علي حسين
اليوم تمر مئة عام على جلوس فيصل الأول على عرش الحكم في العراق.. قرن من الزمان كان فيه العراقيون يأملون أن يعيشوا بسلام وأمان ورخاء، لكن سني الدولة العراقية تحولت إلى تراجيديا فجائية..
يؤكد المؤرخ البريطاني إريك هوبزباوم، أنه لا يمكن فهم تطور المجتمعات، من غير أن نفهم أحلام أبنائها. يقصد طبعاً الأحلام التي راودت الشعوب التي لوحت براية التطور. قبل مئة عام قررت هذه البلاد أن تخوض حروبها من أجل البناء والرفاهية والإعمار والتعليم، ولم تظهر بعد مهنة كواتم الصوت، وسحل الجثث. وقبل أن يتحول "المسؤول"، إلى سجانٍ وقاتلٍ ومرتشٍ.
مئة عام كان فيها كبار العراق بتجاربهم العظيمة يسعون الى فك رموز قوة العراق واستخلاص أفضل النتائج منها، في سنوات حشد الهمم والتضحية والاعتزاز بالكرامة والولاء للوطن.. هؤلاء الكبار الذين ربما لا يعرف الجيل الجديد حتى أسماءهم جيداً.. ولا يتذكر البعض وجوههم، يطلون علينا كلما تعرض البلد إلى محن وأهوال كي يذكرونا بأننا نستطيع أن نتكاتف ونهزم مشاكلنا حتى ولو بدت تافهة، كمشكلة اللامبالاة التي زحفت على نفوس العديد منا، أو بدت مستعصية كمشكلة تدهور مستوى التعليم والصحة والخدمات العامة. كلها مشاكل تراكمت علينا.. وأصبحنا نحوم حولها.. نتكلم.. نتعارك.. ونتاجر فيها ويكسب البعض منها ثروات طائلة.. بينما تعاني الأغلبية من الإهمال والفساد والرشوة.. هذه المشاكل كبيرها وصغيرها.. نملك نحن حلولها. الحل في أيدينا نحن.. لو تجمعت الهمم من جديد.. واستيقظت بداخلنا روح التحدي. هذه أعظم دروس تاريخ العراق وخلاصة تجارب علي الوردي والجواهري وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي وعبد الجبار عبد الله والكرملي وآخرين. لقد استغرقنا في برامج (الردح السياسي) وأصبحنا نشاهد وجوهاً غابت عنها ملامح الطيبة والتسامح والأهم المعرفة، وجوها تدعي بطولات زائفة وأكاذيب ملونة، حفظنا أصواتهم ووجوههم.. وضجرنا من تكرار أحاديثهم.. وآن الأوان أن ندير المؤشر صوب بناة العراق الحقيقيين.. ونسألهم كيف يمكن الخروج من المأزق الحالي؟ استعادة رموز العراق مهمة وطنية على الجميع المساهمة فيها ، إننا نحتاج إلى تعبئة معنوية تنتشلنا من حالات الإحباط واليأس.. وهو الدور الذي يجب أن تلعبه الصحافة ووسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، وساستثني منظمات المجتمع المدني لانها تحولت الى دكاكين . أليس غريباً.. أن ننجح في الترويج لأحزاب سياسية طارئة وكاذبة.. ونفشل في الترويج لثقافة عراقية وطنية؟
سيقول قارئ عزيز حتماً ، وماذا عن الخيبات التي أصابتنا بسبب ساسة ومسؤولين فشلوا في إقامة الحكم الوطني النزيه ؟ ، والتغيير الذي كان يفترض أن يكون به مكان رحب للآخر، تحول وبنجاح إلى وهم كبير .. الجواب في الاصرار على رفض " ساسة الصدفة " .
جميع التعليقات 1
كاظم مصطفى4e
ولن يتأتى رفض ساسة الصدفه الا برفض مشاريعهم الانتخابيه لنفس الوجوه ولا حل الا بقائد على غرار قيس سعيد في تونس وبمؤازرة الابناء الوطنين وجيش وطني