علي حسين
إذا كنت محبطاً ومهموماً شاهد مقطع الفيديو الذي يتحدث فيه الوزير السابق محمد توفيق علاوي ، لتعرف ماذا حصل في عراق برلمان "أهل المحابس" مع الاعتذار للمرحوم الملا عبود الكرخي ؟ .. نائبة تذهب إلى وزير الاتصالات لتخبره أنها في لجنة العمل وأن وزارته ضمن مسؤوليتها الرقابية..
وحين يشرح لها الوزير الأعمال التي تقوم بها الوزارة، تنظر إليه نظرة استغراب، فهي لم تأت للوقوف على الخدمات التي تقدمها الوزارة، وإنما لتطلب سيارة يمنحها لها الوزير من سيارات الوزارة.. وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلاً: أنت ينطبق عليك المثل القائل: "البطَرُ عند الرخاء حُمْق"، تكتب بكل برود عن وزير سابق يتهم نائبة منتخبة، والأهم لم يذكر اسمها، لماذا لا تكتب عن الطاقة المتجددة التي سنصدرها لدول الجوار؟، لماذا تنسى أننا حصلنا على المراكز الأولى في سجل البلدان التي لا تتمتع بالرفاهية؟ ، على أي حال، أعرف أن مثل هذه الموضوعات قد تضعني في خانة الكتّاب "السلبيّين" وإذا كان الابتعاد عن مناقشة نظرية مشعان الجبوري في الديمقراطية، وترك مها الدوري منشغلة بنظرية "المؤامرة الصهيونية" نوعاً من السلبية، فاهلاً بهكذا سلبية.
هل حكاية النائبة هي الحكاية الوحيدة حتى يراها البعض غريبة؟.. سبق أن صرح أحد وزراء الكهرباء بأن نواباً كانوا يزورونه في مكتبه ليساومونه بين أن يعين مئات الأشخاص تابعين لهم، أو يستدعوه للمثول أمام البرلمان، و لايهم ان حصل المواطن على الكهرباء ام لم يحصل ! ألم نشاهد بالصوت والصورة "أبو مازن" يبيع بالمناصب وهو يقول "آني شراي وناس تريد تبيع"؟.. هل حضرتك عزيزي القارئ متفاجئ من الحالة؟ أم أنك لا تريد أن تصدق بأن نوابنا الأعزاء يعرفون جيداً أن لا أحد سيحاسبهم؟ .
على صفحته في الفيس بوك يعلق الباحث والأكاديمي حيدر نزار على كتاب صدر حديثاً للدكتور حسن الجنابي بعنوان "الدولة العقيمة" حيث يشير إلى وقائع ذكرها الجنابي لا يمكن أن تحدث حتى في "حارة كلمن إيدو إلو" ولعل أكثرها طرافة عندما طلب النائب عبد الحسين عبطان من رئيس الوزراء العبادي إشراكه بوضع بنود ميزانية الدولة كونه صاحب خبرة تكونت بعمله في إدارة ميزانية منظمة بدر أيام المعارضة، ليرد عليه كاظم فنجان متهكما: وهل ميزانية بدر البنتاغون؟.. وعن مسؤول حماية العبادي الذي يصر على حضور جلسات مجلس الوزراء ويتدخل بالتفاصيل وعن البروفيسورة عديلة حمود وهي ترفض تنفيذ قرار إقالتها من العبادي وتداوم بالوزارة .. هل هناك أمثلة أخرى؟ بالتأكيد وأمثلة تستحق السخرية والألم في الوقت نفسه ، عندما يقول محمود المشهداني الذي تولى رئاسة مجلس النواب إن العراق أصغر من أن يتوسط بين إيران وأمريكا!.