اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة المئوية

العمود الثامن: رسالة المئوية

نشر في: 22 أغسطس, 2021: 11:54 م

 علي حسين

اليوم تمر مئة عام على جلوس فيصل الأول على عرش الحكم في العراق.. قرن من الزمان كان فيه العراقيون يأملون أن يعيشوا بسلام وأمان ورخاء، لكن سني الدولة العراقية تحولت إلى تراجيديا فجائية..

يؤكد المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم، أنه لا يمكن فهم تطور المجتمعات، من غير أن نفهم أحلام أبنائها. يقصد طبعاً الأحلام التي راودت الشعوب التي لوحت براية التطور. قبل مئة عام قررت هذه البلاد أن تخوض حروبها من أجل البناء والرفاهية والإعمار والتعليم، ولم تظهر بعد مهنة كواتم الصوت، وسحل الجثث. وقبل أن يتحول "المسؤول"، إلى سجانٍ وقاتلٍ ومرتشٍ.

مئة عام كان فيها كبار العراق بتجاربهم العظيمة يسعون الى فك رموز قوة العراق واستخلاص أفضل النتائج منها، في سنوات حشد الهمم والتضحية والاعتزاز بالكرامة والولاء للوطن.. هؤلاء الكبار الذين ربما لا يعرف الجيل الجديد حتى أسماءهم جيداً.. ولا يتذكر البعض وجوههم، يطلون علينا كلما تعرض البلد إلى محن وأهوال كي يذكرونا بأننا نستطيع أن نتكاتف ونهزم مشاكلنا حتى ولو بدت تافهة، كمشكلة اللامبالاة التي زحفت على نفوس العديد منا، أو بدت مستعصية كمشكلة تدهور مستوى التعليم والصحة والخدمات العامة. كلها مشاكل تراكمت علينا.. وأصبحنا نحوم حولها.. نتكلم.. نتعارك.. ونتاجر فيها ويكسب البعض منها ثروات طائلة.. بينما تعاني الأغلبية من الإهمال والفساد والرشوة.. هذه المشاكل كبيرها وصغيرها.. نملك نحن حلولها. الحل في أيدينا نحن.. لو تجمعت الهمم من جديد.. واستيقظت بداخلنا روح التحدي. هذه أعظم دروس تاريخ العراق وخلاصة تجارب علي الوردي والجواهري وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي وعبد الجبار عبد الله والكرملي وآخرين. لقد استغرقنا في برامج (الردح السياسي) وأصبحنا نشاهد وجوهاً غابت عنها ملامح الطيبة والتسامح والأهم المعرفة، وجوها تدعي بطولات زائفة وأكاذيب ملونة، حفظنا أصواتهم ووجوههم.. وضجرنا من تكرار أحاديثهم.. وآن الأوان أن ندير المؤشر صوب بناة العراق الحقيقيين.. ونسألهم كيف يمكن الخروج من المأزق الحالي؟ استعادة رموز العراق مهمة وطنية على الجميع المساهمة فيها ، إننا نحتاج إلى تعبئة معنوية تنتشلنا من حالات الإحباط واليأس.. وهو الدور الذي يجب أن تلعبه الصحافة ووسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، وساستثني منظمات المجتمع المدني لانها تحولت الى دكاكين . أليس غريباً.. أن ننجح في الترويج لأحزاب سياسية طارئة وكاذبة.. ونفشل في الترويج لثقافة عراقية وطنية؟

سيقول قارئ عزيز حتماً ، وماذا عن الخيبات التي أصابتنا بسبب ساسة ومسؤولين فشلوا في إقامة الحكم الوطني النزيه ؟ ، والتغيير الذي كان يفترض أن يكون به مكان رحب للآخر، تحول وبنجاح إلى وهم كبير .. الجواب في الاصرار على رفض " ساسة الصدفة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم مصطفى4e

    ولن يتأتى رفض ساسة الصدفه الا برفض مشاريعهم الانتخابيه لنفس الوجوه ولا حل الا بقائد على غرار قيس سعيد في تونس وبمؤازرة الابناء الوطنين وجيش وطني

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram