TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: شموس أفغانستان

العمود الثامن: شموس أفغانستان

نشر في: 16 أغسطس, 2021: 11:05 م

 علي حسين

تعود روايات الطبيب الأفغاني خالد حسيني إلى الواجهة بعد أن عادت طلبان إلى إقامة إمارتها بتعاون وتشجيع من السيد بايدن وهو يسير بكل جدارة على خطى "الحاج" باراك أوباما الذي في ظله سمحت أمريكا لأحزاب الإسلام السياسي بالتحكم في رقاب العباد.

عندما قرأت روايات خالد حسيني، ابتداءً من عداء الطائرة الورقية ثم روايته الثانية ألف شمس ساطعة، وروايته الأخيرة وردّت الجبال الصدى، شعرت بهزة عميقة، لقد كنت مبهوراً وأنا أتابع مصائر الأبطال الذين لا يختلفون كثيراً عن أناس عشنا معهم خلال الأربعة عشر سنة الماضية، وقد سحرني الكاتب وهو يقدم لي وصفاً لما فعلته طالبان وجماعاتها في أفغانستان .

خالد حسيني الطبيب الذي وجد نفسه بحاجة إلى إعادة رواية تاريخ حياته، كتب عن أفغانستان البعيدة عنه، ولم يخطر له وهو ينتهي من روايته الأولى عداء الطائرة الورقية أنه سيحظى بناشر. كانت أفغانستان بلداً بعيداً عنه، مجهولاً للعالم حتى ظهرت طائرات بن لادن في سماء أميركا في أيلول عام 2001. لم يتخيل أحد أن عداء الطائرة الورقية ستبيع أكثر من أربعين مليون نسخة وتترجم إلى 70 لغة، رواية ساحرة مثلما كتبت إيزابيل الليندي وهي تتحدث عن الأخوّة والصداقة والرغبة في أن تكون إنساناً طيباً قادراً على النظر في المرآة، والإحساس باحترام الإنسان لذاته .

روايتاه التاليتان ألف شمس ساطعة، وردّت الجبال الصدى دخلتا أيضاً لائحة الأكثر مبيعاً، وتجاوزت المبيعات الأربعين مليوناً أيضاً، أنشأ من إيرادات كتبه مؤسسة خيرية في أفغانستان ترعى اليتامى واللاجئين .

يقول لمراسل الغارديان إنه لايكتب عن أفغانستان بقصد شرح الأوضاع فيها، وإنما لكي يمتّن العلاقة بين القارئ وبلد بعيد اسمه أفغانستان.

لا نزال نتذكر هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تحاول أن تطمئن " الاخوان المسلمون " في مصر من أن الحكم لن يخرج من ، فقد أرادت أمريكا أن تظل البلدان العربية مكبّلة بأحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة أوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الدينية.. لقد اعتقد البعض، واهماً، أن "الحاجة" كلينتون ستتنصر للشعوب العربية، لكنها رفعت شعار "قادمون يا أخوان".

بعد عشرين عاماً من المأساة والقتل والتهجير وجدت أمريكا أن هذا زمان طالبان، وأن البيت الأبيض مع بناء الدولة على طريقة الملا عمر حيث العودة إلى العصور الوسطى، وقتل الآلاف بالعبوات والسيارات المفخخة، ورفض أي شيء اسمه قانون، وتوفير مكان آمن في أفغانستان للجماعات المتطرفة، فالحركة التي قتلت واستباحت وحزّت الأعناق، وطاردت حتى تلاميذ المدارس، أصبحت في نظر السيد بايدن حركة ديمقراطية من حقها أن تتبادل السلطة ولو بأحزمة ناسفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سمراء

    من يتغطى بأميريكا عريان قول للمرحوم حسني مبارك يجب أن يكون ما تفعله أمريكا طوال قترة وجودها على هذه الأرض درساً للسياسيين الشرفاء إن وجدوا !؟

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram