TOP

جريدة المدى > محليات > مطالبات الصرح إلى لائحة التراث العالمي.. مبنى السراي .. إرث بعقوبة الثقافي يعاني الإهمال وخطر الزوال

مطالبات الصرح إلى لائحة التراث العالمي.. مبنى السراي .. إرث بعقوبة الثقافي يعاني الإهمال وخطر الزوال

نشر في: 31 أغسطس, 2021: 12:03 ص

 ديالى/ المدى

وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق يتربع صرحٌ أثريٌ قديم يحمل كل تاريخ بعقوبة ومحافظة ديالى التراثي.

مبنى السراي "العثماني" في منطقة السراي وسط قضاء بعقوبة ضمن محافظة ديالى شيد في نهاية القرن التاسع عشر، يعتبره أهالي بعقوبة تحفة معمارية من أقدم الأبنية وأجملها تم بناء هذه البناية بشكل جميل ومن الآجر والطابوق وبأشكال هندسية تفنن بها كبار المهندسين المعماريين آنذاك، المبنى كان المقر الرئيس لكبار القادة العثمانيين في بعقوبة.

المبنى تم ترميمه سنة 1913م ومن بعده أصبح مقراً للقادة الانكليز حتى قيام ثورة ١٩٢٠، وشهد هذا المبنى الكثير من القصص التاريخية التي مرت بها المحافظة والآن هو مقر لاتحاد أدباء وكتاب ديالى، وكذلك عدد من مكاتب النقابات والمؤسسات المدنية العاملة في المحافظة. ويعود تاريخ بناء هذا الصرح إلى بدايات القرن الثامن عشر أي ما قبل حقبة الحكم العثماني في احتلالها العراق وكانت دار حكم الوالي آنذاك.

والصرح الحضاري يعاني من إهمال كبير من الدوائر المختصة والإدارة المحلية في المحافظة.

مقر الجندرمة العثمانية

ويقول المؤرخ والأديب سعدون شفيق، إن "بناية السراي الأثرية تعد إحدى أهم البنايات الأثرية القديمة في بعقوبة إذ كانت مركزاً للحكم ومقراً للـ(چندرمة) أي الجنود العثمانيين بعد سيطرة العثمانيين على البلاد".

وتابع شفيق، أن "هذه البناية كانت تخرج قرارات السلطة والقرارات التي يتخذها (المتصرف) أي المحافظ أو رئيس الوحدة الإدارية.

وكانت بالقرب من هذه البناية بناية أخرى للسجن المركزي وكذلك المحكمة الوحيدة في المحافظة.

ولفت شفيق، إلى أن "البناء والهندسة المعمارية في بناء هذا الصرح جعلها من أجمل المباني في المدينة على الإطلاق فكان المزج ما بين الطراز الإسلامي العثماني وما بين الحداثة آنذاك في مجال بناء السقوف والسلالم والأبواب والشبابيك الخشبية".

محاط بمنازل لليهود

ويروي القاص عمر الدليمي بعض شهادته عن السراي بالقول إن "هذا المبنى القديم يعتبر تاريخاً حافلاً بالأحداث باعتباره مركز القرار في العهد العثماني، ومن ثم البريطانيين ثم بداية العصر الملكي ومن ثم العهد الجمهوري وهذه المراحل تمتد إلى أكثر من ٢٠٠عام كانت فيه غرف هذا المكان شاهدٌ على قصص الماضي".

وأضاف الدليمي، أن "أبواب المبنى كانت تقرع من قبل الناس لبيان ما حل بالحكام والثورات والانتفاضات".

ونوّه، إلى أن "منازل اليهود كانت تلتف حول هذه البناية في أزقة ضيقة وما زالت بعض المنازل تحتفظ بشيء من تراثها القديم".

وأكد الدليمي، أن "مبنى السراي ما زال دلالة فنية وثقافية وقبلة تجمع المثقفين والإعلاميين والناشطين المدنيين وجميع المؤسسات المدنية والإنسانية إلى جانب احتضانه على مدار العام لجميع النشاطات والمؤتمرات والندوات الثقافية والفنية والسياسية والإعلامية".

مطالب بضمه إلى لائحة اليونسكو

من جانبه دعا الكاتب والصحفي خالد السلامي، إلى "ضم هذه البناية إلى قائمة التراث العالمي من اجل انتشالها من واقعها الحالي". السلامي كانت لهُ دراساتٌ عن تاريخ السراي يسردها قائلاً إنه "أهم المواقع الأثرية في هذه المحافظة". ويرجح، أن "يكون تشييد مبنى السراي نهاية القرن التاسع عشر ولكن العثمانيين حكموا العراق بحدود أربعة قرون "وليس من المعقول أنهم شيدوا هذه البناية في نهاية حكمهم، ويقدر عمر بناية السراي بما لا يقل عن ٤٠٠ عام". ووصف السلامي المبنى بأنه "تحفة معمارية ومن أقدم الأبنية التي لا تزال قائمة". وعن الطبيعة المعمارية للبناية يقول، إن "مواد بناء هذه البناية وأشكالها الهندسية مشيدة من الآجر والطابوق وبأشكال هندسية تفنن بها كبار المهندسين المعماريين آنذاك، حيث تم ترميمه سنة 1913، ومن بعده أصبح مقراً للقادة الانكليز حتى قيام ثورة ١٩٢٠".

من يشغل بناية السراي؟

تشغل بعض غرف هذه البناية عدد من المنظمات والنقابات في ديالى ومنظمات مجتمعية وإنسانية.

محمود الجبوري احد الصحفيين المتواجدين في هذه البناية تحدث عن "إهمال كبير وخطر يهدد دار الحكم بالزوال خصوصا في فصل الشتاء الذي يشهد هذا الصرح غرق كل مكان فيه".

اما الخدمات تكاد ان تكون مفقودة من ناحية المجاري أو حتى ترميم بعض التخسفات او والأضرار التي أصابت الأبواب والشبابيك والسلالم الخشبية.

دلالة شعبية

مبنى السراي يعد دلالة سكنية مهمة في خارطة بعقوبة ونقطة ستراتيجية للاستدلال على أحياء وأزقة بعقوبة القديمة بحسب أبو ماهر 67 عاما احد السكان القريبين من البناية.

ويرى أبو ماهر، أن "بناية السراي نقطة دلالة جغرافية لجميع مناطق بعقوبة القديمة والتي تحوي موروثات تراثية بالقرب من المبنى وأهمها جامع الشابندر، والشناشيل وهي منازل قديمة إضافة إلى وقوعها على مقربة من الذراع الأخضر لبعقوبة وشريان الماء الرئيس والتاريخي نهر خريسان".

وطالب أبو ماهر، "السلطات المحلية ووزارة الثقافة بإطلاق خطط بعيدة الأمد لتخليد بناية السراي والحفاظ على هذا المعلم الأثري والثقافي الشامخ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن
محليات

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن

 صدور أوامر قبض واستخدام المداهمات الأمنية للقبض على ناشطين عبروا عن آرائهم في مواقع التواصل ذي قار / حسين العامل أعربت أوساط مجتمعية في ذي قار عن استهجانها من استخدام أسلوب المداهمات الأمنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram