ذي قار / حسين العامل
كشف ناشطون في تنسيقية اعتصام المنشآت النفطية في ذي قار يوم أمس السبت عن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية شنتها الاجهزة الامنية فجر اليوم المذكور لاستهداف عدد من ناشطي التنسيقية المذكورة التي تضم 999 خريجا يعتصمون منذ اكثـر من عام للمطالبة بالتعيينات في المؤسسات النفطية.
وتأتي حملة الاعتقالات التي اسفرت عن اعتقال ثلاثة ناشطين، بعد اربعة ايام من تصعيد احتجاجي اقدم عليه معتصمو المؤسسات النفطية وادى الى اغلاق مبنى ديوان محافظة ذي قار ليومين متتاليين ناهيك عن عدد من الطرق الحيوية.
وقال احد اعضاء تنسيقية اعتصام المنشآت النفطية لـ(المدى) ان "الاجهزة الامنية شنت عند الساعات الاولى من فجر يوم السبت حملة دهم واسعة واعتقالات ليلية تستهدف عددا من الناشطين في اعتصام المؤسسات النفطية"، مبينا ان "القوة المكلفة بالاعتقال تمكنت حتى الان من اعتقال 3 ناشطين هم كل من حسين علي جميل خريج معهد تقني والمهندس عبد الله نعيم زايد وعلي الحسيني وقادتهم الى جهة مجهولة، فيما تمكن الآخرون من الافلات".
وأكد ان "عمليات الاعتقال تمت دون سابق انذار ومن دون تبليغ قضائي مسبق بالحضور". ورجح عضو التنسيقية الذي فضل عدم ذكر اسمه ان "تكون حملة الاعتقالات قد جاءت على خلفية التصعيد الاخير الذي قام به اعضاء التنسيقية للمطالبة بحسم اوامر تعيينهم على ملاك شركة نفط ذي قار"، منوها الى ان "المعلومات حول صدور اوامر تعيين المعتصمين مازالت متضاربة فالبعض يؤكد صدورها من مجلس الوزراء ولم ترد الى المحافظة والبعض الآخر يشير الى تعيين قائمة اخرى تضم 850 اسما بدلا القائمة التي رفعها معتصمو النفط والتي تضم 999 اسماً". واقدم المئات من الخريجين الغاضبين يوم الثلاثاء (17 آب 2021)، على اغلاق مبنى محافظة ذي قار وقطع عدد من التقاطعات والطرق الرئيسة بالإطارات المحروقة، وذلك احتجاجا على تأخر وصول اوامر تعيينهم الى شركة نفط ذي قار، فيما اتهموا ادارة المحافظة بالتراخي تجاه مطالبهم التي اعتصموا لأجلها منذ اكثر من سنة أمام الدوائر والمنشآت النفطية في المحافظة. وشملت الفعاليات الاحتجاجية التي قام بها خريجو المعاهد والكليات خلال يومي الثلاثاء والخميس المنصرمين قطع شارع الامام علي أمام حركة المرور وغلق مبنى ديوان المحافظة واضرام النار بالإطارات أمام المبنى المذكور ما اضطر الموظفين الى مغادرته خشية على حياتهم.
وقال احد اعضاء تنسيقية اعتصام المنشآت النفطية في حينها لـ(المدى) ان "المئات من الخريجين المطالبين بالتعيينات في المنشآت النفطية قاموا بخطوة تصعيدية احتجاجا على تأخر وصول اوامر تعيينهم من امانة مجلس الوزراء الى شركة نفط ذي قار"، مبينا ان "ممثلي المعتصمين سبق وان سلموا الحكومة المحلية ووزارة النفط قوائم اسماء تضم 999 اسما من اسماء الخريجين المعتصمين أمام المنشآت النفطية إلا ان تلك القائمة لم يصل أي شيء بصددها الى شركة نفط ذي قار فيما وصلت قائمة اخرى من وزارة النفط تضم 850 اسما ليس فيها أي اسم من اسماء المعتصمين".
واتهم عضو التنسيقية " ادارة محافظة ذي قار بالتراخي تجاه قضيتهم وعدم الجدية في حسمها"، منوها الى ان "مجلس الوزراء وامانة المجلس اتخذوا خطوات جدية لتعيينهم واصدار الاوامر بهذا الصدد غير ان ادارة المحافظة لم تتحرك للتعجيل بإيصال تلك الاوامر الى الجهات المعنية في المحافظة لغرض المباشرة بتعيين الخريجين". واكد عضو التنسيقية تواصل الفعاليات الاحتجاجية وغلق ديوان المحافظة لحين الاستجابة لمطالبهم وشمول جميع الخريجين المعتصمين بالتعيينات.
وتشهد محافظة ذي قار عمليات غلق لدوائرها بين الحين والآخر على يد متظاهرين ومعتصمين يطالبون بالخدمات والتعيينات اذ أقدم خريجون يطالبون بالتعيينات في المنشآت النفطية على غلق مبنى المحافظة لسبع مرات متتالية خلال شهري حزيران وتموز المنصرمين وآب الجاري فيما قاموا وفي مرات عديدة وفي أزمان مختلفة بغلق شركة نفط ذي قار ومصفى النفط وشركة توزيع المنتجات النفطية. وكانت قيادة شرطة ذي قار اعلنت في (27 تموز 2021) عن اعتقال اكثر من 20 شخصا متورطا بغلق شركتي نفط ذي قار واور للصناعات الهندسية اللتين تعرضتا الى الاغلاق مؤخرا، وتأتي حملة الاعتقال ضمن عمليات تشديد الاجراءات الامنية للحد من ظاهرة غلق المنشآت النفطية والانتاجية.