بحضور حشد من المسؤولين الرسميين والحزبين انطلقت صباح أمس في السليمانية فعاليات المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني، في مقدمتهم، رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس وزراء الاقليم برهم صالح. وحضر الافتتاح سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.
وقد أكدت كلمات المشاركين الدور النضالي للشعب الكردستاني وارتباطه الوثيق بنضال الشعب العراقي الذي تعمد بالدم على جبال كردستان في مقارعة انظمة الاستبداد والدكتاتورية حتى سقوط الدكتاتورية الصدامية وانطلاقة العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.عمار الحكيم: لقد انتصرت إرادة الشعب الكردي خصوصاً و الشعب العراقي عموماً.القى سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي كلمة في افتتاح المؤتمر أكد فيها ان نضال الشعب الكردي في العراق هو من تاريخ نضال الشعب العراقي بشكل عام. نضالٌ ضدّ الدكتاتورية والعنصرية والطائفية، نضالٌ تضمّخ بدماء الشهداء الأبرار الّذين سقطوا على سفوح كردستان الحبيبة أو في أهوار الجنوب ومدن النفط والمآذن الذهبية المظلومة ووسط وغربي العراق.واضاف قائلا:عندما نقرأ انطلاقة الاتّحاد الوطني الكردستاني ومعه كل الحركات التحررية المخلصة التي انطلقت في العراق، نقرأها من هذه الزاوية وهي أنها كانت تدافع عن قضية مشروعة انطلقت من رحم المعاناة والإحساس بالظلم والعدوان الذي مارسته الأنظمة المتعاقبة وخصوصا النظام الصدّامي المباد.لقد انتصرت إرادة الشعب الكردي خصوصاً والشعب العراقي عموماً على كل إرادات الأنظمة الظالمة، فقد ذهبت تلك الأنظمة،وبقيت إرادة العراقيين، إرادة الحرية والحياة الكريمة.وجاء في كلمة الحكيم: إذا كان لنا أن نقف لنضرب الأمثلة على التضامن بين مكونات الشعب العراقي فعلينا أن نشير إلى أوضح مواقف النُصرة والمؤازرة في العراق، وهو موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف، فقد وقف الامام محسن الحكيم في ستينيات القرن الماضي وهو يومذاك المرجع الأعلى للمسلمين الشيعة في العالم، وقف موقف المسؤولية تجاه محنة الكرد في العراق حين أفتى بُحرمة قتالهم في مقابل فتاوى و بيانات قوى سياسية صدرت من جهات تدّعي الدين و الوطنية استجابة لطلب السلطة محاربتهم وقتل النسل و الحرث على حد سواء، ولم تكن الفتوى مجرد كلمات مسطّرة على الورق بل كانت موقفاً انعكس على تصرفّات العسكريين العراقيين من قادة وجنود، كما كانت من أهم العوامل التي أبقت اللحمة العراقية متواصلة ومستمرّة.وأكد الحكيم في كلمته: نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة في تاريخنا المعاصر نشعر كما في العقود الماضية، بأن بناء العراق لابد أن يكون من خلال تعاون وتعاضد كل أبنائه الحريصين على المبادئ السليمة والصحيحة، وهي مبادئ العدل والمساواة والحرية والتسامح، وإعطاء كل ذي حق حقّه، وهي مبادئ متى سادت في أية أمّة من الاُمم أنتجت أُمةً قوية ودولة قوية.إننا نشعر بالاطمئنان والسعادة حين يكون بين ظهرانينا رجال حكماء عركتهم التجارب وصارعوا المحن والآلام لكنهم خرجوا منتصرين بإرادتهم الصلبة لأنهم يقاتلون من أجل قضية عادلة كالرئيس مام جلال طالباني الذي اثبت من خلال عقود النضال الطويلة أن رجلاً واحداً يمكن أن يكون أُمّة حين يحمل قضيته مؤمناً بها أنها قضية عادلة.وأضاف: نحن أيها الاخوة شركاء في هذا الوطن، وأيماننا بهذه الشراكة هو الذي اسهم في توحيد رؤيتنا ونضالنا ضد الدكتاتورية والعنصرية والطائفية، وهو الذي سيسهم مع الآخرين في بناء العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد المستّقر والآمن.إننا نتطلع الى اليوم الذي يشعر فيه جميع العراقيين من كل الطوائف والقوميات والأديان بأن وحدة الشعب العراقي هي الأغلى والأهم من كلّ المصالح الفئوية والذاتية، ونتطلع الى اليوم الذي تتوحد فيه كل الجُهود لبناء العراق القوي المتماسك، ولن يتحقق العراق القوي الاّ من خلال قوة أبنائه ولن نكون أقوياء الا في توّحدنا ووحدتنا و تمسكنا بدستورنا الحافظ لحقوقنا و مطامحنا.إنني بهذه المناسبة العزيزة أجد من اللازم عليّ أن أُحيي كل الذين كان لهم شرف بناء وحدتنا وقادونا الى ما نحن فيه من الحريّة والخلاص من النظام الصدامي البائد، أُحيي أولئك الرجال الذين صنعوا من محن وآلام شعبنا قضيةً عادلة،، وأُحيي كل الشهداء من العراقيين الذين استشهدوا من أجل هذه القضية العادلة في ارض كردستان الحبيبة أو في الوسط والجنوب، في مدن المآذن المقدسة أو في الاهوار ومدن النفط او في شمالي البلاد و غربيها.وفي ختام كلمته هنأ الحكيم قيادات وقواعد الاتحاد الوطني الكردستاني بافتتاح فعاليات المؤتمر الثالث داعيا الله العلي القدير أن يحفظ الجميع من كل مكروه، وان يمن على العراق بالأمن والسلام والتقدم والازدهار. rnعبد المهدي:علينا ان نحاسب انفسنا قبل ان نلوم الغير قال عادل عبد المهدي، القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي،"لدينا أزمات عدة في الوضع السياسي، حيث أن أخوة الماضي ينقسمون إلى أقسام عدة، والخط الواحد يأخذ منعطفات عدة"، داعيا إلى"التخلص من وحدة شكلية جامدة ومعطلة، وبناء أخرى أعظم عطاء وشمولا، فلا شيء أعظم من الوحدة. واضاف عبد المهدي، ينبغي لنا أن نحاسب أنفسنا
انطلاق فعاليات المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية
نشر في: 1 يونيو, 2010: 09:55 م