ًاكتشفت رسائل جديدة لجبران خليل جبران أرسلها لهيلانه غسطين. ولقد تضمّنت إحدى هذه الرسائل قصيدتين جديدتين. ومن اللافت ان هاتين القصيدتين اللتين أُرّختْ احداهما في عام 1924 والثانية في 20 ايار 1923 تتضمنان ابياتا (او بيتين على الاقل) يمكن تصنيفها بين اجمل ابيات جبران في قصائده المعروفة.
وفي هاتين القصيدتين تظهر الصور الجبرانية على نحو ما نجده في قصيدة "المواكب" لتعكس نظرته الرومنسية الى العالم وتمزج بين تأملاته الوجدانية ورؤيته الفلسفية. ويبدو ان جبران في قصيدته غير المعنونة يستلهم مطلع قصيدة ابي فراس الحمداني "اذا الليل اضواني بسطت يد الهوى" فيقتدي البحر نفسه (بما فيه جواز الشطر الاول) كما يقتدي الايقاع الداخلي والاجواء النفسية لقصيدة ابي فراس. ومن الواضح ان جبران كان يريد العودة الى هذه القصيدة لإجراء تعديل طفيف على بعض الابيات، على خلاف القصيدة الثانية (المعنونة، والمؤرخة في ايار 1923) التي بدت شبه مكتملة. والارجح ان جبران لم يحتفظ بنسختين عن هاتين القصيدتين لاجراء التعديلات التي كان يرغب القيام بها، والا كيف يمكننا ان نفسر عدم ظهورهما بين الاوراق والنصوص التي نشرت بعد وفاته؟ rnالأولى :اذا الليل اخفاني ببرد سواده فلا كوكبٌ يبدو ولا الصبح يطلعُ فإن نحت لم تسمع نُواحي جارتي وإن متّ لا تدري ولا تتفجّعُ وإن مرّ بي طيف الكرى متباطئا وحدّق في وجهي يخاف ويرجعُ اذن لتنحى عن كياني كائنٌ وراح الى بيت الأحبة يسرعُ الى منزل جدرانه فسحة الفضاء وفي سقفه سرج الكواكب تسطعُ وابوابه الذكرى و( )اللقا فليس بها قفل ولا بها مخدعُ اطوف به ومعي تطوف رفيقتي وبكل امر في السعادة نرتعُ لعمري ما في الليل غير خيالنا فإن هام همنا وإن تقاعد نخضعُ وما نحن والدنيا وكل غريبة نراها سوى حلم الذي ليس يهجعُ rnالثانية:دقوا المسامير دقّوا المسامير في كفي فإن يدي مشلولة ليس يبريها سوى ألمي وفي فؤادي اغان لا الحنها إلا اذا امتزجت انغامها بدمي ولي شباب اذا لاقى مصادرة يبقى وإلا بُلي بالعجز والهرمِ ان النواة التي ضنّت بقشرتها
قصيدتان لجبران خليل جبران قبل وفاته
نشر في: 4 يونيو, 2010: 04:13 م