TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > عن رجعية الفلسفة الحديثة والفن

عن رجعية الفلسفة الحديثة والفن

نشر في: 5 يونيو, 2010: 04:22 م

ترجمة: ياسين طه حافظقال اندي وارهول: "كل شيء جميل." كتب صموئيل بيكيت: "لا شيء ليُعَبَّر عنه، لا شيء يُعَبَّر به ، لا قوة تُعبّر عنها، كل هذا و : إجبار على التعبير." جون كيبج أعلمنا : ليس لدي شيء أقوله وقد قلت." يوجين يونسكو يعترف: لا توجد حلول. التاريخ لم يحل شيئاً . لاشيء ..
 وانا لا اعطي حلولاً ايضاً، لا أجوبة، انا فقط اسأل اسئلة وبطريقة هذيانية. اتكلم كثيراً، كثيراً جداً، لأُربك اللغة. أنا امرّر افكاراً في صخب الكلمة."ميشيل فوكو- كما عقب عليه السوسيولوجي دانيل بل، يرى ان الجنون ليس فقط شكلاً للمعرفة، ولكن العقل نفسه لا يمتلك تفوّقاً على اللاعقل.ما بعد الحداثي جاك دريدا يريدنا ان نعتقد بان ثبات الايناشتانيه ليس ثابتاً، وليس مركزاً انه مفهوم قابلية الاختلاف نفسه، هو أخيراً مفهوم اللعبة بكلمات اخرى هو ليس مفهوم شيء ما. مفهومُ مركزِ شروعٍ يستطيع منه مراقب أن يسيطر على الحقل – انه مفهوم اللعبة.جان فرانسوا ليوتارد، وهو ما بعد حداثي آخر، اكتشف: لو ان "لاكان" قال ان تحب يعني ان تعطي ما لا تملك، لكان معنى هذا بالنسبة له: نسيان ذلك الذي تم اخصاؤه. على اية حال يجب ان يعني: ان المرء لا يملك شيئاً، ليس هناك فاعل، لذا فلا شيء غير الحب. المرء ليس فقط لايتمكن ابداً من اعطاء شيء، لا لانه لا يملك أي شيء ولكن لأن لا احد يمكن ان يعطي او يأخذ."واتصالاً بتلك المقتبسات، تفترض الفلسفة الذاتية والنسبية ان الحقيقة والقيم متأسسة تماماً على الاختيار العشوائي للانسان. هذا الانحراف وبسند من "اوشفيتز".، يكون الجواب نعم، فهما يؤكدان على انك، بصفتك "فاعلاً"، أو تقاليدك، ستشعر بان الامور كذلك، وكما فعل النازيون.روبرت روستنبرج، جوزف بيوس، كارل أبِل .. الخ يبيعون او باعوا تكوينات متماسكة من غير جمال، قوة يحركان ارواحنا، وبوصف تلك التكوينات فناً حديثاً. وهم الآن افضل من يُدفَع، لهم من الفنانين.كيف حدث هذا ؟واغرب من كل شيء: كيف حدث ذلك النقد على نطاق واسع، كيف راح ينتقد أويسخر من "الفن الحديث" وكيف لم يكن ذلك، مثلما لم يُمْنَع مثل ذلك بين المثقفين؟ ما هو قوي وواضح ان هناك اهتمامات بهكذا فن وضمن خلفية موجة اللاعقلانية الضخمة والوجودية والبنيوية وما بعد الحداثة، دون وعي، صمتَ أولئك مثل ابقارٍ مقدسة تركت إرثاً لايديولوجيا "داخل الزحام" in-crowdبقليل من الايضاح : الرقابة خدمت ذلك "الوضع الراهن" والقوي. هذه امور عاشت عصوراً بسبب منع النقاش العقلاني ومحاججة ما يتعلق بالخير والشر. طبعاً لا يمكن ان تستمر اكثر في الغرب الحديث. مهما يكن، هم امتلكوا ما يقفون به ضد العقل والنزاهة الاخلاقية وحب الجار. بدقة، هم وجدوا طرقاً جديدة يشقونها ليقللوا من قيمة العقل والنقاش العقلاني عن الخير والشر، طرقاً تنسجم معنا في "منطقة اللامؤسف". فيز Viz يتوسع بهذه الفكرة فيصل الى ان العالم فوضى وان الانسان لاعقلاني وان الخير والشر، وحتى الحقيقة، امور نسبية تعتمد على "المقدمات" أو "الانتقالات" الذاتية واللاعقلانية، ثم تشتبك بنقاشات يزداد تأثيرها كلما زاد تحريمها. النتيجة ان القوة والفوائد المستحصلة والاهتمامات المتبنّاة هي اكثر اماناً للعقل الآن. اكثر من هذا ان فكرة "الوضع الراهن" نفسها تفقد معناها في عالم فوضوي ولاعقلاني، حيث كل شيء فيه نسبي. كتب جون ديوي: اذا بدأنا في التفكير، فلا احد يضمن ما ستكون الحصيلة، سوى ان عدة موضوعات، او غايات او مناهج سيُحكم عليها بالتأكيد. حسناً اقوال يونسكو وبيكيت وهيدجر و اقوال ليوتارد وأيل وجوني كيج كلها تساعد على وقف التفكير. ان موضوعية اصحاب العالم المتماسك، ومثلهم النسبيون يساعدون على ايقاف الضمير والنقاشات العقلانية  عن الخير والشر. في القرن العشرين يقولون باشياء شبيهة بتلك التي كانت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تلك الافكار التي قيلت تحت الرقابة وسلطة الكنيسة. "وضعوا العقل والقيم العقلانية جانباً." على كل حال هي "أُنجزت" لمصلحة اولئك الذين عليهم ان يخافوا من الميكانيكية، كما وضعها جون ديوي.عموماً، يمكن ان نفسر شعبية الما بعد حداثة والوجودية والذاتية والنسبية بانها نظريات عن الحقيقة، عن الخير والشر وفي ظروف مناهضة لمناقشتها. ظروف ضد المناقشة العقلية للموضوعية والاخلاقية، وهذه أيقظت عواطف قادت الى فعل عقلي "ثابت" والفن غير الثابت، غير العاطفي، الذي بلا جمال، وليس معبّراً، ليس بليغاً في نقل المعنى، كذا الفعل اللاعقلاني. كلاهما "يحققان تقدما" في الفشل الاخلاقي والمفهومات "الإنسانية" المتدنية عديمة المعنى وهي لطيفة بالنسبة للمساواتيين الذين يهيمنون اليوم على الايديولوجية . في جميع الاحوال، هم يبعدون فكرة ان التقدم بلا معنى، بل مستحيل من غير طريقة عقلانية في التفكير ومن غير العمل المنطقي. هذا هو حجر الزاوية لفلسفة الرجعية. وهي كما ترون موسيقى سماوية تحتفي بكل ما هو قوي وخالد ويراد هكذا "واقع راهن" ان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram