في السنة"، وهو الفارق الذي يمكن تفسيره على ضوء طبيعة عمليات الاتجار في البشر، وفقا للصحفي. وكانت الباحثة غوولد قد أكدت إن الدراسات التي أجريت على مدى العقد الماضي لم تشر إلى زيادة بالاتجار في النساء في جنوب أفريقيا، وأن"منظمة الهجرة الدولية قد حددت وساعدت 315 امرأة ضحية لهذه التجارة". كما قالت"علينا أن نتذكر أن منظمة الهجرة الدولية قد دربت أكثر من 10,000 ضابط في جنوب أفريقيا على التعامل مع تجار البشر، وأن هناك"خط ساخن"يعمل علي مدار الساعة". وشددت عن أن أبحاثها خلصت إلى أن عدد النساء العاملات في الدعارة بمدينة كيب تاون كان يبلغ 1,209 في عام 2008. لكن الصحفي الاستقصائي مارك توماس شكك في هذه الأقوال أيضا"فأثناء البحوث التي أجريتها بمدينة كيب تاون في عام 2009، تحدثت إلى العديد من النساء اللائي وقعن ضحية الاتجار في البشر”.  وشرح لوكالة انتر بريس سيرفس"أثناء جمعي معلومات لإعداد تحقيق صحفي واحد، تحدثت إلى 24 امرأة ضحية من نيجيريا، كاميرون، زيمبابوي، رواندا، أوغندا، كينيا، وزامبيا، علما بأن بعض النساء تتردن في الكشف عن اسمائهن.وكالة انتر بريس سيرفس