TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > ال سي. أي . إيه: كيف يكون العالم سنة 2020؟

ال سي. أي . إيه: كيف يكون العالم سنة 2020؟

نشر في: 5 يونيو, 2010: 04:27 م

كتاب تقرير أعدّه خمسة وعشرون خبيراً دولياً، بالاعتماد على مجموعة من المعطيات السرية حتى الآن من أجل تقديم صورة لما سيكون عليه العالم الذي نعيش فيه عام 2020. كتب مقدمة هذا التقرير المفكر الاستراتيجي الفرنسي ألكسندر أدلر كي، يشرح بحوالي خمسين صفحة ما اختار له كعنوان: «نحو عولمة أكثر تعاسة». والكسندر أدلر هو مؤلف ما يزيد على عشرين كتاباً، كان آخرها «موعد مع الإسلام»، ومن كتبه السابقة «الأوديسة الأميركية» الذي قدمه بيان الكتب في أحد أعداده.
 التقرير والمقدمة يحاولان الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تشغل العالم اليوم مثل: هل تتسع دائرة الإرهاب؟ هل يشهد العالم انهيار الهيمنة الأميركية؟ وهل يتحول مركز الثقل الدولي إلى آسيا؟. إن المساهمين في هذا التقرير يقومون بالاعتماد على المعطيات المتوفرة لديهم.  وعلى رؤيتهم الشخصية مجموعة من السيناريوهات الخيالية والافتراضات «الجدية» كما يقولون، لما ستؤول إليه الأمور مثل رسالة من حفيد أسامة بن لادن موجهة إلى أسرته لإعلان انتصار مشروع خلافة جديدة أو مثل حدوث حوار بواسطة الرسائل الالكترونية القصيرة بين تجار الأسلحة النووية والكيميائية.  ما يؤكده الكسندر أدلر في بداية مقدمته هو أنه لا ينبغي تصديق ما يقوله البعض من أمثال المخرج السينمائي الأميركي «مايكل مور» عندما يقدمون الطبقة السياسية الأميركية الحالمة اليوم في الولايات المتحدة على أنها مؤلفة من مجموعة من الأميين العاجزين عن فهم تعقيد العالم وأنهم أسرى لأحكامهم التاريخية المسبقة منذ الحرب الانفصالية الأميركية بين الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر وحتى الحرب الباردة. إنه يؤكد بالمقابل بأن أميركا لم تتوقف أبداً عن التأمل والتفكير في العالم من منظور مستقبلي والعمل من أجل بناء هذا المستقبل والسيطرة عليه وتحقيق ما يتطلع إليه مجتمع أميركي لا يزال في عز شبابه هكذا كانت أميركا في عام 1820 قد رسمت ما سيكون عليه العالم عام 1900 . وقد كانت الصورة التي رسمتها فيها الكثير من الدقة وكانت الولايات المتحدة تمتلك من القوة، كما كانت قد تصوّرت ما يمكنها من منع القوى الخارجية من التدخل في شؤون القارة الجديدة.  كذلك صاغت أميركا خلال تاريخها الكثير من «السيناريوهات» و«السيناريوهات» البديلة وهذا التقرير المعد من قبل مجموعة من الخبراء لحساب أعلى هيئة أميركية قومية للتفكير حول المستقبل ينضوي ضمن هذا السياق مع ما يمكن أن تتضمنه هذه القراءة المستقبلية، كما يرى أدلر من اختزال الواقع إلى «بعد كاريكاتوري» لإدخاله ضمن إطار المخطط المعد سلفاً بخطوطه العريضة. وبالتالي استبعاد بعض الاعتراضات الجلية. بناء على هذا يرى الكسندر أدلر بأن أربع «صور» مستقبلية يرسمها تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يتم فيها دفع بعض المعطيات إلى صيغ غير منطقية من أجل إدراجها في إطارات معدة مسبقاً يراد لها أن تكون على أقرب ما يكون من الواقع.. وهذا يبدو مثلاً فيما يخص الاستراتيجيات المتعلقة بمخططات إدارة جورج دبليو بوش بـ «السلام الأميركي» في العالم وبـ «العالم حسب رؤية دافوس» كما صاغتها إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون و«الخلافة الجديدة». كما ينظر فيها معدو التقرير بالنسبة لتطور الحركة الإسلامية المتطرفة ممثلة بالقاعدة.. و«دائرة الخوف» فيما يخص أحادية القطبية الدولية أو تعدد الأقطاب حسب الأطروحات الفرنسية المعروفة.  وتبدو روسيا في التقرير ضعيفة جداً في أفق الخمس عشرة سنة المقبلة ولكنها ذات ميول «قتالية» بحيث أنها لن تستطيع إقامة كيان حدودي يتمتع بالاستقرار كما يتوقع بأن عزلة موسكو سوف تتزايد أكثر بفعل تضاؤل قوتها العسكرية وعواقب الحروب الانفصالية التي شهدتها يوغسلافيا السابقة بين الكرواتيين (الكاثوليك) والصربيين (الأرثوذكس) والبوسنيين (المسلمين). ومن جهة أخرى، وربما خاصة، سيزداد ضعف روسيا بسبب كون أن القوتين المجاورتين الصاعدتين، أي بولندا (الكاثوليكية وتركيا المسلمة) والتي لابد منهما بالنسبة لعودة موسكو بقوة إلى المسرح الدولي إنما قد أصبحتا، وستظلان، البلدين الإقليميين الأكثر وثوقاً بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.أما بالنسبة للصين التي برزت بقوة على المسرح الدولي بفضل نجاح استراتيجيتها بتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع التي عمل من أجلها دينغ هسياو بينغ لتكون بمثابة «معادل» لتناقضات الصين الشيوعية التقليدية، فإنها تأمل بأن تزيد حصتها كثيراً في السوق الأميركي والأسواق العالمية الأخرى مما سيؤدي إلى عودة نوع من الحرب الباردة تكون الصين إحدى رحاها الأساسية. ويرى التقرير بأن الصين بدافع رغبتها بأن تصبح «قوة كبرى» على المسرح الدولي سوف تحاول زيادة نفوذها الاقتصادي لدى البلدان المجاورة لها خاصة مع محاولتها بالوقت نفسه تعزيز جيشها.  وترجمة هذا على أرض الواقع هو أن بلدان شرق آسيا قد أدركت منذ الآن بأن عليها أن تتأقلم مع وجود صين أكثر قوة وبالتالي سوف تعمل مستقبلاً من أجل نسج علاقات وثيقة أكثر مع بكين، بل سوف تميل إلى تقديم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram