علاء المفرجي
تعد رواية ولاتزال الشمس تشرق أول رواية مهمة للكاتب الاميركي إرنست همنجواي والتي نشرت في عام 1926.
وتدور قصة الرواية حول مجموعة من المغتربين الأمريكيين وأفراد بريطانيين في أوروبا القارية خلال العشرينات من القرن العشرين. عنوان الرواية الذي اختاره همنجواي بناء على توصية من ناشره مقتبس من سفر الجامعة «والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق.»
جعلت الرواية همنجواي مشهوراً، وألهمت الشابات في أنحاء أمريكا أن يتخذن قصات الشعر القصيرة ويرتدين السترات مثل بريت ويتصرفن مثلها، وكذلك غيرت الرواية أسلوب الكتابة التي يمكن أن تجده في أي مجلة أمريكية نشرت خلال العشرون سنة المقبلة.
وأضافت مجلة التايم الرواية في قائمتها لأفضل الروايات باللغة الإنجليزية في الفترة الممتدة من عام 1923 إلى عام 2005.
راوي الرواية جاك بارنز هو صحفي مغترب يعيش في باريس. بارنز عاجز بسبب إصابة تلقاها في الحرب مع أن طبيعة جرحه لم تذكر أبداً بصراحة. ويحب جاك بريت آشلي المتزوجة مرتين ولديها العديد من العلاقات العاطفية منذ الحرب. تقع أحداث الكتاب الأول من الرواية في باريس، ويصل بيل جروتون في الكتاب الثاني من نيويورك لينظم إلى جاك، وكذلك يقدم مايكل كامبل خطيب بريت من اسكتلندا. يسافر جاك وجروتون إلى بنبلونة بالقطار، ويقابلون كون شمال بنبلونة للقيام برحلة الصيد المخطط لها، لكن كون يترك أصدقائه ليقابل بريت في ينبلونة، وتبدأ غيرة جاك من كون على الرغم من استمتاعه وجروتون بخمسة أيام من الصيد بهدوء. ويصور الكتاب الثالث من الرواية ما حدث بعد المهرجان.يغادر الجميع بنبلونة بعد أن يصحوا من سكرهم. يرجع جروتون إلى باريس، ويبقى كمبل في بايون ويذهب جاك إلى سان سبيستان. يتلقى جاك برقية من بريت الموجودة في باريس تطلب منه أن ينظم إليها لأنها في مأزق. يجد جاك بريت وحيدة من دون روميرو في مدريد وتخبره أنها قررت أن تستقر مع كمبل. وتُستكمل الرواية لتنتهي بجاك وبريت يتحدثان في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة عن ما كان ممكن أن تكون عليه الأمور.
تُلخص الرواية حياة جيل المغتربين بعد الحرب للأجيال المقبلة. ويمزج همنجواي باريس في إسبانيا في الرواية، فيصور بوضوح الثيران تركض في بنبلونة ويصور حلبة صراع الثيران كالمكان الذي يواجه فيه الموت، ويخلط إثارة المهرجان بهدوء الطبيعة الخلابة في إسبانيا. وتعتبر هذه الرواية عموماً من أفضل روايات همنجواي إلى جانب وداعا للسلاح ولمن تقرع الأجراس.
وعد النقاد هذه الرواية بداية جديدة في الاقتصاد في استخدام اللغة لخلق الأجواء والحوارات، وانتقد العديد من النقاد فور صدور الرواية تركيزها على شخصيات فاجرة لا هدف لها، ولكنها لاقت اهتماماً كبيراً من جهة الشباب، واكتسبت الرواية منذ ذلك الحين إقراراً عام من قبل الجميع باعتبارها من أفضل روايات العصر الحديث.
السينما افلمت هذه الرواية عام 1957 بفيلم بعنوان «تشرق الشمس أيضا» باخراج هنري كينج، ةتمثيل تيرون باور، وافا جاردنر، وميل فيرير، وايرول فلين.
كما نقلت السينما العربية هذه الرواية الى فيلم بعنوان “ثم تشرق الشمس) عام 1971 وقام باخراجها احمد ضياء الدين، وبطولة نور الشريف، وسهير رمزي ورشدي اباضة.
وكما في كل الافلام المقتبسة من روايات، لم يخرج الفيلم من الاشكالية التي تقع بها الافلام من هذا النوع، فالفيلم هنا يتعكز على فكرة الرواية دون النظر الى اسلوب الكاتب والسعي لترجمة بصريا قدر الامكان..