ريـــام النجــارالسليمانيةفنان تشغل عنده عقلانية النص الفني فيجعلها عند مستوى الحس البصري لتتجسد من خلالها لوحاته التشكيلية التعبيرية لتمثل صورة الحياة في هذا الفضاء المزدحم بكل العناصر التي تشكل بناء لتجربته الفنية الرائدة .. وان الطبيعة قد لاتشكل باعثا لمحاكاة بل انه يشكل هندسة الاشياء برؤية فنية جميلة ومبسطة خالية من التعقيد قريبة من القلب والروح.
وبمناسبة المعرض التشكيلي السادس الذي اقامه الفنان محمد فتاح التقيناه في اروقة معرضه الاخير في المتحف الوطني في السليمانية حيث قال : لقد كانت موهبة الرسم موجودة منذ الصغر في دواخلي وايام كنا صغارا نلعب في محلتنا الشعبية , وكنت انا الفتى الوحيد الذي يبحث عن الطباشير والفحم وحتى الجص المتكسر من بقايا البناء, ومن تلك اللحظات كانت هي الملهم الاول لي لاستمر بالرسم اضافة الى تشجيع الاهل والاصدقاء والجيران, ولاشك في ان اخي الكبير هو الذي دفعني اكثر لاستمر في الرسم وهكذا والحمد لله , كانت تلك الحوافز دافعة لي للرسم ليكون لي اليوم شان في الرسم اؤدي به رسالة الحياة, وفي مرحلة الابتدائية استمرت تلك الموهبة بالصقل والنمو من خلال الدراسة وتشجيع المعلمين لي منذ ذلك الوقت.ـــ وعن ايام الدراسة يقول: لقد كنت في مدرسة حمدي في السليمانية التي تدرس باللغة العربية لانني قبل تلك الفترة كنا في بغداد وولدت في منطقة شارع الكفاح , وقد شاركت في الكثير من المعارض المدرسية الفنية للرسم , ومن ثم انتقلت للدراسة الثانوية في مدرسة شورش , وهناك تولدت لي فكرة الذهاب الى المرسم الذي يذهب اليه الطلبة ويمارسون عملهم الفني , وقد شجعني اساتذتي للذهاب الى المرسم وهناك كانت تجربتي ومدخلي الى بوابة الفن , واتذكر بعد ان تجاوزت المرحلة ( الثالث متوسط) افتتح في السليمانية ( معهد الفنون الجميلة عام 1980 والتحقت فيه  واكملت دراستي فيه لمدة خمس سنوات , وقد استفدت كثيرا من تلك الدراسة لانها اصبحت الاساس في عملي الفني والاكاديمي , ومن ثم شاركت بالعديد من المعارض الفنية التي اقيمت هنا وهناك واذكر منها الاعوام 1987 ــ 1988  وكان اول معرض شخصي لي عام ( 1987 ) في كاليري السليمانية وقدمت اعمالا مختلطة في الاسلوب الفني لانني في تلك الايام لايمكن ان احدد المسار الذي يجب ان اسير عليه والاسلوب الذي اتبعه , وكنت اخلط بين الاسلوب الاكاديمي والفنتازيا والسوبر يالزم .ــــ ويضيف فتاح : واتذكر ان المعرض الشخصي الثاني لي كان مخصصاً للــ( فن المونو تايب ) الطباعي وتفاصيلها الاخرى التي تتطلب مواد فنية تختلف تماما عن الاعمال الحالية التي انفذها , وهي لاتخرج عن نطاق الفنون الجميلة كما وشاركت بالعديد من المهرجانات والمعارض بالداخل والخارج, وفتحت امامي الفرصة مع مشاهدتنا التطورات الكبيرة التي حصلت في عالمنا اليوم وخاصة في عالم الاتصالات والتقنيات الحديثة التي سمحت لي ولغيري من الاطلاع على اخر اخبار وتطورات الفنون في العالم , ومن هناك انطلقت ايضا الى الاتجاه للفن التشكيلي , وتحولت من الاعمال المتميزة بالواقعية السحرية الى الاعمال التجريدية والتي اخذت استمراريتي فيها حتى هذه اللحظة , واتذكر في عام 1995 أقمت معرضا خاصا للفن التجريدي في السليمانية واقمت الكثير من المعارض بعد ذلك في عموم كوردستان العراق , ثم انطلقت الى دول اوربا والعالم والسويد والنرويج وبريطانيا وكانت فرصة كبيرة للاطلاع على اخر مستجدات الفن التشكيلي وفنانيه .ــ واضاف فتاح : بصراحة ان التجارب تزيد من خبرة الانسان فكيف اذا كان الانسان هو الفنان الذي ينظر الى العالم بنظرة تختلف تماماً عن الآخرين لأنه يجسدها باللون والورق والقماش وماتوفر لديه .. وان الاحتكاك بالفنانين بالخارج يزيد الخبرات اضافة الى وجهات النظر المختلفة وآراء النقاد والمعنيين بالامر تزيد من خبرة الفنان والاستفادة من كل ملاحظة صغيرة ام كبيرة , وانا شخصيا افتخر بنقاد الفن العراقيين الذين تميزوا بنقدهم الجميل والذي يخدم الفن , واذكر منهم سعد القصاب وعادل كامل وغيرهما , واتذكر يوم اقمنا معرضا لـ مجموعة (كروب كوردستان) في عام 2005 في بغداد الحبيبة في قاعة حوار , فوجدنا اعجابا كبيرا باعمالنا الفنية التي نالت استحسان النقاد والفنانين الكبار ومنهم الدكتور ماهود احمد وعادل سبتي وغيرهما , واشادوا بتلك الاعمال ونشروا آراءهم ووجهات نظرهم في الصحف والمجلات العراقية ووسائل الاعلام الاخرى , وكانت تلك الاراء مهمة لنا ولكل فنان يسعى لتطوير ذاته وان لايتطير من اراء النقاد.ـــ واضاف فتاح : لقد اقمت حتى الان ستة معارض شخصية ومشاركاتي تزداد يوما بعد اخر ولي اكثر من 180 مشاركة لحد الان , وهناك من الفنانين العراقيين القدماء الذين تاثرت بهم هو الفنان الراحل والخالد ( فائق حسن ) لانه مصدر الاشعاع للفن العراقي الاصيل ليس للعراق فحسب بل الوطن العربي والعالم ايضا وله بصمة فنية عالمية نفتخر بها جميعا وهناك ايضا الفنان صلاح جياد واخرون لااتذكر الاسماء هذه اللحظة ,كما وهناك من الفنانين الاجانب الذين اعجبت باعمالهم مثل ( بولك ليي ) ( وفرانس مارك ) وبيكاســـــو ) , ومن الفنانين الكورد اذكر الفنان (علي جولاف) (وثروت صوز) و(محمد عارف) (اسماعيل الخياط) فهؤلاء رواد الفن الكوردي الذي نفتخر به.-