جلال حسنكل الاجزاء الايلة للسقوط تنذر عن حدوث كارثة، لذلك تزيد المخاوف من شرها، خصوصا في السقوف والجدران والسلالم والاسيجة، هذه المخاوف تزيد قلق رب الاسرة وتقض مضجعه، وبما انه ليس قادرا على البناء فانه يفكر بالترميم حفاظا على سلامة العائلة.
لا تبتعد أعمال الترميم عن إجراء ترقيعي او وقائي لاجزاء من البيت تكشفت عن انتهاء عمرها البنائي، لانهاتتراءى بمنظرها الموحش وعريها المهدد للانهيار.وتبدأ اول معاناته في رحلة البحث عن المواد الانشائية والعمال و(الخلفات)، وما يعكر صفوه الغش العلني والمخفي في اسواق مشهورة، والتفنن فيها باساليب المغالبة، وانصياع المشتري صاغرا على غلاء الاسعار ونقص المواد، وارتفاع اجور النقل.اما اذا اراد ان يشتري"كاشي"فتلك تحتاج الى دراية عن طبيعة المعمل ونوع المواد، ولكي يتجاوز دوخة الرأس يشتريه جاهزا من المعروض، اما اذا عطف على منطقة"الداخل"في مدينة الصدر فيجد كل انواع السراميك والموازئيك والمرمر والابواب والشبابيك والديكورات، وكلها لم تخضع لجهاز التقييس والسيطرة النوعية، وهي من اردئ المناشئ الاستيرادية.اما الرمل فانه انواع واحجام وحسب مناطقه ويبدأ من كبيسة و الاخيضر وكربلاء ويباع بـ"كيلة"الشفل برقة في كومة الرمل،وحسب ضمير صاحب الشفل، لكنه يكسر نقص الكمية من خلال اعطاه"زوادة"هي من ضمن الكمية المتفق عليها، لكنه يمن بها على المشتري من اجل الاكرامية، وتلك ضريبة تنفذ لا محالة شئت ام ابيت.ولكي تكون الفكرة واضحة عن طبيعة العامل وطريقه تعامله، استطيع القول: هناك تباين في اداء العاملين ففيهم من تجده مخلصا ومثابرا في عمله، ويعمل على قدر اجرته، والبعض الاخر من العمال متقاعس وكسول ومهمل ولا يقوم بعمله بصورة مقبولة أو على أقل تقدير فيها انجاز ملموس، الا اذا كان هناك من يراقبه عن كثب، ويتابعه طول الوقت، ويحثه عن عدم التبذير في صرف المواد، بل يتطلب الامر تشجيعه، ومدحه، والدعاء لوالديه بطول العمر لانهما انجبا بطلا صنديدا لا يشق له غبارا، ولكن كل الاساليب لا تنفع، فحال اغفالك، يأخذ صفنة تأمل طويلة، يبدأ بتدخين اكثر من سيكارة، ويتحدث بمواضيع مشتتة ليس فيها أي فائدة، لالهاء صاحب البيت، وبقية العمال.اما اذا جاءت وجبة الغداء التي تجلبها من البيت بوصفها واجبا الزاميا، وليس فيها لحوم حمراء، وتمن هندي، وصمون حار، فانت لست (أشعب) بالبخل، بل بطل العالم بالظلم والكفر والتجويع.jalalhasaan@yahoo.comrn
كلام ابيض : منغصات الترميم
نشر في: 2 يونيو, 2010: 06:20 م