ما يقود رواية فلاح رحيم هو الهدف الأخير وليس تفصيلات الوصول إليه فقط، فهو مشغول في أثناء بناء الرواية حدثاً حدثاً وشخصيةً شخصيةً بالصورة الكلية التي سوف تبدو عليها الرواية.
فالرواية تعمد إلى سرد شفّاف ينقل لنا حياة حقيقية، ويضع لنا علامات تحولاتها، وإشارات لمرجعياتها، لكنها سرعان ما تضبّب الشفافية عبر تضبيب السيرة، ومغادرة الكتابة بوصفها عملاً توثيقياً، ليباشرها بأشكال متنوعة من الأحداث والشخصيات (تمتاز رواية فلاح رحيم بكثرة الشخصيات). إن عين الروائي فلاح رحيم لا تنظر إلى يديه وهما تكتبان، بل إلى مشهد بعيد تغذّيه اليدان بالتفاصيل تدريجياً.
د. حسن ناظم
وتتضح المشتركات السيريّة في السرد ، وتتمظهر هذه التجربة عن كثافة في تحولات السرد العميقة وما تنطوي عليه من انطولوجيا ذات دور فاعل في مجال الفكر والمعرفة ، ، لذا حرص الأستاذ فلاح رحيم على منح هذا الحضور تجوهراً ليؤشر بذكاء لما يتمتع به السرد . إذا خضع لسيرورة يتكشف عبرها التاريخ متحركاً كالمدورة ليومئ الى أن المخيال الذي ذهب اليه ماركس أول مرة هو الأكثر فاعلية في التأثير الاجتماعي . لكن هذا لا يعني بأن مثل هذه المكونات التي دائماً ما تشكل نوعاً من التحليل الثقافي ، ليست محكومة بنسق متماثل ، وخاضعاً للتجانس المتشكل من الوقائع والأحداث .
ناجح المعموري
لا يحتاج الروائي “فلاح رحيم” الى استخدام الرمزية او التعمق في الاسطرة التي استعان بها في عنوان الرواية واستكشاف مفهوم (الأمل) في بيئة لا تعطيك ألا الياس! فالروائي يملك ادواته الفنية وعناصر التشويق المفعمة بالواقعية القاسية وذاكرة يستعيد فيها تفاصيل احداث التاريخ مع خلق شخصيات ناضجة فنيا قادرة على تجسيد المرحلة الزمنية المعقدة في حياة العراقيين، رواية (الشر الاخير في الصندوق) للروائي “فلاح رحيم” اصدار دار الرافدين سنة الاصدار 2021 وتقع في 420 صفحة، انها رواية فكرية في زمن الحرب تبدأ عام1983 وتنتهي مع وقف اطلاق النار عام 1988. واحتفالات العراقيين في ساحة الاحتفالات
حمدي العطار