ترجمة: ابتسام عبد اللهتوفي الشاعر الويلزي ديلان توماس في نيويورك في التاسع من تشرين الثاني عام 1953 وهو في سن الـ (39) وفي اوج شهرته، ليتحول مع مرور الايام الى رمز واسطورة، فهل كان سبب وفاته احتساءه (18) قدحاً من الخمرة (الويسكي الصرف)  في حانة الهوايت هورس، ام ان السبب كان كمية كبيرة من المورفين (كاف لقتل حصان) وصفه طبيب غير كفء؟
 ام انه رحل كما قال طبيب اخر من اصابته بتلف في الدماغ ، رحل بعد اعوام من الشهرة والحب والشراب والديون، تتضارب التقارير حول توماس ديلان وتنفتح كالبالونات ويكبر اسمه في عالم الادب، وتلك الحياة القصيرة والنجاح الكبير الذي ارتبط باسم توماس قد جذب عددا من السينمائيين منذ اعوام، لنقل قصته الى الشاشة، ولكنهم لم يقدموا حتى اليوم فيما يروي حياته ومراحل تطوره الشعري. وفي المقدمة التي كتبها بول مولدوم ، في الطبعة الجديدة التي صدرت اخيرا، عن دار ، نيودايريكشن في نيويورك لاعماله الشعرية يتحدث عن تلك المحاولات ويقدم لمحات من مراحل حياته. شفاه الزمن تستنزف رأس الينبوع الحب يقطر ويتجمع ولكن الدماء المتساقطة ستسكن قرحتها. وانا ابكم لا اخبر الريح العاصفة كيف ان الزمن وسم جنة حول النجوم وانا ابكم لا اخبر قبر العاشق  كيف تمشي قرب ملاءتي نفس الدودة المخادعة. ولد توماس ديلان في منزل صغير لكنه مريح في جادة كارمار تينشاير في سواني – ويلز، وقد وجد صوته الشعري ، او بالاحرى اولى خطواته الشعرية في وقت مبكر وبدأ النشر في مرحلة المراهقة، قبل ان يصل العشرين، اما الموضوعات التي خطرت بباله، بشكل طبيعي فكانت من الانواع التي تستقطب بالتأكيد الانتباه: الجنس ، الموت، والطبيعة، وكيف تمتزج معا، وقد امسك الشعراء منذ زمن بعيد بتلك الافكار الرئيسة وتوماس شحن نفسه واولها بتأثير جيمس جويس، بيتس توماس ايضا اشعار جون دون واجيل الملك جيمس، للارتفاع فوق مستوى غرابة اجواء المدينة الصغيرة التي نشأ فيها، يعرف في قرارة نفسه ان لندن، المدينة العالمية، المزدهرة ستغريه وتجذبه. لقد انصرف توماس منذ البدء الى حلم اليقظة الذي يبدو سراً ولكن حتى ذلك الوقت لم يكن عالمه: اني احوي في داخلي وحشاً وملاكاً ومجنوناً. كان مدى توماس ضيقاً ، ولكنه اعتلى القمة، وهو في الحقيقة لم يكبر ابداً، ولم يغادر جادته واشجارها وحدائقها المتصلة بعضها ببعض ولم يرحل عن المدينة الصغيرة والقال والقيل، وقد سجل كل تلك الصور في مسرحيته الشعرية، تحت شجرة الحليب، وكان مثل سكوت فيتز جرالد، أمير مميز ايضا، قدر له منذ البداية ان تحاط به هالة بهية. اغضب اغضب ضد موت الضياء لاتذهب وديعاً الى الليل التام.. أبيات شعرية من قصيدته الاشهر من الموت، ما تزال تتردد حتى اليوم ويتردد صداها في مناسبات شتى. تمتد جذور ديلان مارليز توماس عميقاً في جنوب غرب ويلز.. وقد عاش بعدئذ في اماكن مختلفة عبر حياته القصيرة: لندن، سوسيكس ولكنه عاد الى غرب ويلز ليقدم افضل اعماله. والمشاهد الطبيعية الساحرة في حدائق كومدونكن هي التي بقيت في ذاكرته وأثرت في صوره الشعرية، البحر ، الاشجار، النجوم، والسماء، وهو يصفها بقوله، عالم ضمن عالم مدينة بحرية وتلك الحديقة التي كبرت معي، في تلك الدنيا الصغيرة حيث تتوزع نافورات المياه، وزهور الاقحوان والمساحات الخضر ، كانت اولى احزاب الحب واولى المشاعر الرقيقة، وكان فيها ايضا بدء الغليان البطئ لاولى القصائد واولى مشاعر المراهقة التي تفترس المرء.." لم يتعلم توماس في المدارس التي ارتادها غير الانكليزية، ولكنه ترك التعليم بعد الثانوية في سوان سي وهو في السادسة عشرة من عمره. وجد في البداية عملا في صحيفة ساوث ويلز، (ديلي بوست) حيث عمل مصححاً لأكثر من عام قبل ان يتحول الى محرر ثانوي. وفي شوان سين اكتشف توماس الحانات ووجدها اكثر امتاعاً من العمل، وهناك اقبل على الشراب وأدمنه حتى نهاية حياته. وفي نهاية 1932 ترك الصحيفة لينضم الى فرقة أماتير المسرحية والتحق ايضا بحلقة الكتاب المحليين وبدأ كتابة الشعر بشكل جاد. وقد نشرت اولى قصائده ما بين 1932 -1933 في زاوية الشعر بمجلة لندن صنداي ريفيو، اما اولى قصائده التي نشرت خارج ويلز فكانت لن يكون للموت سلطان، في النيو انغلش ويكفي وابتداء من عام 1934 ، بدأت قصصه القصيرة تنشر في الصحف ثم تصدر في كتاب الطفل المحترقة، كما حاول مرتين كتابة، الرواية، ولكنه لم يكمل أي واحدة منهما. "ولن يكون للموت سلطان" لسوف يغدو الموتى عراة منعزلين واذا ضاع المحبون، فلن يضيع الحب ولن يكون للموت سلطان".. توماس وكيتلن ما كنمارا واميركا التقى ديلان توماس بالراقصة كينلن ماكنمارا في نيسان عام 1936 ونشأ بينهما حب من النظرة الاولى، تأجل زواجهما مرتين بسبب انفاقهما المال المخصص له في حانات الشراب، وكتب ذات مرة، بلا مال، بلا أمل في الحصول عليه ، بلا اصدقاء واقارب يحضرونه ولكن بسعادة تامة".. وفي عام 1939 ، ولد ابنهما الاول، وتنقلت الاسرة من بيت الى آخر، وكانت ظروفهما المالية صعبة جداً وخاصة في الحرب العالمية الثانية. وقد رغب توماس في الهجرة الى اميركا..وفي عام 1949 تلقى عرضا لالغاء سلسلة من المحاضرات في نيويورك، وقد وصف مانهاتن: "حلم العالم الجبار، يسمو على ب