علي حسين
هل شاهدت مثلي "المناظرة التاريخية" بين مها الدوري وبهاء الأعرجي؟ هل سمعت ما قاله الإثنان عن الفيديوهات والكلمات الفاحشة التي اصر الأعرجي على ترديدها بثقة واطمئنان؟.
سأطلب منكم أن تضحكوا قليلاً، وتتركوا "أبو الطيب المتنبي" منشغلاً بالحديث عن نكد الدنيا، كلما التقى بمثل هذه الوجوه.
تريد السيدة مها الدوري ومعها بهاء الأعرجي أن يخبرونا أنه لا ضير في التنازل عن القيم وإلغاء المقاييس الأخلاقية، فالسياسة مثلما يقول الأب الروحي للانتهازية أحمد الجبوري الشهير" بأبو مازن" تعني اللعب على أكثر من حبل.
في البرنامج الذي ظهر به "القامتان" كان بهاء الأعرجي يمثل دور واثق الخطوات، فيما السيدة مها الدوري لا تزال تعاني من العصبية المفرطة، لكنهما الإثنان يريدان أن يوهما المشاهد أن العراقيين لا يزالون يهتفون باسميهما، وهي الهلاوس التي لا تزال تراود الكثير من ساستنا.
كم سنحتمل من استعراضات مرشحينا "الأشاوس" الذين يريدون منا أن نتربى في مزارعهم، وأن نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل نائبة تريد منا أن نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم؟!.
سيقول البعض إن استعراضات السيدة مها الدوري لم تصل إلى ما قدمه محمد الكربولي من مشهد تراجيدي ذرف فيه الدمع على ما وصلت إليه العملية السياسية وراح يقسم الوطنية إلى درجات، لكنه نسي أن يخبرنا لماذا لا يعيد شقيقه جمال الكربولي الأموال التي "لفلفها" من الهلال الأحمر؟ هل تأكدتم الآن أن الكربولي لا يختلف عن بهاء الأعرجي سوى بنبرة الصوت؟.
عَلامَ الانتخابات إذن، إذا لم يكن في الإمكان الحصول على نواب يحترمون عقل المواطن؟ ما الذي سيتغير اليوم ما لم نغيّر قوانين الأمس؟، عن ماذا يتحدث بهاء الأعرجي ومحمد الكربولي بكل ثقة؟ ماذا عن المأساة التي عشناها معهم منذ أكثر من خمسة عشر عاماً؟.
كم صدمة ستتحملها قدراتنا، ونحن نجد نائبة مثل السيدة مها الدوري تصرخ لأن إسرائيل تمنع تنضيف شوارع مدينة الصدر، فيما يصر محمود المشهداني على أن يرفع شعار الولاء لإيران وتركيا في نفس الوقت؟
والآن تخيلوا معي أن مواطناً بسيطاً سمع ما قالته النائبة الدوري حول فيديو الأعرجي، فماذا سيحدث؟ ولماذا نتخيل أصلاً، والسيدة النائبة لا تزال منذ أشهر تشهر سيف التخوين على كل من يتجرأ على الجلوس أمامها في برنامج تلفزيوني؟، ماذا سيحدث ونحن كل يوم نسمع من يحذرنا من الإمبريالية والمؤامرة التي تحاك ضدنا، دون أن يقول لنا إن المؤامرة التي يتعرض لها العراقيون بكل طوائفهم، هي بسبب وجود نواب وسياسيين يصرون على أن يحولوا الأوهام إلى حقائق، ويحرفون الوقائع من أجل خدمة مصالحهم الشخصية؟.