ترجمة: المدى طقوس فروسية من المتوقع ان تتجلى كما كانت عليه لأكثر من ثمانية عقود في منطقة العامرية غرب بغداد فالفرسان بملابس السباق الملونة يداعبون خيولهم المتوترة عند بوابات الانطلاق وحشد المتفرجين في الملعب يتدفقون نحو المضمار كي يشاهدوا نهاية السباق حيث يعبر الفرس آخر عائق ومن ثم يتم رفع العلم معلنا النهاية.
كانت الخيل وهي تستدير من الجانب البعيد لمضمار السباق بينما يكافح الجمهور المتواجد لسماع التعليق من خلال مكبرات الصوت القديمة ثم ظهرت سحابة من الغبار حيث يكمل المتسابقون الدورة الأخيرة من السباق ويشدون على الخيل للوصول الى النهاية. لقد انتهى كل شيء بلمح البصر بينما يتراجع الحشد ببطء منسحبا الى الظل للهروب من حرارة الجو التي بدأت مع نهاية الربيع. وبالنسبة لأولئك الذين راهنوا على الرقم 4 وهي فرس تدعى السيدة الشجاعة فقد كانوا محظوظين بالفوز بينما بالنسبة للآخرين فهناك تنتظرهم جولات أخرى.على الرغم من تغير حال البلاد بعد سقوط النظام عام 2003 وسنوات من العنف التي اعقبت ذلك مازال نادي الفروسية مستمرا بإجراء سباقات الخيل يومي السبت والثلاثاء من كل اسبوع ويأتي العراقيون الى مضمار السباق الذي يقيمه النادي في تلك المنطقة المتربة والخطرة في بعض الاحيان من بين مناطق بغداد وكما في الايام الخوالي سيخبرك احد الجمهور ان هذا المكان ما هو الا تقليد صغير من المشهد الساحر حينما كان في مكانه الاصلي الذي بناه البريطانيون بعد الحرب العالمية الاولى في منطقة حي المنصور في بغداد فقد ذهبت الخيول العربية الاصيلة وكانت الاسيجة مشذبة بشكل جميل والسادة المحترمون بثيابهم الانيقة في تلك الايام لكن المشاق والحروب التي واجهت الحياة في العراق اجبرتها على التوقف لكن اعضاء نادي الفروسية كان لهم اصرار مدهش من خلال تعلقهم بهذه المتعة. من خلال ضحكته كانت تبين ثلمات اسنانه يقول مهند داود البالغ من العمر 60 عاما انه كان منظم مسارات السباق لمدة اربعين عاما لقد كانت تلك الايام بالتأكيد افضل بالنسبة للنادي لكن ماذا يفعل اهل بغداد لكي يستمتعوا باللهو؟. في زاوية اخرى من مضمار السباق كان هناك مطعم يجلس فيه ابو خالد وهو رجل عريض الاكتاف ذو صوت اجش ظل لمدة اربعة عقود يحضر سباقات الخيل في بغداد وهو يحاول ان لايضيع فرصة متابعة اي سباق لانه لا يعلم متى يمكن ان يضرب الحظ معه ضربته الجيدة في الفوز قائلا"بالتأكيد ان الذين يحصلون على ايام جيدة هم مالكو الخيول حينما تفوز خيولهم بالسباق واتذكر في احد الايام السالفة انني جئت الى السباق ولم اكن احمل مالا فاعطاني احد الاصدقاء المال وساعدني ففزت يومها بـ 2500 دولار". تبدو نوافذ الرهانات مزدحمة في النادي مع وجود شائعات في ان بعض السباقات قد تم التلاعب بها وعلى الرغم من ان النادي يتبع سياسة عدم بيع الكحول لكن هناك دلائل من ان البعض يطبقون شعار اجلب (بيرتك) معك وهي ممارسة منتشرة بشكل واسع هناك. خلال سنوات العنف الماضية تم خطف احد المستخدمين في النادي وهناك سيارة مفخخة قد انفجرت عند مدخل النادي ما ادى الى هروب العديد من مالكي الاحصنة والمستخدمين خارج البلاد لكن السباقات عادت لتستأنف بعد فترة قصيرة من التوقف. في داخل مكتب المدير التنفيذي عبد العزيز الشيخ علي وهو رجل يبذل كل ما في وسعه لإدامة النادي والحفاظ على المعايير فيه كانت هناك صور تحيط بالمكتب من ايام مجد النادي اعوام الثلاثينيات والاربعينات حيث كان المشاهيرفي ذلك الوقت وافراد العائلة المالكة يقضون امسيات ممتعة في حلبات السباق. يقول المدير التنفيذي"في الايام السالفة: كانت حلبات السباق لدينا هي الاكبر في الشرق الاوسط حتى ان المرحوم الشيخ زايد قد زارنا ذات مرة وامتدح النادي ووعد ببناء ناد شبيه له في الامارات". وكانت حلبة سباقات المنصور قد تم نقلها عام 1995 الى مكانها الحالي في العامرية لأن طاغية النظام آنذاك قرر أن يبني مسجدا في موقع النادي وقد ذهبت اموال تشييد الموقع الجديد للنادي حتى قبل ان يتم الانتهاء منه ثم استمرت المشاكل من خلال قيام البعض بجمع اموال المراهنات بشكل غير قانوني وعدم اسهامهم في صيانة النادي. العديد من العراقيين سوف ينسون همومهم حينما يبدأ السباق وحينما تبدأ حوافر الخيل بالجري على ذلك المسار المترب. عن: لوس انجلس تايمز