اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > فـي الحلة.. شارع يظلله النخيل ويحف به الاهمال!

فـي الحلة.. شارع يظلله النخيل ويحف به الاهمال!

نشر في: 4 يونيو, 2010: 06:01 م

بابل/ اقبال محمد   من مدينة الحلة التي اضفى عليها التاريخ لقب الفيحاء الى مدى الرؤية عبر الشارع المؤدي الى مدينة المدحتية، ثمة لوحة يانعة من الاخضرار والعفوية التي لم يتم تخطيطها بيد مهندس او فنان ، بساتين النخيل والاعناب والفواكه المتنوعة يكتظ بها المكان على طول 35 كم شرقا حتى زاحمت الشارع
الشارع السياحي وقراه العشر بالاضافة الى قرى اخرى لا تبتعد كثيرا عن المكان قد تتجاوز العشرين ، تقع جنوب شرق المدينة وكان قديماً يطلق عليه تسمية ( العذار ) والعذار اسم يطلق على مجموعة من القرى والبساتين التي تقع على ضفتي نهر الفرات في الحله . تبدأ من بابل حتى قضاء الهاشمية . قال المواطن عماد الزبيدي "في بداية السبعينات من القرن الماضي أفتتح الشارع السياحي الذي يربط مركز مدينة الحله بناحية المدحتية ويبلغ طوله حوالي 35 كم وسمي بالسياحي لأنه يخترق البساتين الكثيفة من النخيل والحمضيات والأعناب لكي يخدم سكان القرى الواقعة عليه وهذه القرى تنتشر على جانبي الطريق وعددها 28 قرية تبدأ من قرية العتايج والدولاب، وكويخات، والنخيله، والسادة، وفنهرة وجمعيات، وبيرمانه والحصين، والدغيرات، والرواشد، وغيرها.يسير الشارع بمحاذاة شط الحلة من الجانب الأيسر وتكثر فيه الإنحناءات والإلتواءات، ويعد الشارع متنفساً للكثير من العوائل الحلية حيث قضاء أيام العطل والفراغ وهي تفترش البساتين لقضاء أطيب الأوقات وخاصة في عقد السبعين والثمانين من القرن الماضي. ويضم كذلك العديد من المقامات والأضرحة للأولياء والصالحين التي يزورها العديد من المواطنين ومن مختلف مناطق العراق وكذلك يسلكه الزوار القاصدون الى مرقد الأمام الحمزة (ع) في ناحية المدحتية كما ان للمنطقة ولعا كبيرا بالصناعات الشعبية التي يدخل الخوص والقصب والطين في موادها الاساسية مثل صناعة الحصران والزنابيل والاطبقة والجرار والتنانير وغيرها من الصناعات. يقول ايضا المواطن  حسين جاسم احد سكنة الشارع:انه بعد انتفاضة 1991 قام النظام السابق بتجريف البساتين وعلى جانبي الطريق وبعمق 500 م مما حول الشارع السياحي الى شبه لوحة ممزقة تنتشر على طوله اكوام النخيل المقتول بالتجريف المتعمد   .. ومنذ ذلك التاريخ عانى سكان الشارع السياحي من الأهمال والتهميش والتردي في الخدمات وبعد سقوط النظام قامت الحكومة المحلية بتعبيد الطرقات لبعض القرى الجنوبية وبناء بعض المدارس ولكن هذه لاترقى الى مستوى الخدمات التي يحتاجها الشارع .فيما يذكر المواطن  حامد فاضل :بانه لاتوجد خدمات بلدية لسكان هذه القرى فهي بحاجة ماسة الى المجاري وكذلك بحاجة الى وقفة جدية من المسؤولين  لتمليك  الدور في القرى الجنوبية الى أصحابها الذين ورثوها أباً عن جد ولكن لايملكون ورقة الطابو باسمائهم "ان معظم ملكية هذه الأراضي تعود لأشخاص أستملكوها في وقت وظرف معين سجلت بأسمائهم منذ بداية القرن الماضي وحرم اغلب سكان القرى من ملكية أراضي آبائهم وأجدادهم وبالتالي ان أي مراجعة لأي دائرة خدمية  في المحافظة تطالبهم بورقة الطابو وهذا يترتب عليه عدم تمليك إجازة بناء وبالتالي حرموا من القروض العقارية والأسكانية بسبب عدم تسجيل بيوتهم ومزارعهم بأسمائهم ما حرمهم الكثير من الخدمات البلدية . أما في المجال الصحي فيقول المواطن حسين عبيد ا: توجد هناك بعض المراكز الصحية الفرعية في بعض القرى وهي لاتفي بالغرض حيث لاتوجد مراكز صحية فيها أطباء اختصاصيون . نأمل ان يكون هناك طبيب مختص في كل مركز صحي .. وكذلك نطمح لان يكون هناك مستشفى يتوسط هذه القرى لكي يوفر الوقت ويرفع المعاناة عند نقل المرضى الى مركز المدينة.فيما يضيف المواطن صاحب الفنهراوي: الماء الصالح للشرب كان عبر مشروع ماء الحصين الذي انشىء قبل اكثر من ثلاثة عقود وأصبح الآن متهالكاً بعد التجاوزات التي طالته والتوسع الكبير في القرى وخاصة بعد سقوط النظام السابق حيث ان تحسن مستوى دخل الفرد أدى الى مضاعفة بناء المساكن ما يتطلب بناء مجمعات ماء لهذه القرى ومد أنبوبين  على جانبي الطريق حيث لايتم تعبير وحفر الشارع الى الجانب الآخر حيث أن كل أنبوب يغذي الجانب الذي يسير فيه . ويقول المواطن محمد هادي: انه في مجال الرياضة والشباب لا يوجد أي مركز للرياضة والشباب في هذه القرى علماً ان هناك العديد من الفرق الرياضية وخاصة كرة القدم حازت على المراكز المتقدمة في الدورات الرياضية التي أقيمت في مركز المحافظة. من ناحية التعليم توجد اكثر من 18 مدرسة ابتدائية وثانويتين للبنين ومثلها للبنات و4مدارس متوسطة وهي لاتكفي لاستقبال هذا الزخم من الطلاب والطالبات حيث إن الناحية بحاجة الى بناء مدارس متوسطة وإعدادية لاستقبال الطلاب الذي أصبح عددهم في الصف الواحد اكثر من 50 طالبا في بعض المدارس .  وبذلك فالشارع الذي ترتوي منه الحلة بطاقاتها يحتاج الى اكثر من وقفة من فبل الحكومة المحلية لإعادة تخطيطه بما يتلاءم مع الحجم السكاني والسياحي الذي قد يسهم في مدخولات اضافية للمحافظة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

سعادة عابرة" لسينا محمد: شاعرية سينمائية مرهفة

(وادي المنفى).. فيلم واقعي عن اللاجئين السوريين في لبنان

في ختام مهرجان "كارلوفي فاري" فيلم "غريب" للمخرج "زينغفان يانغ" ينال الجائزة الكبرى

مؤسسة البحر الأحمر تكشف عن الفرق المُختارة من تحدّي صناعة الأفلام

مقالات ذات صلة

سعادة عابرة
سينما

سعادة عابرة" لسينا محمد: شاعرية سينمائية مرهفة

قيس قاسميرسم المخرج الكردي سينا محمد على سطح لوحته السينمائية، التي يُسمّيها "سعادة عابرة" (2023)، نافذة صغيرة، يطلّ منها على موطنه، بعين رسّام سينمائيّ يتأمّل، من الأفق الذي تُشَرعه، عيش أهله، ثم يذهب بخياله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram