واسط / جبار بچاي
ارتفعت في الأيام الاخيرة أعداد الملقحين ضد فايروس كورونا في محافظة واسط لتصل الى نحو خمسة آلاف شخص يومياً بعد فترة طويلة من تدني تلك الاعداد التي لم تتجاوز 400 حالة في اليوم الواحد، وتجاوز عدد الملقحين في المحافظة لغاية السادس من آب الحالي من سبعين ألف شخص في وقت تشكو المستشفيات ومراكز الحجر الصحي من الاكتظاظ جراء أعداد المصابين الكبيرة.
وجاءت زيادة أعداد الملقحين في واسط بالتزامن مع الاقبال الواسع على أخذ اللقاح في عموم المحافظات والذي رفع اعداد الملقحين الى أكثر من مليوني شخص بعد دخول الموجة الثالثة من الوباء التي وصفت أنها أكثر خطورة، إذ تراوحت أعداد المصابين يوميا ما بين سبعة آلاف الى نحو 13 ألفا ممن أكدت المسحات إصابتهم فيما عدا المصابين الذين حجروا أنفسهم في المنازل بمجرد الشعور بأعراض الوباء أو أنهم راجعوا العيادات الطبية والمختبرات الخاصة.
ورفعت دائرة صحة واسط على موقعها الالكتروني هاشتاك "روح لقح واترك الاشاعات" ورافق ذلك قيام مدونين وناشطين بإطلاق حملة مماثلة الغرض منها حث المواطنين على أخذ اللقاح وترك الاشعاعات، وأطلقت جملة هاشتاكات بذات المعنى من قبيل "روح لقح لا الفايروس يبعثر انفاسك"، "روح لقح ترى بعدين يضيق عليك الهوى"، "إذا ما تلقح دلتا راح يخنكك ويمرد الرئة باي لحظة"، "بديل اللقاح الموت وضيق التنفس وانت بكيفك".
ويقول مسؤول شعبة الاعلام والتثقيف الصحي في دائرة صحة واسط، حيدر الطائي إن "اللجوء الى اختيار مفردات باللهجة العامية كانت مجرد فكرة لمواجهة الاشاعات التي تقف بالضد من اللقاح وتحرض على عدم تعاطيه بذرائع مختلفة".
مضيفا "الفكرة تطورت الى هاشتاك رفعناه بصورة رسمية على موقع صحة واسط كما قامت برفعه أيضا جميع المؤسسات الصحية بالمحافظة وسرعان ما أصبح في متناول الناشطين والمدونين وشخصيات أخرى ثقافية وأكاديمية وإعلامية ونخب أخرى من أبناء المحافظة جميعهم أطلقوا ذات الهاشتاك الذي يقول (روح لقح واترك الاشاعات)".
وأشار الى أن "أعداد الملقحين تصاعدت على نحو كبير وبلغت في أحد الايام أكثر من خمسة آلاف شخص بعد أن كان العدد في السابق لا يتجاوز 400 شخص يومياً".
وقال الطائي إن "عملية التحريض ضد أخذ اللقاح من قبل بعض المغرضين تحولت الى العكس والآن غالبية المواطنين يروجون الى أهمية أخذ اللقاح، بل عزموا على أخذه فعلا حتى وصل عدد الذين تلقوا اللقاح في المحافظة لغاية السادس من آب الجاري أكثر من 70 ألف شخص".
وتوعد مجلس القضاء الأعلى في العراق، الأربعاء الماضي، الرابع من آب المحرضين على عدم أخذ اللقاح المضاد لفايروس كورونا بإجراءات قانونية.
وجاء في وثيقة صادرة من المجلس: "اتسع الخطر العام جراء انتشار فايروس كورونا وشيوع ظاهرة غير صحية تتمثل بعدم إقبال عدد كبير من المواطنين على أخذ اللقاحات المضادة بسبب تأثير شائعات ونصائح غير طبية مبنية على أساس غير علمي من قبل البعض".
وأضافت: "نظرا لذلك، تنسب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يساهم في التحريض على عدم أخذ اللقاح المضاد المعتمد من قبل وزارة الصحة وكذلك كل من يخالف تعليمات خلية الأزمة بخصوص الوقاية من انتشار الفايروس".
من جانبه، عزا مدير عام صحة واسط الدكتور جبار الياسري اسباب الزيادة الحاصلة في عدد الاصابات اليومي بفايروس كورونا خلال هذه الفترة الى "التزاحم الحاصل في الاماكن العامة وعدم الالتزام بالتوصيات الصحية والوقائية".
وقال الياسري إن "لبس الكمامة بات معدوماً بين المواطنين أو بنسبة تكاد تكون قليلة جداً إضافة الى عدم الالتزام بالإجراءات والتوصيات المتخذة من قبيل الابتعاد عن الاماكن العامة والاسواق إلا للضرورة القصوى وكذلك إقامة الحفلات الخاصة بالأعراس ومجالس العزاء وغيرها".
وذكر أن "دائرة صحة واسط سجلت في الايام الاخيرة أعدادا كبيرة للمصابين وبلغت في أحد الأيام أكثر من ألف شخص وهو رقم كبير جدا، بل مخيف إذا ما تم الاستمرار عليه أو قريبا منه لعدة أيام".
وأوضح أن "هذا العدد الكبير في الاصابات متوقع في ظل تراخي المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات والتوصيات الوقائية إضافة الى ضعف الاقبال على اخذ التطعيم في الاسابيع الماضية نتيجة الجهل بأهمية اللقاح وقد أدت الزيادة الكبيرة في اعداد المصابين الى امتلاء الردهات المخصصة لحجر المصابين في مستشفيات المحافظة كذلك زادت في الفترة الاخيرة الوفيات".
وقال مدير عام صحة واسط إنه "بالرغم من الزيادة الكبيرة في اعداد المصابين وحصول ضغط واضح على مراكز الحجر فأن كوادرنا الطبية والتمريضية البطلة قادرة على احتواء الازمة والسيطرة عليها وهي تعمل على مدار الساعة بذات الهمة والروحية والاندفاع العالي دون الشعور بالملل، يضاف الى ذلك هناك قدرة جيدة على تأمين المتطلبات العلاجية للمصابين بعد أن وفرتها لنا وزارة الصحة بكوادرها المتقدمة وكانت حريصة على التواصل اليومي معنا لمعالجة كل الاشكاليات التي قد تحصل نتيجة الضغط على المستشفيات جراء ارتفاع اعداد المصابين".
وحث على "أهمية الالتزام بالضوابط والاجراءات الوقائية من قبل المواطنين وعدم التهاون بها مع الالتزام بلبس الكمامة بالإضافة الى تطبيق التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل متكرر وكذلك المضي في تلقي اللقاح المتوفر في المراكز الصحية المخصصة لذلك".
وكشف عن أن "المنافذ الخاصة بالتطعيم ضد فايروس كورونا أخذت تشهد اقبالا كبيرا وهذا يدل على وعي المواطن الواسطي وستكون لهذا الوعي انعكاسات ايجابية مستقبلا خاصة مع زيادة عدد الملقحين بضمنهم أفراد القوات الامنية الذين توافدوا على أخذ اللقاح مما تطلب فتح منافذ جديدة للتلقيح واستمرار عمل جميع المنافذ الى الثامنة مساءً وكذلك في أيام العطل الرسمية".
وحذرت وزارة الصحة من خطورة ارتفاع أعداد الإصابات بفايروس كورونا، وتوقعت فقدانها السيطرة على احتواء المرض في أية لحظة.
وأكدت الوزارة الخميس، الخامس من آب الحالي أنها سجلت وفيات بين صفوف الشباب كما امتلأت المستشفيات بهم.
وقال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة، رياض عبد الأمير، في تصريحات صحفية إن العراق الآن في ذروة الموجة الثالثة والتي تم تشخيصها بعد دخول سلالة دلتا التي تتصف بسرعة الانتشار، وهذا واضح من خلال زيادة أعداد الإصابات، إضافة إلى إصابة كل الأعمار وخاصة الشباب منها.
واضاف أن المستشفيات حالياً ممتلئة بالمصابين وتواجه تحدياً كبيراً نتيجة الاكتظاظ وهناك وفيات بين فئة الشباب المصابين بالفايروس، وهذا ما يميز خطورة هذه السلالة"، مشدداً على أنه لا سبيل للسيطرة على هذا الوباء إلا من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية وتوجه الجميع إلى مراكز التلقيح لوفرة اللقاحات حالياً.