احمد ثامر جهاد
في فيلمه الموسوم”النادي”يخوض المخرج التشيلي الشاب”بابلو لارين” في منطقة وعرة بتصديه لموضوع حساس ما زالت تفاعلاته قائمة الى يومنا هذا مذ ان ظهرت الى العلن التقارير الصحافية التي كشفت عن وقوع حالات اغتصاب للأطفال من قبل رهبان في غير كنيسة اوربية،وجرى الاعتراف بالكثير منها لاحقا.
استشاط الرأي العام غضبا في حينها وتعالت الاصوات المطالبة بمحاكمة هؤلاء الرهبان ومعاقبتهم. في الغضون قدمت السينما اكثر من فيلم تناول هذا الموضوع من زوايا متباينة، الا ان فيلم المخرج”لارين” المشارك في كتابة السيناريو،حاول التركيز على جانب آخر من المسألة لم يتم التطريق اليه سابقا، وهو الغوص في دواخل الكهنة الخطاة وتلمس طبيعة فهمهم لما جرى من دون ان يعرض لنا المخرج الاحداث عينها التي وقعت في الماضي.
الفيلم اجمالا تسوده اجواء سوداوية قاتمة اختار لها المخرج المتمكن من ادواته التعبيرية لونا رماديا طاغيا على معظم المشاهد التي تعرض بالتناوب مكاشفة جريئة مع اربعة قساوسة وراهبة ترعاهم بعد ان نفتهم الكنيسة الى منزل بعيد في قرية نائية. انهم يواجهون الكاميرا ويتحدثون الينا مباشرة لكن لا يبدو انهم على استعداد لتوبة نصوح. لذا يستغل المخرج هذا الجدل بين وجهتي نظر متعارضتين لندخل في حوار فلسفي حول الايمان وحدود ما يسمح به الرب وما يحذر منه. فالرب يحب جميع ابنائه حتى اؤلئك الذي يصفهم المجتمع بالمثليين، فهم خلقه والرب وحده من يتحمل وزرهم.
ارد المخرج القول ان مسلسل الخطيئة والتكفير امر نسبي لا نهاية للجدل حوله، فمهما بدت شخصيات الفيلم كريهة وهي تدافع عن خطاياها، الا انها في الوقت ذاته ضحية السستم المسيحي المتوارث الذي لا يهمه سوى الحفاظ على تقاليد الكنيسة وابعادها عن لوثة الفضائح.
حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان برلين واختير كافضل فيلم اجنبي في حفل الاوسكار، فضلا عن حصوله على عشرات الجوائز الاخرى.