TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > الملاك الثائر .. جبران خليل جبران

الملاك الثائر .. جبران خليل جبران

نشر في: 4 يونيو, 2010: 04:27 م

صلاح الدين محسن شاهدت – فيديو – في الايام الأخيرة. المسلسل السوري عن سيرة حياة الشاعر والفنان العالمي الأمريكي اللبناني الأصل "جبران خليل جبران" حياته كانت سلسلة من العثـرات و النكبات والمآسي .. كدت اتوقف عن المشاهدة، لما احسست به من شدة الاسي.
قرأت كل شعر واغلب ادب جبران، عندما كنت في اوائل العشرينيات من عمري .لا اتذكر بالضبط ان كان الذي دفعني لقراءة جبران . هل هي رائعته التي تغنيها فيروز " اعطني الناي وغني "  أم هي لقصيدة له كانت مقررة علينا في الدراسة بالمدرسة الثانوية !جبران صنعته أمه .. فقد كان ابوه تاجرا يكره الشعر والرسم كراهية . وكل همه هو تعلىم طفله – ومنذ نعومة أظافره – التجارة والفهلوة والشطارة ..! ويسمي اللوحات العبقرية التي كان يرسمها طفله الموهوب : الخرابيش ..وكانت الام " كاملة " تلتقط طفلها من بين يدي أبيه وهو يحاول تربيته على التجارة .. فتقدم لطفلها الموهوب. البومات تحمل رسومات الفنانين العالميين .وهو ما كان يفرح به" جبران " ، ويسعده جدا . كما شجعته على تعلم العزف الموسيقي ، فراح يرسم ويبدع ويعزف الموسيقى ويكتب الشعر . ..كانت السيدة " كاملة " أم جبران . مثقفة تتذوق الفن والموسيقى . لذا فقد اكتشفت موهبة طفلها مبكرا ... وكان يمثل أملا بالنسبة لها .. فراحت ترعاه وتحميه من أبيه التاجر الجاهل الجلف الشديد الجلافة .. ومن حسن حظها انها عاشت حتى شاهدت نجاح أملها ورأت ثمار زهرتها وشجرتها " جبران " ..ومن المفارقات في حياة جبران . أن جده لأمه كان رجل دين " قس " ، والام كانت " كاملة " الاسم والفعل ..بينما ابوه سكيرا مقامرا .. وانسانا مستهترا..لم ينس جبران . الدور الهام الذي لعبه في حياته وحياة الاسرة . شقيقه الاكبر " بطرس " الذي تولى الانفاق عليهم بالعمل في التجارة . عندما سجن الأب ظلما لمدة 5 سنوات . وكان بطرس شابا غضا .. ، وكذلك " بطرس " هو الذي ادخر للاسرة تكاليف رحلة الهجرة لأمريكا . وكان من الصعب تدبير تلك التكاليف ، وهو أيضا الذي تعب كثيرا حتى أقنع الأم بفكرة الهجرة لأمريكا ، وكان هذا هو منفذ جبران للمجد والشهرة على ايدي الفنانين وعشاق الفن الامريكان .. ممن حبوا فنه الذي نال اعجابا وتقديرا كبيرين وكتبت الصحف عن لوحاته التي كانت في نظر ابيه - الجلف -. مجرد خرابيش تستثير غيظه وسخريته من ولده جبران ..في رأينا : يكاد يكون جميع الممثلين بالمسلسل نجوما .. اجادوا جميعا يبدو لنا أن المخرج قد أظهر من حياة " مي زيادة " ما هو أكثر من اللازم ، فقد اسهب فيما عرضه من حياة " مي " حتى نسيت أن المسلسل عن جبران ..وانما عن " مي زيادة " التي تستحق مسلسلا خاصا عن حياتها . وربما ما اسهب المسلسل في تقديمه عن " مي زيادة " سوف يقلل من قيمة مسلسل آخر يقدم عن حياة " مي " مستقبلا ، بالاضافة الي ان ما قدمه المسلسل عنها . هو خارج واكبر من علاقتها بجبران . تلك العلاقة التي لم تتعد حدود مراسلات اعجاب تطورت لحد الحب عن بعد ..وقد فعل المسلسل العكس مع " ماري هكسل " الأمريكية التي لعبت دورا عمليا وعاطفيا حقيقيا في حياة جبران . اذ كانت راعية لموهبته وقدمته ودفعته نحو الشهرة والنجاح ، وكانت صديقة وحبيبة ايضا , ولكن دورها في المسلسل جاء هامشيا مقتضبا ..! المطربة الصاعدة – سوبر ستار – التي تغنت في المسلسل برائعة جبران التي تشدو بها الفنانة " فيروز " - اعطني الناي وغني - أعجبني جدا صوتها وآداءها ، لأول مرة أستمع اليها اسمها " شهد برمادا " .انها أكثر من رائعة . آداؤها فيه رشاقة وأناقة واحساس آداء السيدة " ماجدة الرومي " ، صوت لامع وشفاف .. لقد أعطت للأغنية مذاقا اضافيا جميلا . بجانب المذاق الذي احببناه من الصوت الملائكي للفنانة الكبيرة " فيروز – المطربة الأساسية للقصيدة - . " نعتقد في أن التمثيل والسينما السورية . بسبب اللهجة . لم تاخذ ما تستحقه عند الجمهور المصري . عدا الفنانة رغدة ، والفنان دريد لحام.ولكنني هنا في مونتريال اتيحت لي الفرصة لمشاهدة عددا كبيرا من الافلام السورية أعجبتني جدا . وساعدني على فهمها ، معرفتي باللهجة السورية . منذ زرت سوريا ولبنان ، منذ سنوات كثيرة مضت .ظروف سجن والد جبران . ظلما . ربما كانت وراء ما قاله في شعره :العدل في الارض يبكي الجن لو سمعوا به *** ويستضحك الاموات لو نظروالعل الكثيرين لا يعرفون أن اغنب فيروز " اعطني الناي وغني هي مجرد مقتطفات من قصيدة جبران الطويلة الملحمية " المواكب " ، و يعجبنا مما جاء فيها :هل تحممت بعطر ؟ وتنشفت بنور ؟!وقوله عن الدين :الدين في الناس حقل ليس يزرعه ، غير الأولى لهم في زرعه وطرفمن آمل بنعيم الخلد مبتشر ......... ومن جهول يخشي النار تستعروالناس لولا عقاب البعث ما عبدوا ربا ولولا الثواب المرتجي : كفرواكانما الدين درب من تجارتهم ، ان واظ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram