علاء المفرجي
احتفى عشاق السينما قبل ايام بذكرى رحيل المخرج الكبير يوسف شاهين، ولا يمكن لنا ان نضيف شيئا عن يوسف شاهين فقبل ان نذكر الاهتمام النقدي الكبير به، فقد تحدث عنه منجزه السينمائي عبر اكثر ستة عقود من الزمن .
اشير هنا وبشكل خاص الى افلام السيرة الذاتية التي عرف بها شاهين، والتي فصلها بشكل رائع السيناريست الراحل مصطفى محرم في كتابه (يوسف شاهين افلام السيرة الذاتية) وتناولها كاتب المقال في فصل خاص في كتابه (افلام السيرة الذاتية) .
فبالإضافة إلى عدد من الأفلام التي تتناول السيرة الذاتية للمخرج يوسف شاهين مثل (جميلة 1958)، الذي يتناول إحدى أهم لشخصيات في تاريخ الجزائر وهي المناضلة جميلة بوحيرد، لم يحك شاهين قصة جميلة فقط بل عرض نضال شعب الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي. . وفي (وداعاً بونابارت 1985) الذي تدور أحداثه أثناء الحملة الفرنسية على مصر يرصد عائلة مصرية لديها ثلاث أبناء أكبرهم يناضل ضد الحملة الفرنسية والثاني يتعرف على أحد جنرالات الجيش الفرنسى مما يسمح له تعلم اشياء جديدة.
الفيلم لا يتعرض بشكل خاص لشخصيته نابليون ولا للحملة الفرنسية لمصر من الناحية العسكرية ولكنه يطرح فكرة حوار الحضارات وأن تكون علاقة الحضارات قائمة على الحوار وليس الحرب مثل الحملة الفرنسية فبونابرت خسر الحرب ولكن الحضارة كسبت ثقافة من علماء الحملة.، وفيلم (المصير 1997) وتدور أحداثه في الأندلس في القرن الثاني عشر حول الفيلسوف ابن رشد الذي كان قاضي قضاة قرطبة. ، وفيلم (الناصر صلاح الدين 1963) فيلم تاريخي تدور أحداثه حول فترة من حياة القائد صلاح الدين الأيوبي. وهي فترة الحروب الصليبية ومحاولة صلاح الدين إثبات أن القدس كأرض ومكان مقدس للمسلمين، وفيلم (المهاجر 1994) يتناول قصة مأخوذة عن حياة النبي يوسف، ويعكس تصورا مختلفا لقصة يوسف التاريخية.
وعكف شاهين على ترجمة سيرته الذاتية من خلال أفلامه التي أصبحت فيما بعد رباعيته، التي تناولت سيرته بالحقب التاريخية التي مر بها، وقد بدأها في فيلم (إسكندرية... ليه ) المنتج عام 1979 هو الأول في السلسلة التي تناول فيها سيرته الذاتية . الفيلم تناول قصة (يحيى) المحب للتمثيل والذي عبر عن يوسف شاهين في فترة شبابه كما تناول طبيعة الحياة الاجتماعية في الإسكندرية وذلك عن طريق قصة حب بين شاب مصري وهو (إبراهيم) وفتاة يهودية وهي (سارة). كما تطرق الفيلم للسياسة وذلك عن طريق قصة مجموعة من الشبان يريدون التخلص من الاحتلال الإنجليزى، وتطرق أيضا إلى نشأة العصابات اليهودية وكيف أن يحيى فقد صديقه بسبب انضمامه لهذه العصابات.
وثاني هذه الأفلام (حدوتة مصرية ) وفيه أكمل شاهين الجزء الأول من (إسكندرية... ليه) حيث يتذكر يحيى أيام شبابه. يكمل شاهين سيرته الذاتية بقصة أزمته الصحية التي تعرض لها وسفره إلى بريطانيا للعلاج. في فيلم (إسكندرية كمان وكمان) الذي انتجه 1990 يتحدث عن علاقة يوسف شاهين بـالممثل محسن محيي الدين الذي يقوم بدوره عمرو عبد الجليل والتي كانت قد سببت لشاهين ألماً كبيراً، وتتقاطع هذه العلاقة مع اعتصام الفنانين الشهير في الثمانينات في نقابة الفنانين لاعتراضهم على القمع الممارس عليهم من السلطة ورفضهم لقانون الفنانين القامع. وفيلم إسكندرية - نيويورك الذي أنتج عام 2004 .. تعود الأحداث إلى اللحظة التي انتهى عندها فيلم (إسكندرية ليه) لحظة وصول يحيى إلى نيويورك أول مرة، وكيف تعرف إلى جنجر وافترقا بعدها لأعوام طويلة، ليعود إلى الولايات المتحدة مرة أخرى بعد سنوات ويتقابلان لليلة واحدة تكون نتيجتها الابن الذي يرفض الاعتراف بأبيه لأنه عربي.