عبد الزهرة المنشداويالحدث الذي وقع لاحد المواطنين قبل اسبوعين، او ما يزيد حينما كان يهم بعبور شارع السعدون قريبا من التمثال لم يفارق مخيلتي،اذ صطدمته احدى السيارات التي تسير بسرعة جنونية.هذا الشارع وبالتحديد في المسافة المحصورة ما بين ساحة الفردوس ،وساحة النصر ليس بالشارع بل مضمار سباق سيارات يمكن لمهتم بسباق (الراليات العالمية)
ان يختار منه مجموعة من سواق يمثلون العراق في ميدان سرعة السيارت ويحصلون على بطولات عالمية يرفعون بها راية العراق خفاقة ،خاصة اصحاب سيارات الاجرة (التكسي) في سباقاتهم المحمومة ،نحو من يقف على مسافة لضمان نقله،و لايضارعهم فيها احد.كلما وجدت مجموعة من شرطة المرور مجتعين صباحا، قرب التمثال اشير لهم بذلك واجد لديهم التفهم وضرورة تحديد السرعة في هذا الشارع.وكالعادة صباح يوم الجمعة الموافق 4/6/2010وفي حوالي الساعة الثامنة صباحا وجدت افرادا من شرطة المرور وتحدثنا كالمعاد .احد الضباط ذكر لي ان المشكلة لايمكن حلها، الا من خلال وضع كاميرات مراقبة على من لايتقيدون بالسرعة المحددة ،والا فان المسألة لايمكن السيطرة عليها. شرطي آخر عتب على اولي الامر لعدم تقييمهم عمل شرطي المرور، وهو اول من جسد القانون في الشارع ،بعد الاحداث ووقف تحت هجير الشمس ووسط عصابات الاجرام المسلحة التي كانت تزرع الرعب في الشارع العراقي وتقتل لمجرد القتل، لكن شرطي المرور وقف بشجاعة يشهد لها الجميع ليقول ان الدولة والقانون لايمكن ان يغيبا،وان حدث ما حدث.كنا انا ومجموعة من الشرطة نواصل اطراف الحديث ,حين اشار لي احد ضباط الشرطة وهو برتبة رائد والذي كان جادا في مناقشته هذا الموضوع ،الى سيارة شرطة مرور متوجهة نحونا ,واذكر بانها تحمل الرقم(40824)يتصدرها ضابط برتبة عميد لفت انتباهي النسر والنجوم الثلاثة المطرزة على كتفه. رائد الشرطة كما ذكرت طلب مني التحدث عن الموضوع معه، لانه اكثر فاعلية في ان يقترح او يشير لما كنا نتحدث بصدده.قبل حديثي اسبغت عليه لقب سيادة العميد ثم ذكرت له الموضوع الذي يستوجب ان يلتفت اليه المعنيون وهو واحد منهم.كان يجلس داخل سيارته المبردة ولا ينظر لي بل كان ينظر الى نقطة بعيدة لا في الشارع ولا في الساحة بل في ملكوت بعيد ربما لا تصله سفن الفضاء !فجأة التفت ليسألني :هل انت افغاني؟أجبته:نعم!قلت له ذلك وكان يجب علي مجاراته والتخلص من مأزق مع هذا العميد ذي النجوم المتألقة والنسر المحلق والذي اخذبه بعيدا عن شارع السعدون وعني :اشاح بوجهه عني وكانه لم يشعر بوجودي، وراح ينظر الى نقطة بعيدة لم اعرف كنهها.وما يؤسف له ان العميدبوضعه هذا جعلني اشعر بان هناك من ليس في مكانه الملائم، انهم غرباء تماما ليس على المواطن بل على من هم تحت امرته او يمثلون مؤسسته واستعادة الكثير من الامور التي يناقشها المواطن حول من لبسوا اللباس الفضفاض الذي لايتناسب وحجمهم لذلك لايعون مراكزهم ولا الواجب المنوط بهم ولايرعون حرمة للمواطن ان كان افغانيا او عراقيا لانهم ربما طارئون على المهنة او من اولئك الذين انتهزوا الفرصة واستغلوا الاوضاع ، وانسلوا الى مراكز ومناصب لم يكونوا مؤهلين لها اصلا .جعلني هذا الامراعيد واستعيد ذلك واضم صوتي لصوت اولئك الذين يطالبون الدولة بفتح ملفات ممن شغلوا مناصب على قدر كبير من الاهمية في ادارة الدولة لمعرفة مؤهلاتهم العلمية وهل هم اهل لها ام ان الامر لايعدو عن تقديمه رشى الى من هو بمركز متنفذ مهد له الطريق فاشترى البدلة االعسكرية من باعة باب الشرقي وكمية من النجوم الطرزة ليضعها على الكتفين ليصبح ما اصبح عليها الان. التدقيق في الملفات مطلوب والا فان البعض من الذين يشعرون مع انفسهم بانهم في غير اماكنهم الصحيحة يسيئون للمواطن .اذكر ذلك وانا على امل ان ينظر المسؤولون في اي مؤسسة في الدولة ويراقبوا مستوى اداء منتسبيهم ويدققوا في ماضيهم كون الامور مختلطة وهناك من يتحدث عن اصحاب رتب عسكرية لايجيدون حتى القراءة والكتابة ومعنى ذلك الفوضى بعينها التي سيدفع المواطن ثمنها من كرامته،وهي في الوقت نفسه تعكس على الوزارة او المؤسسة الانطباع السيىء فربما يعمل الالاف بجد وتضحية ومهنية ولكن فردا من افرادها يسيء فيصبغ الجميع بصبغة الاساءة وهذا ما لانريده ولا نوده لكل مؤسسة ولكل وزارة. لقد ضمتني جلسة ،مع معنيين في التربية ،وذكر احدهم ان تدريسيا في الجامعة يطلب من احد تلاميذه (رصيد مكالمات )بسعر خمسة آلاف دينار على ان يساعده في اجتياز الامتحان!المواطنون المتواجدون اشاروا برؤسهم وعلقوا بالقول ان الامور تسير بهذا النحو لكنني شخصيا ساهمت بالقول: يجب ألا نعمم سلوك فرد على مجموعة فهناك الكثير من لا يوافقون على هذا الامر لانه سيجعلهم في غير موضعهم من التلميذ نفسه وان شخصا واحدا سلك هذا السلوك يجب ان ألا يعمم على جميع الاساتذة وقد استطعت ان اوصل امرا هو في حقيقته واقعي .فياترى كم استاذا يطلب من تلميذه رصيدامقابل درجة امتحانية؟! . حتما قليل وقليل جدا ولكن بصورة عامة اساتذتنا اكبر بكثيرمن ذلك. هذا ما نخشاه من السلوكيات الفردية التي تنقلب لتعم على الجميع لذلك
شبابيك: ملكوت عميد شرطة مرور!
نشر في: 4 يونيو, 2010: 06:03 م