علي حسين
ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: جماعة تعشق دول الجوار وتهيم غراماً بها وهم طبعاً الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وقسم آخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن ويزدرى، ويحتقر الطائفية والهيمنة على مقدّرات البلاد، وهناك بين هذا وذاك مَن يسمّى الأغلبية الصامتة التي تذهب للانتخابات ليس حبّاً بفلان أو كرهاً لعلّان،
لكنها تخاف على رزق أطفالها الذي يتحكم به "ساسة " العراق الجديد، الذين يتناسلون يوماً بعد آخر، في ألوان جديدة وطبعات أخيرة، ليس آخرها بالطبع النائب أبو ميثاق المساري الذي أخذ في الأيام الأخيرة يصول ويجول بين أروقة الفضائيات، مرة يتهم شباب احتجاجات تشرين بأنهم عملاء للسفارة الأمريكية ويروجون للماسونية، ومرة يبكي على العراق الذي باعه مصطفى الكاظمي للحاج "بايدن"، ومرات يتحول إلى فيلسوف تفكيكي يحاول تفكيك الطرف الثالث الذي لا نعرف لونه وطعمه حتى الان . طبعاً من دون أن يسأله أحد ماذا تريد؟ سيتّهمني البعض بـ"العبط" فهل يجرؤ أحد مهما علا شأنه أن يسأل شخصاً مثل أبو ميثاق المساري: ماذا تفعل؟ سيُتّهم بالخيانة حتماً، أليست أحزابنا العتيدة ومعها الحكومة الرشيدة، كانت قد قررت قبل سنوات وفي لحظة تاريخية مهمة أن خطب إبراهيم الجعفري وحدها يمكن أن تؤسس لعراق تعددي، وأن العناية بـ"طلّة" خميس الخنجر هي التي ستحمل السرور والحبور إلى هذه البلاد؟!
أعذروني فأنا في مرّات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ، أو أُشاهد مثل هذه الفعاليات المحزنة، هل ابكي من العبث ، أم أصمت من شدّة الكآبة والحزن، من أبرز المضحكات والمبكيات التي حاصرتني قبل أيام وأنا أشاهد السيد المساري يسخر من الجيش العراقي، ويطالب بحله ويتهمه بالجبن، ويرفض أن تكون هناك وزارة داخلية وجهاز للمخابرات، وأعتذر من السيد المساري فهو ربما لا يريد أن يكون للعراق جيش نظامي، فالرجل يعتقد أننا لا نزال نعيش مع جيش صدام، الشيء المحزن أن السيد المساري وهو يطلق سهامه ضد الجيش ويطالب بإلغائه ويتهمه بالخيانة، لم يجد حتى هذه اللحظة جهة حكومية تقول له: لماذا فعلت ذلك؟ وتخيل جنابك لو أن سياسياً أميركياً أو بريطانياً او ايرانيا اتهم جيش بلاده بالخيانة، ماذا سيحصل له؟ لكننا في بلاد الرافدين نحتاج إلى رخصة لنسأل لماذا تشتمون الجيش؟
في مقابل صورة المساري، كنا قد تأملنا من قبل في صورة المقاتل عبد الوهاب الساعدي يحتضن أطفال الموصل الذين ينشدون الأمان ، وصورة المقاتل الشهيد ابو تحسين يطارد الدواعش .
في الموصل والأنبار وجميع مدن العراق شاهدنا العراق الحقيقي الذي تآخى فيه الجندي ومقاتل الحشد والشرطي وأبناء العشائر، يمشي على قدميه ويصرخ طلباً للخلاص من كل شيء فاسد وباطل، صنعته قوى سياسية تتاجر بحاضرالبلاد ومستقبلها .
جميع التعليقات 3
عصمت رؤوف
الانكى من ذلك ان المالكي لاغيره يطالب بحكومة قويه و ضد المحاصصه و الطائفيه !! عجبي
ابو احمد
المفروض ان نسال متى يحاكمون لينالوا جزاءهم العادل على نهبهم لخيرات البلد وفشلهم وقتل شباب الانتفاضة عاش قلمك المعبر عن الم ومعانات المواطنين
سمراء
الكارثة الكبرى إنهم تحت قبة برلمان عراقي يمثلون العراق وا أسفي على العراق من هؤلاء الإمعات الذين يتحكمون برقابنا . فهل سنرى انتهاء هذه المرحلة السوداء ؟! كلما سقطت حكومة أعقبتها حكومة أسوء منها !!!!!!!!