TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيدُ المدى هو عيدي الشخصي

عيدُ المدى هو عيدي الشخصي

نشر في: 4 أغسطس, 2021: 11:00 م

 لطفية الدليمي

الإحتفالُ السنوي بتأسيس صحيفة المدى هو بالنسبة لي إحتفالٌ شخصي حميم . ليس هذا من قبيل المجاملات البروتوكولية المعهودة بقدر ماهو حقيقة أتعاملُ معها كل عام . ثمّة سببان على الأقلّ يقفان وراء هذه الحقيقة :

الأول : صارت المدى منذ قرابة إثنتي عشرة سنة تمثّلُ لي نوعاً من الرفقة اليومية التي أتعامل معها سواءٌ في متابعة منشوراتي فيها أو في إعداد ماسيُنشرُ لي فيها ؛ إذ كما يعلم القرّاء الكرام أنا أكتبُ في المدى مقالة أسبوعية يوم الأحد ، وكذلك مادة ثقافية طويلة مؤلفة أو مترجمة يوم الأربعاء ، ومعلومٌ أنّ المداومة والإنضباط والاستمرارية في الكتابة لصحيفة يومية على مدى سنوات طوال يخلق انتماء وثيقا لأسرة عزيزة ويرسخ حميمية مباشرة تكرس الكاتب مَعْلَماً من المعالم الدالة لتلك الصحيفة ؛ ولعلّ هذا هو السبب في أنّ صحفاً عالمية وعربية تحرصُ على نشر مواد يومية أو أسبوعية على نحو منتظم لبعض الكُتّاب ليكوّنوا بصماتٍ ثقافية في تلك المطبوعات .

الثاني : ترسّخ لديّ بفعل الكتابة في المدى معنى “ الإنضباط “ المهني في العمل . كنتُ قبل الكتابة في المدى أكتبُ في صحف ومجلات عديدة ، وكانت كتابتي فيها في الغالب تنحو منحى المساهمة الشهرية أو النشر المتقطّع ؛ لكنما في المدى صار الإلتزام على نحوٍ يومي تقريباً ، وقد أفادني هذا الإلتزام في تأكيد الأهمية الستراتيجية للزمن و استثماره إلى أقصى المديات الممكنة للقدرات البشرية الخلاقة من جانب ، ولقيمة الحرية اللامحدودة المتاحة لي فيما أكتبه وأترجمه للمدى من جانب آخر ، ولعلّ القارئ المتابع لمسيرتي الثقافية سيشهدُ مصداق كلامي في الفورة الكبيرة التي طرأت على أعمالي المؤلفة والمترجمة المنشورة في دار المدى . الرواية وحدها تبقى عندي غير خاضعة لتسونامي النشر لأنّها تظلّ ميدان بحث وتنقيب معرفي حثيث هادئ وصبور .

لاينبغي في هذا المقام ونحنُ نحتفي بعيد المدى – الصحيفة أن نتغافل عن المدى المؤسسةو دار النشر ؛ فهي الأمّ الحاضنة التي تنبثق منها كلّ البركات الطيبة من أصدارات رائعة جعلتها تقف في الصف الأول لدور النشر الطلائعية في الفضاء الثقافي العربي .

دامت المدى الصحيفة والمؤسسة ، وطابت بالخير والصحة أعمارُ رئيسها وكلّ العاملين الطيّبين فيها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق

العمود الثامن: غابات السامرائي

العمود الثامن: عندما يغط البرلمان بالنوم !!

هل سيحول إيلون ماسك الحكومة الأمريكية الى شركة..؟

قناطر: مسلسل معاوية... جرُّ القناعات الى مسلخ الأوهام

العمود الثامن: أحلام الليبرالي الأخير

 علي حسين هل شاهدتم مثلي رائد الليبرالية الحديثة في العراق قصي محبوبة وهو يقف بكل اريحية يقول لأحد مقدمي برامج هذا الوكت الفضائية: "هذا زعيم المجرمين". ولا تعتقد عزيزي القارئ أن رائد الليبرالية...
علي حسين

كلاكيت: الشباب في مهرجان الشباب

 علاء المفرجي بعد ماراثون كبير خاضته بغداد والمحافظات العراقية في أنعقاد المهرجانات السينمائية، والتي كانت تتشابه من حيث شكلها ومضمونها، بل وأخطائها حتما، فكان الفشل عنوانها، أو نتيجة للتسرع في إقامتها. انعقد نهاية...
علاء المفرجي

سوريا: من المأساة إلى الجريمة المضادة.. صيف الطوائف الحارق

أحمد حسن ما جرى ويجري في الساحل السوري، وخاصة في جبلة، يعيد إلى الأذهان أبشع الفصول الدموية التي عاشتها المنطقة، من مذابح الإيزيديين في العراق إلى المجازر التي ارتكبتها الجماعات الجهادية في مناطق النزاع...
أحمد حسن

الطَّائفيَّة.. " لا تَلد الحَيَّة إلا الحَيَّة "

رشيد الخيون منذ عقود والخلاف السّياسيّ أخذ يتلبد بالنّزعة الطّائفيّة بأقصى درجاتها، بين الأديان والمذاهب والقوميات، لكنَّ أفظعه القائم على أساس دينيّ، ومع أنَّ الله واحد للجميع، لكنَّ كلَّ دين ومذهب يتحدث عن إلههِ،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram