محمد حمدي
أضمّ صوتي لأصوات الكثير من الزملاء الإعلاميين والصحفيين الرياضيين الذين صاروا يتحدّثون صراحة عن مفردة (التهميش) التي لا أحب الخوض بها في مجتمعنا لكثرة استهلاكها، ولكن لم أجد بديلاً لها ونحن نرى ونتابع أن أحد أهم جوانب إبداع الإعلام والحاجة الماسّة له تُصادر علناً فتجوب فرقنا الرياضية اصقاع الأرض
ويصل الوفد الى هناك بتعداد ثلاثين أو أربعين موفداً وبعدد بسيط من الرياضيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعندما يكون الحديث منصبّاً عن سفر الصحفي والإعلامي فإن مشاكل المؤسسات الرياضية برمّتها تقف عائقاً حيال هذه السفرة التي لن تكون نفعية مادياً لو حصلت كما هو معروف، ولكنها إعلامية مهنية تغطّي جميع جوانب الحدث.
واليوم ومع وصول وفد منتخبنا الوطني بكرة القدم الى سيئول في كوريا الجنوبية والحديث عن رحلة شاقة جداً استغرقت 12 ساعة إذ تنتظره مباراة مهمة يواجه فيها نظيره الكوري، الخميس المقبل في الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022، توالت الانباء والاخبار النادرة عن خضوع وفد المنتخب لإجراءات احترازية مشدّدة في مطار سيئول قرابة ساعة ونصف الساعة قبل أن ينتقل الوفد إلى فندق خاص بالحجر الصحّي، كي يخضع جميع أعضاء الوفد لمسحة كورونا، ومن ثم الانتقال إلى فندق الإقامة.
لن يخوض الفريق بمعية مدربه ديك أدفوكات الهولندي، حصّته التدريبية الأولى، بسبب الإجراءات المشدّدة من قبل الجانب الكوري، ومن المقرّر أن يكون قد تناول أول جرعة تدريبية للراحة صباح أمس الأثنين، تحضيراً لمباراة كوريا الجنوبية، ضمن مباريات المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية.
لو تتبّعنا سيل الأنباء المتواترة بذات النسق، سنرى أنها متشابهة الى حدود كبيرة جداً عن جميع الرحلات السابقة، وتنطوي على جانب في غاية الأهمية يهدف الى التشويش على ذهن الجمهور كون أن المنتخب سيخوض حرباً ضروس مع منافس يتّصف بالخُبث ويريد النيل بطرق غير مشروعة، وهذه مقدّمات لا موجب لها أبداً وإن كانت حقيقية على حدّ زعم المجهول الذي لا نعلمه إلا عبر أثير بعض المغرّدين أو الناشطين على مواقع التواصل بإضافات مُبالغ بها، كان من المُمكن دحضها جميعاً أو تأكيدها بوجود الموفد الصحفي الذي لا توجد مهمة أكبر من تواجده بمثل هذا الحدث الذي يشغل بال جماهيرنا.
نقطة أخرى أود الإشارة اليها، وقد يفهما بعض الزملاء على أنها حديث في الوقت الضائع الذي يجب أن نكرّس فيه جهودنا لدعم المنتخب الوطني تحديداً وعدم التشويش على الجمهور، والحقيقة أن هذا المحتوى أو العنوان الفضفاض لا يمكن أن يكون مقبولاً ولو أردنا دعم المنتخب بحق وإيصال صدى الجماهير اليه كان الأوجب البحث عن آلية تتيح للجمهور مشاهدة المباراة في ملعب أو ساحات عامة دون التعذّر والتعكّز على خطورة فايروس كورونا، أو حتى التواصل معهم إيجابياً بأية طريقة تجعلنا داعمين للمنتخب عبر وسائل إعلامنا المؤثرة وجماهيرنا الكثيرة بمقترحات فاعلة مهمة توفر الجهد والوقت ولا تنزوي لأركان بسيطة يكون الهدف منها هو الاستشهاد بدليل أننا ناشدنا بالدعم ولم يستمع الينا أهل الشأن، ونتمنى الفوز لمنتخبنا الوطني وتحقيق النتائج الإيجابية.