علي حسين
إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل اليوم بدخول صحيفة (المدى) عامها التاسع عشر، وقد سعت منذ تأسيسها أن تتبنّى منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف سواء أكانوا من الإرهابيين أم المفسدين.. وكانت أول من تصدى لبعض قضايا الفساد الكبرى، ورفع شعار الحرية والأمان للمواطن العراقي.
حاربت شيوخ التطرف وتصدت حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. إنها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. وإذا كان البعض قد نسي فإن علينا أن نذكرهم بالمعركة التي خاضتها (المدى) حين فضحت سراق الشعب العراقي في قضية كوبونات النفط والتي كان مجرد الحديث عنها يعد خطاً أحمر خاف كثير من السياسيين الاقتراب منه.. من هذا المنطلق كانت (المدى) ولا تزال جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف.. العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة أو خوف. (المدى) صحيفة تعلمنا فيها جرأة الكاتب، وأهمية الاشتباك العنيف مع الأفكار الفاشلة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. (المدى) الصحيفة القادرة على اكتشاف المواهب الجديدة وإفساح الطريق لها.
واسمحوا لي أيضا أن اعترف بأنني منذ أن " استوليت "على هذه الزاوية قبل أكثر من اثني عشر عاماً ، لم أكن أعرف الديمقراطية جيداً، ولا أفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق، ولهذا أُصرّ كل يوم على أن أصدّع رؤوس القراء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب الأمن والرشوة والفساد، فيما الحقيقة تقول إن كل ما نشرته في هذا العمود هو مجرد لغوٍ وبهتانٍ تبطله الوقائع والشواهد التي تؤكد أننا نعيش أزهى عصور الحريات المدنية والرفاهية الاجتماعية.
ولم أكن أعرف ايضا أن التجربة السياسية الجديدة في العراق هي الأفضل في العالم، لكنني لا أريد أن أكتب في هذا المكان أن تجربتنا الديمقراطية تغار منها بلدان الشرق والغرب، ألسنا البلد الوحيد الذي يرفض مسؤولوه أي مساس بالفساد والمفسدين، ونراهم يشمرون سواعدهم ضد أي عملية إصلاح سياسي؟.
والآن هل تستكثرون على ساستنا الأفاضل أن يشتموا الإعلام ويتهمونه بالخيانة العظمى، وأنا الذي أريد تحويل الاحتفال بهذه المناسبة إلى عمود يسخر من منجزات التجربة العراقية الجديدة؟، لا عليكم سنحتفل بدخولنا العام التاسع عشر، وننتظر العام الذي يليه ، ونسعى إلى العام الخمسين، لأننا نؤمن بأن هذه البلاد لا يمكن لها أن تظل تحت رحمة من يعتقد أن الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.
هذه هي المدى ، صحيفة قررت أن تكون وأن تبقى.. جريدة ذات أشواك.. واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. وأن يكون صوتها قوياً صادحاً بقضايا الناس .
جميع التعليقات 3
عدي باش
تحية ل( المدى) الغراء عيدها الأغر
جواد
المدى كل عام وانت اكثر جرأة ومهنية
محمد هادي صالح
مبروك للمدى، الذكرى السنوية ال 19 لتأسيسها ، وان تبقى مدافع حقيقي وصلب عن قضايا الناس والوطن