TOP

جريدة المدى > مواقف > حرب القدرة على الإقناع

حرب القدرة على الإقناع

نشر في: 1 يونيو, 2010: 04:32 م

ترجمة :فضيل يزل تمكن الكولونيل روبرت بي براون من سماع الخوف في صوت الملازم ذي الـ 24 عاماً من جهاز اتصال مشوش، وهو يقول « لدينا عدو داخل الاتصال السلكي، ان الوضع حقاً سيئ هنا». اما الملازم الأول اندرو بوندرمان فقال «نحن بحاجة لتلك الطيور «المحشوة» الآن».قبل السادسة صباحاً بقليل،
شن أكثر من 300 متمرد هجوماً كبيراً على وحدة الملازم بوندرمان البعيدة التي تتمركز في مدينة كامديش في شمال شرق افغانستان. وعند السادسة والنصف لقي جنود بوندرمان حتفهم. وطائرة الهليكوبتر المهاجمة من نوع اباتشي التي طلبها يائساً لن تصل قبل ان تمر نصف ساعة أخرى.امسك براون الذي كان في قاعدته التي تبعد حوالي 30 ميلاً ، باللاسلكي واخذه بحركة خاطفة من احد الرقباء في مجموعته. فقال الضابط الذي كان بعمر يناهز 41 عاماً للملازم الشاب «ستكون على ما يرام، سنحاول مساعدتك قدر الامكان».اتخذ بوندرمان قراراً اهوج يظهر انه غير قادر على السيطرة على الوحدة كاملة، فقد امر القوات المتبقية بتدمير كل ما يقع حول مجموعة سكنية صغيرة متكونه من 23 بناية. فقد كان 12 جندياً من جنوده الـ 53 محاصرين بنيران العدو الثقيلة التي تطلق من وراء تلك الدفاعات الداخلية، وكان عليهم ان يقاتلوا وحدهم حتى تصل طائرة الهليكوبتر المهاجمة.احد الجنود كان بعمر 21 عاماً ، جرح في ساقه وفخذه. وقد زحف على مرفقيه وهو ينزف ليختبيء كي يحمي نفسه، واخذ ستيفن الـ. ماس من القوات الخاصة ينادي رفاقه الجنود «ساعدوني» رجاءً «ساعدوني»في 3 تشرين الأول، 2009، قتل 8 من القوات الامريكية وكانت المعركة في وحدة كيتنغ القتالية، وكانت هذه من اعنف المعارك التي شهدها الامريكان في حربهم في افغانستان. بالنسبة للجنود، لم يتغير الواقع المرير للقتال الا ما ندر، وقد استمر كذلك لعقود منذ حرب فيتنام. للنجاة والبقاء على قيد الحياة ، يعتمد جنود كيتنغ على اخلاصهم الواعي وبراعتهم في الرماية.ما يجعل معركة كيتنغ تختلف عن المعارك السابقة هو ما حدث بعدها. ان مرور عقد من القتال في افغانستان والعراق جعل قادة القتال الميداني مضطرين الى قبول ان يكون النصر في حروب اليوم أقل أهمية من تدمير الأعداء وأكثر من معرفة كيف ومتى يتم تحويلهم الى حلفاء. هذا النوع الجديد من الحرب اجبر الضباط من المستوى المتوسط من أمثال براون على تولي ادوار جديدة: فمرة يكون سياسياً ومرة دبلوماسياً ومرة اخر راوي حكايات تاريخ القبيلة.قال براون: « كان هدفي الحصول على اناس يستطيعون ايقاف اطلاق النار على جنودي والحصول على دعم حكومي.بعد معركة كامديش في افغانستان، احد زعماء المتمردين ويعرف بمله صديق ارسل كلمة الى براون يطلب فيها قيادة منافسيه المتطرفين من طالبان من المنطقة التي تقع حول قاعدة كيتنغ. وصديقه الذي كان على لوائح القتل او الاسر الامريكي لمدة خمس سنوات يحتاج الى المال ومساعدة براون ليكون سمساراً للسلام بالاتفاق مع مسؤولي الحكومة الافغانية في كابول. كان العرض فرصة بالنسبة لبراون كي يضمن ان لا يموت جنوده الثمانية عبثاً.كتب براون رداً على بريد صديق الالكتروني. «نحن لا نتصور ان صديق سيكون ديمقراطياً جيفرسونياً، لكنه حشد الدعم الشعبي للحكومة الافغانية ضد طالبان ... وبصراحة قد يكون هذا جيداً بما فيه الكفاية». قبل الهجوم بثلاثة أشهر، قدم براون وقائد لوائه الكولونيل راندي جورج التماساً للجنرال ستانلي أي. ماكتشيرستل، الجنرال الاعلى للقوات الامريكية في افغانستان، كي يسمح لهم بأغلاق قاعدة كيتنغ والانسحاب من كامديش والمنطقة المحيطة بها.كانت القاعدة محاطة بجبال شاهقة من جميع الجهات، فكانت معزولة ويصعب الدفاع عنها. قال احد جنود براون « شعرت وكأننا نعيش في قعر كأس». وقد دفعت براون  دراسته لفصائل التمرد المحلية الى الاعتقاد ان انسحاب القوات الامريكية من المنطقة سيؤدي الى انقسام التمرد..وكان الفرع الاخر من التمرد موالياً لطالبان ويعارض أي وجود للحكومة الافغانية. وطالما بقيت القوات الامريكية وقادة حزب أي غولبودين يرغبان بطرد قيادة طالبان من المنطقة. قال براون : «كانت هذه المجموعة وطالبان متنافسين شديدين، لكنهما يتفقان في مقتهم لنا».وبعد قيامه بجولتين في العراق في عامي 2004 و2007 تفتحت عينا براون على حدود امكانيات جيشه ونفسه. وقال وهو يتحاشى التصريح بذلك « يمكننا ان نفعل المستحيل» فمحادثات قوية تجعلنا نستخدم قادة آخرين في إطلاق النار حتى على قواتهم. وكان هدفه بناء الحكومة الأفغانية وإعادة جنوده أحياء.فقد قضى معظم وقته في استجواب كبار السن من الأفغان ومسؤولين في الدولة حول المؤامرات والنزاعات القبلية القديمة التي استمرت عقوداً طويلة. في المساءات كان يتصفح شبكة الانترنت للحصول على معلومات قائلا: «يوجد الكثير هنا غامضاً بالنسبة لنا».وحتى قبل الهجوم على قاعدة كيتنغ ، كان براون يعتقد انه قد يكون قادراً على المساعدة في التوصل الى اتفاق سلام من خلال التوسط بين قادة مجموعة غولبودين المحلية والحكومة الأفغانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram