اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > مذكرات جاك شيراك...أسرار عن القذافي وصدام

مذكرات جاك شيراك...أسرار عن القذافي وصدام

نشر في: 5 يونيو, 2010: 04:24 م

هاتفني الرئيس رونالد ريغان ليقول لي: قررنا تصفية معمر القذافي ونود ان تعبر طائراتنا المجال الجوي الفرنسي. صدمت بالطلب في حينه ورفضت الفكرة، وعندما نقلت الى الرئيس ميتران فحوى الحديث قال لي: أنا معك مئة بالمئة! هذه العبارات وردت في مذكرات جاك شيراك (الجزء الاول)، وهو يكشف فيها بعض الاسرار الدفينة في حياته السياسية منذ طفولته حتى انتخابه رئيسا للجمهورية في العام 1995.
 “اوراق تقدم قراءه لهذا الكتاب الذي ترجم الى العربية ضمن مشروع كلمه في (ابو ظبي).صدر الجزء الاول من مذكرات الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، بعنوان "كل خطوة يجب أن تكون هدفا"، في 512 صفحة. العنوان مستوحى من كتاب "نقاشات مع ايكرمان" للكاتب الالماني غوته. وقد طرح الكتاب في مناخ سياسي وثقافي يضج بالاتهامات الموجهة الى بعض الرؤوس السياسية من دومينيك دوفيليبان الى شارل باسكوا، الى جاك شيراك، الذي وجهت اليه تهمة "تحويل المال العام"، خلال فترة رئاسته لبلدية باريس، ما بين 1977 و1995.وهكذا نجحت مذكرات شيراك في التحكم في مجرى الحدث السياسي خصوصا ان الرئيس السابق يحظى بشعبية كبرى لدى الرأي العام الفرنسي، الامر الذي تؤكده كل الاستطلاعات. ذلك ان شيراك لا يزال على كل الجبهات، رغم انه انسحب الى الظل، غداة مغادرته الايليزيه في العام 2007. انه في الواجهة، وهو على رأس المؤسسة التي تحمل اسمه.والمذكرات، بهذا المعنى، هي اعادة كتابة للتاريخ، وكشف عن بعض اسراره الدفينة، وجردة بما مضى وما يتبقى من حياة كاتب المذكرات، ووثيقة موجهة نحو المستقبل. وفي هذا السياق، تبقى مذكرات ايزنهاور، وكيندي وتشرشل والجنرال ديغول، وتشي غيفارا، وآخرين، روايات تضم بين صفحاتها مراحل حياة اصحابها، ومجدهم المتألق تارة، والباهت تارة اخرى، ومغامراتهم السرية، ولهذا الادب في فرنسا تاريخ عريق، منذ صدور "مذكرات من تحت القبر" لشاتوبريان، التي شرع في كتابتها في العام 1809 واختتمها في العام 1841. وفي الماضي القريب، كانت هناك مذكرات الجنرال شارل ديغول، التي دخلت سلسلة "لابلياد" الشهيرة، وجورج بومبيدو، وفاليري جيسكار ديستان، كما كتب فرانسوا ميتران، والسرطان يتآكله من الداخل “مذكرات موقوفة”.وبمجرد قرب صدور كتاب مذكرات شيراك هذا، ونزوله الى المكتبات، تحركت آلة السبق الصحفي للحصول عليه، ونشر مقتطفات منه، وظهرت فعلاً اوراق منه في صحيفة "لوباريزيان" وصحيفة "لوفيغارو"، وأسبوعية "لوبوان".والجدير ذكره هنا هو ان شيراك، الذي يحظى بشعبية في العالم العربي، لم يأتِ في هذا الجزء الاول، على ذكر صداقاته العربية، وان كان اشار، في مجرى الحديث الى بعض رؤساء الدول العربية الذين كانت تربطه بهم علاقات صداقة مثل الرئيس الجزائري بوتفليقة، وصدام حسين. وذكرت "لوفيغارو" انه كما طلب من شيراك، وهو في وضع تقاعد، ان يكتب مذكراته، رفض الفكرة، بحجة انه لا جدوى من الفوضى مجددا في الماضي لانتاج وثائق لن يقرأها احد. وبإلحاح من ابنته كلود وبعض المقربين، قبِل اخيرا الفكرة والتزم العمل المنتظم الى جانب جان – ليك باري لتدوين مذكراته.وكان مراقبون تخوفوا من ان تأتي هذه المذكرات بلا كثافة على مستوى التحليل لحقبة من التاريخ الفرنسي الحديث وكان التخوف ايضا من ان يلجأ شيراك الى استخدام لغة دبلوماسية محايدة لا تضيف شيئا الى ما هو معروف ومتداول. لكن الكتاب تضمن سلسلة مفاجآت كشفت النقاب عن رغبة شيراك في تصفية الحسابات المؤجلة بينه وبين اعداء صرحاء او اصدقاء مزيفين.ويغطي هذا الجزء الاول من المذكرات السنين الثلاث والستين الاولى من حياة شيراك منذ ولادته في العام 1932 حتى انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية في العام 1995. وتشكل هذه المرحلة، مرحلة المسؤوليات السياسية، حتى غاية وصوله الى ماتينيون على رأس الحكومة الاولى، خلال رئاسة فاليري جيسكار ديستان، ثم برئاسة فرانسوا ميتران. وفي العام 1977، يصبح شيراك عمدة لمدينة باريس، وهي المرحلة الثانية التي تطابق النضج السياسي للرجل. ويستعرض شيراك مراحل الشباب، العائلة، وعلاقته مع جورج بومبيدو، الذي يلقبه بـ"الاب الروحي"، الذي علمه وأدخله رحاب السياسة،.ويوضح شيراك انه مر بتجربة شيوعية، في البدء، حيث كان بائعا لصحيفة “لومانيتيه” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي، ووقع مع الشيوعيين في العام 1950، وكان عمره 18 سنة، نداء ستوكهولم الذي اطلقته الحركة العالمية لأنصار السلام، ويصف علاقاته الصعبة مع الرئيس ديستان ومع ادوار بالادور، رئيس الوزراء. اما بالنسبة الى نيكولا ساركوزي، فلم يتوقف شيراك طويلا عند الخطوط الدقيقة لشخصيته لاعتبارات ذات صلة بالاخلاقيات السياسية، كي لا يحرج الرئيس الحالي. لكنه اشار الى ساركوزي ما قبل 1995، وقال: انه رجل لا يكف عن وضع نفسه في مقام من هو ضروري، رجل عصبي، على عجلة من امره، شغوف بالحركة ومتميز بحس التواصل.استرجع شيراك ذكريات علاقاته مع شخصيات دولية، وأفصح عن أحداث تتعلّق بالسياسة الخارجية، ومنها الكثير مما يهم العالم العربي. فعلاقة شيراك بالعالم العربي ابتدأت في الجزائر عندما كانت تحتلها فرنسا،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram