الكتاب: وحدي في برلينتأليف: هانز فلادا ترجمة: المدى لا يعرف العالم سوى القليل عن المقاومة الألمانية ضد النازية ولكن كتاب هانز فلادا، الذي نشر في ألمانيا عام 1947، وجد رواجاً كبيراً مؤخراً بعد ترجمته إلى الأنكليزية وبيع منه أكثر من 100,000 نسخة في الأشهر الثلاثة الأخيرة
في بريطانيا فقط (صدر عن بنغوين) ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 650,000 في خلال العام الحالي وقد أثار هذا الأمر الدهشة، لأن غالبية الأعمال الانكليزية وخاصة الروائية لا توزع ألا بضعة آلاف نسخة ويحدث في أمريكا أيضاً نفس الرواج للكتاب، علماً أن الكاتب هانز فلادا، لم يكن معروفاً في أوروبا أو العالم الذي يتحدث الانكليزية، مما بدأ التساؤلات عن سبب عدم ترجمة "وحدي في برلين" حتى الآن بعد اعتباره عدد من النقاد،"أفضل كتاب عن المقاومة الألمانية ضد النازية". كتب فلادا روايته هذه عام 1947، ويسرد عبرها عن ألمانيا اوبرلين بالذات ومعاناة المواطنين تحت الحكم الديكتاتوري أنها قصة زوجين من برلين، أوتو وآنا كوانجيل، يحاولان بطريقة بسيطة الاحتجاج ضد الحكم النازي بعد مقتل أبنهما عام 1940. فقد وزع الاثنان بطاقات بريدية عبر المدينة عبرا فيها عن استيائهم من النظام وهي أيضاً تروي تعقب الجستابو (البوليس السري النازي) لهما.وقد استوحى المؤلف هذه القصة مما جرى في الحقيقة لزوجين من الطبقة العاملة، أوتو وايلزا هامبل اللذين قبض عليهما في الواقع وتم إعدامهما عام 1943.أما المؤلف هانز فلادا، فقد توفي وهو في الـ 53 من عمره إثر جرعة زائدة من المورفين، قبل فترة قصيرة من طبع "وحدي في برلين"، وكانت تلك نهاية مأساوية له. وكان فلادا أبن قاص وقد ابتلى بداء عقلي، إثر الكحول والمخدرات، وأمضى أعواماً في المصحات العقلية والسجون، وقد أعتبر متآمراً ضد النازية.وهانز فلادا ليس اسمه الحقيقي، بل اختاره للكتابة من إحدى قصص الأخوين غريم، في حين أن اسمه الحقيقي رودولف دينزن، واشتهر كاتباً في الثلاثينيات وقد نشرت له رواية عام 1932 بعنوان،"الرجل الصغير وماذا يعرف؟" وقد وجدت رواجاً في ألمانيا وفي الأسبوع الماضي تحدث ابنه (80 سنة) اورليج، وهو محام متقاعد لصحيفة الاوبزرمز، عن دهشته للإقبال الذي لقيه كتاب والده، بعد ترجمته إلى الانكليزية.ويقول المسؤول عن طبع الأعمال الكلاسيكية في دار بنغوين، "أنه كتاب يدفعك إلى التحدث عنه وتذكره أنه يطرح سؤالاً: ما الذي كنت ستفعله لو كنت تعيش في ذلك المكان؟" وكانت الروايات المترجمة عن لغات أخرى لا تجد إقبالاً من القراء في انكلترا، وتقول فاليري هينيتوك المسؤولة في المركز البريطاني عن الترجمة الأدبية في جامعة إيست انجليا، "في الحقيقة القراء يريدون كتباً جيدة، ولا يهم أن كانت مترجمة عن لغة أخرى".ومع ذيوع اسم فلادا، نشرت له أيضاً رواية،"ذئب بين الذئاب"، التي كتبها عام 1937 عن الكساد الاقتصادي في العشرينيات من القرن الماضي ويعتقد أبن فلادا، أنها من أفضل أعمال والده وقد بيعت حقوق تحويل رواية "وحدي في برلين" إلى السينما. عن/ الاوبزرخر
نجاح رواية ألمانية قديمة بعد ترجمتها للإنكليزية
نشر في: 1 يونيو, 2010: 04:56 م