بقلم زين النقشبندي كثيرون هم رواد الصحافة العراقية التي نحتفل كل عام بذكرى تاسيسها وقد الينا على انفسنا منذ سنوات ان نكتب في مثل هذه الذكرى عن رائد من رواد الصحافة العراقية من الذين وضعوا انفسهم في خدمة صاحبة الجلالة وقد لايعلم الكثير عن الاستاذ المرحوم حسين المولود عام 1908 في مدينة كربلاء
والمتوفي في 7/1/2002 ببغداد انه احد الذين عملوا في الصحافة وانه بدأ حياته صحفيا وكاتبا في صحافة العشرينيات من القرن الماضي قبل ان يدخل عالم السياسة والمحاماة بل ربما تكون الصحافة هي السبب الذي اهله ليكون سياسيا وعن ذلك ذكر لنا الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم عندما زرناه قبل وفاته بتاريخ 11/ ايار/2002 بداره العامرة مع الاخ عمار الزهاوي حفيد الاستاذ جميل وطالبة الماجستير بشرى سكر التي كانت في حينه تعد رسالة جامعية عن الاستاذ حسين جميل: (انه كان مغرما بقراءة الصحف والمجلات المصرية والسورية على العكس مني ومحمد حديد اذ كنا نقرأ الصحف والمجلات الانكليزية). وقد لايعلم الكثيرون ايضا عن الاستاذ جميل انه ربما يكون اول من أرخ لصحافة الجزيرة العربية اذ كان قد كتب في عام 1929 في مجلة الشباب الصادرة ببغداد في جينه موضوعا تحت عنوان (الصحف والصحافة في جزيرة العرب) جاء فيه بعد ان ذكر تأسيس الطباعة واول صحيفة في الحجاز (ان جريدة القبلة التي اصدرها الملك حسين في مكة والتي خمدت انفاسها مع الحكومة الهاشمية في الحجاز فاعقبتها (ام القرى) عام 1924 وهي جريدة عربية اسلامية كما كتبت عن نفسها تصدر مرة واحدة في الاسبوع باربع صفحات 5سم × 35 سم وهي حسنة التحرير جيدة الطبع والورق والتبويب تجد في صدر كل عدد اقوالا مختارة في شؤون ادبية مختلفة لمشاهير ادباء العرب السالفين وفي ذلك ما يدلك على ناحية من نواحي تفكير محرريها الذين لاينفكون عن اختيار طرائف الماضي وسلطت الضوء على ثورة المحمرة التي عمت انحاء عربستان وعجزت حكومة فارس عن اخمادها بالقوة.. وهذه الانباء تدل على اخفاق السياسة التي ارادت اتباعها حكومة فارس في اجبار الاهلين على ترك تقاليدهم وعاداتهم التي الفوها منذ القدم واتباع عادات وتقاليد غريبة عنهم لاتتفق وتلك بشيء... ويضيف الاستاذ حسين جميل ونرجو ان تكون هذه عظة للامم الاخرى، والكلام ما زال له وشيئاً من ذلك نجده فيما كتبته عن ثورة الافغان الرجعية ضد حركة الاصلاح والتجديد.. ثم يضيف (فأننا نتمنى ان تعدل الحكومة عن الخطة التي خطتها لنفسها في الاصلاح فتعود المياه الى مجراها ويسود الوئام بينها وبين الشعب). ويذكر ايضا تظهر لك هذه المقطعات (استشهادات اعتمدها الاستاذ جميل من هذه الجريدة العدد 207 و208 و209 الصادرة عام 1928 مبدأ الجريدة الاجتماعي ونظرتها الى حركة الاصلاح والتجديد التي غمرت تركيا وايران فاجتاحت امامها قيود الماضي والتقاليد اما في افغانستان فقد اصطدمت موجة الاصلاح بصخرة التعصب القديم فتحطمت وباءت بالفشل والخسران فان ام القرى وان ناصرت حركة الاصلاح والعمران البطيئة في الحجاز فهي لاترجو لحركة الاحياء في هذه البلدان ما يرجوه لها المجددون في انحاء الشرق وبلدان العالم الاخرى.. ويضيف (وفي الحجاز غير جريدة ام القرى –فالاصلاح – وهي مجلة علمية اجتماعية اخلاقية تصدر مرتين في الشهر مؤقتا في مكة وهي في اربع وعشرين صفحة لصاحبها محمد حامد الفقي (من علماء الازهر الشريف ورئيس شعبة الطبع في مكة).. ويذكر تقييمه لهذه الجريدة وتحليله لمضمون اعدادها الصادرة التي اعتمد عليها ثم ينتقل الى حضرموت فيذكر: (وفي حضرموت ذلك البلد النائي في اقصى الجنوب من الجزيرة العربية اناس يكافحون في سبيل الحياة ويقاومون سلطة المستبد العاتي الذي جاءهم من اقصى الغرب مستعمرا ومستعبدا فارهق ودمر وعتى واستكبر في ذلك حيث يناضلون ضد الانكليز. وتصدر (النهضة الحضرمية) وهي جريدة وطنية اصلاحية اجتماعية في حضرموت مرة كل شهر مؤقتا وعدد صفحاتها اربع ورئيس تحريرها ومديرها المسؤول الطيب الساسي، ويفعل الشيء نفسه في تقييم وتحليل هذه الجريدة. ثم ينتقل في حديثه عن صنعاء عاصمة حمير ذات الامجاد التاريخية حيث تصدر جريدة (الايمان) الشهرية باربع صفحات متوسطة لصاحبها السيد فايد بن محمد سريع ومحررها الاول القاضي عبد الكريم مظهر وهي اصح من النهضة الحضرمية عبارة وارقى تحريرا واحسن ورقا وطبعا. ثم ينتقل بحديثه عن مجلة (الكويت) التي تصدر في الكويت مرة واحدة في خمسين صفحة ورئيس تحريرها ومديرها المسؤول عبد العزيز الرشيد مشيرا في تعليقه عليها الى البحوث الدينية التي تشغل عددا غير قليل من صفحات هذه المجلة اضافة الى خلوها من التاريخ الميلادي ويتساءل الاستاذ حسين جميل بعدها (ولست ادري ايعتقد صاحب المجلة بان الاقدام على استعمال هذا التاريخ منكر لايقدم عليه كل اثم ام انه يقف من جديد بشيء غير قليل من الرهبة والوجل)؟ وبعد فأننا نعتقد ان الكاتب الصحفي العراقي في العشرينيات كان بحق قد استوعب واستفاد من كل التطور الحديث وادواته في حياته مع احتفاظه واعتزازه بخزينه المحلي (التراث). رحم الله الاستاذ حسين جميل وتحية عطرة الى كل من اسهم وشارك في بناء صرح الصحافة العراقية. rn(مستل من الكتاب المخطوط اوراق عن حسين جم