علي حسين يثير قلقي، كما اظن يثير قلق الكثيرين غيري، قدرة بعض الذين يمسكون بالقلم ليسطروا مقالاً او قصيدة اوصفحات من النثر دون حماس حقيقي، دون انفعال يامل في (رد فعل) لانه بعيد تماما عن الفعل وعن التاثير وعن الاهمية.
انها الكتابه على قالب الثلج وهي ظاهرة خطيرة انتشرت في صحافتنا، يامل من خلالها هؤلاء الكتاب ان يكونوا في الساحة، وفي اكثر من مكان، مقالات متهاوية، وقصائد بالية، وقصص ساذجه، المهم هو التوقيع ثم التبختر ثم المكافاة، وليذهب القارىء الى الجحيم.مطلوب من القارىءء ان يقرا عشرات الصفحات من باب العلم بكل ما يجري حوله ليكتشف في النهاية انه لم يستفد شيئا وليتاكد من ان حكاية (تحصيل حاصل) مازالت صاحبة البطولة الاولى في صحفنا، فلا معلومة جديدة، ولامنهج في الكتابة ولااحترام حقيقي لعقلية الناس، وانما الامر مجرد كلام في كلام انه الخواء الفكري، فالمفروض ان يكون وراء القلم عقل يفكر، ووراء كل جملة هدف يراد به التواصل مع القارىء، المفروض ان تكون هناك (قضية) لها اكثر من جانب وتحتمل اكثر من راي والحوار فيها مفتوح والنقاش حولها مقبول ولكن نادراً مانلتقي بشيء من ذلك كله.. لاعقل يفكر ولاهدف ولاقضية ولاحوار ولانقاشات. كتابات باردة، وصفحات اكثر برودة كتابات ينسى اصحابها المعارك الوحشية اليومية التي يواجهها الناس لتوفير متطلبات الحياة الضرورية، يتناسون انهم يكتبون لبشر يبحثون عن حلول حقيقية لاعن (ترف) لافيه معنى ولافيه طرافة. اين ذهب الانفعال الصادق والوعي؟ماذاحدث للقدرة على التعبير والرصد؟لماذا هذا الكم الهائل من الكتابات التي لامعنى لها؟هل اصبحنا نعيش عصر الكتابة على الواح الثلج؟ ربما.
العمود الثامن ..مجـرد كـلام
نشر في: 2 يونيو, 2010: 06:11 م