TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(عاليمنه ويلقلق)

هواء فـي شبك ..(عاليمنه ويلقلق)

نشر في: 31 مايو, 2010: 09:25 م

عبدالله السكوتي وهذه كناية بغدادية، عن المتصدر الذي نال اكثر مما يستحق، ومازال يتبرم ويشكو، وأصل الكناية: ان احدهم من كبار الموظفين في الحكومة العراقية في الاربعينيات كان شديد العناية (بالاتكيت)، وكان لايطيق ان يتقدم عليه احد في المجلس اصغر منه سنا،
 او اقل منه مقاما، وحدث ذات يوم ان كان راكبا في سيارة، وقد احتل الجانب الايمن منها، فاستوقفه شيخ من الشيوخ وصعد معه الى السيارة، وزاحمه حتى جلس في موضعه على اليمين، فاغتاظ غيظا شديدا بان عليه، ولكن الشيخ لم ينتبه الى ماحصل واستمر في حديث بدأ به، يرفع صوته تارة ويخفضه اخرى، واشتد الغيظ بصاحبنا فصرخ فيه: هم عاليمنه، وهم تقلق. والكثير الان (عاليمنه ويلقلقون)، يريدون ان يضربوا عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية هم من رجال السلطة والجاه ومن ناحية اخرى يريدون الفوز بقلوب المظلومين والمحرومين، يتسلم المخصصات الدسمة والراتب العالي والسيارات الفخمة ذات الاصوات المتعددة، ويظهر على شاشات الفضائيات يعرض بالمخصصات والمميزات والرواتب وكأنه محروم منها وهو اول من يعد جيوبه لملئها بالدولارات الخضر. وهذا عملة مزيفة اذ انه يحرس مع الراعي ويأكل مع الذئب، ومن ثم يضمن صداقة الذئب وعطف الراعي، وقد طردت هذه العملة، العملة الحقيقية ورمت بها الى بحر النسيان لتتفرد بالانحدار الى الاسفل بسرعة هائلة تاركة وراءها غبارا كثيفا يمثل الخسارات المتلاحقة بجوانب عديدة، ولكن هؤلاء ايضا يستطيعون التخلص من المواقف المحرجة اثناء الاستجوابات والاستدعاءات، بطرح خطط مستقبلية هي عبارة عن حبر على ورق يحلم معدها بانقضاء السنوات الاربع ولكل حادث حديث ؛ واغلب هؤلاء يعبر التخته كما يقول اهل بغداد، وهم يعبّرون (بالتخته) عن جسر بغداد المنصوب على دجلة وكان متخذا من قوارب ربط بعضها الى بعض بالحبال وصفت عليها ألواح يعبر عليها الناس من الجانب الشرقي الى الجانب الغربي وكان للحكومة العثمانية سلطان على الجانب الشرقي في اكثر الاحيان ولاسلطان لها على الجانب الغربي، فاذا خاف احدهم عبر الى الغرب فقالوا (عبر التخته) وهي كلمة فارسية تعني اللوحة المسطحة العريضة. وقد رأينا الكثيرين عبروا بهذه الطريقة مع اموال لاتعد ولاتحصى ومع هذا فهم يتمتعون بالجاه والعز في دول اخرى ؛ كنا ننتظر ممن يتسلم السلطة ان يعيد الى العراق امواله التي سرقت، ويطارد اللصوص من الحواسم وغيرهم واذا باللص محترم ومهاب، يقوم له اجلالا في (الدواوين من اكبر عكال الى اصغر افندي) وهذا كما يقول الشاعر: (صوت اهناك صوت اهناه يمر جتال ابوي ابمستحه اتلكاه واحبه اهنا واحبه اهنا واكوم بكومة الديوان لوداعه شفت الذيب والراعي اجوا منا واعرف الذيب واطباعه) وجل مانخشاه ان يدوم الحال على ماهو عليه فيصبح للصوص من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم، وهو جالس على اليمنهلايدري اين وصل الوطن، وماهي حال الشعب الذي غزاه المرض والموت والفاقة ؛ كنا نحاول قبل هذا ان نطرح سلبيات الهيئات والوزارات والمؤسسات املا في اصلاحها اما الآن فقد غادرنا الامل،لان الامر بات كلاماً على السلاطين، (ومن يقرا من يسمع) ورحم الله من قال انه هواء في شبك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram