TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: الأسود.. والبداية التي نُريد؟!

معالي الكلمة: الأسود.. والبداية التي نُريد؟!

نشر في: 1 سبتمبر, 2021: 11:52 م

 عمـار سـاطع

بعيداً عن لغة التوقعات التي يذهب اليها الكثير من المولعين والمتابعين، قبيل كل موقعة ومناسبة كروية، تكون ذات صلة مباشرة بمنتخبنا الوطني، فإن من المهم جداً، بل والمنطقي أن نكتب بإتجاه تحفيز اللاعبين ومؤازرتهم معنوياً وشدّ هممهم، على أمل الارتقاء بروحية فريقنا، وهو الذي يبدأ مشواره في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهّلة الى مونديال قطر 2022!

البداية دائماً ما تكون مُربكة، مليئة بالحساسية، خاصة وأن الخصم سيكون أحد المنافسين الأقوياء على الصعيد القاري، بل هو أكثر منتخبات القارة الصفراء استقراراً من الناحية الفنية، إن لم يكن أفضلهم على صعيد الثبات في نتائجه، ووصوله لتسع مرات متتالية في آخر تسع نسخ من المونديال بدأ من المكسيك عام 1986، حتى انه أصبح ضيفاً مؤثراً يملك هوية وسمعة كبيرتين على الصعيد العالمي!

هذا كله الى جانب المنتخب الكوري الجنوبي سيلعب مباراته اليوم أمام، أسود الرافدين، على أرضه، أي بمعنى أنه يملك ميزة مهمة، قد يفتقر اليها فريقنا في ظل الأجواء العامة وحالة الطقس التي قد تميل كفتها لصالح اصحاب الأرض، مع التأكيد أن حالة الانسجام والفعّالية والاستقرار متواجدة مع فتية المدرب البرتغالي باولو بينتو، الذي قادهم في المرحلة الأولى من عُمر التصفيات، وهو ما يعني أن صفة الانسجام سَتَلغب على واقع المواجهة من الجانب الكوري!

أقول كل ذلك عن المنافس الكوري من باب أن نعرف منافسنا اللدود في المجموعة، وليس بهدف التقليل أو الانتقاص أو ارباك حسابات منتخبنا الوطني، لا أبداً، انما للتنويه وأعطاء الأولوية للفريق الأقوى في المجموعة، ومعرفة واقعه الفني ووضعه على المحك أمام أفذاذ لاعبينا الذين سيكونوا على الموعد بكل تأكيد وهم يفتتحون مشوارهم في رحلة البحث عن بطاقة الوصول الى كأس العالم المرتقبة!

ففريقنا الذي سيقوده أحد أبرز المدربين حنكة وتجربة الى جانب درايته، بالمنافس تحديداً، ألا وهو الهولندي المخضرم، ديك أدفوكات، يملك أدوات مؤثرة ولاعبين على مستوى عالٍ من الامكانيات، بل إن فريقنا الوطني هو خليط مكتمل الصفوف من حيث أبرز لاعبي الدوري وأكثر اللاعبين المغتربين والمحترفين ممّن يتوزّعون على رقعة دوريات الكرة المختلفة، برغم حالة الغيابات التي يعاني منها منتخبنا في باكورة مشواره!

وعلى أغلب الظن، فإن معسكري منتخبنا الوطني اللذين أقيما في مدينتي ملقة الاسبانية وقيصري التركية، منحا أدفوكات فرصة جيدة للاطلاع على مستوى اللاعبين الذين تم استدعاؤهم أو ممّن أتيحت له امكانية المشاركة فيه وخوض المباريات التجريبية، برغم قصر مدة التجمّعيين ومستوى المنافسين الفنية وضغطه بشكلٍ او بآخر، إلا أنه عاد بكل تأكيد بالفائدة على اللاعبين وأعطت صورة دقيقة للجهاز الفني على الشكل أو الاسلوب الأنجع الذي سيخوض به مواجهتي كوريا الجنوبية، وإيران يوم الثلاثاء المقبل، أو الطريقة التي يعتمدها للدخول في معركة التحدّي لخطف إحدى بطاقتي التأهل المباشرة الى الدوحة العام المقبل!

ما مطلوب من لاعبينا اليوم هو أن يظهروا بالشكل الذي يعيد لهم الثقة بأنفسهم، عقب ختام مشواره بالتصفيات الأولية وظهورهم مرتبكين وبعيدين عن هويتهم التي عرفها عنهم الجميع، في تجمع المنامة قبل ثلاثة أشهر، وعليهم أن يكونوا - اليوم - مبادرين بالانطلاقة والمنافسة ويرفعون شعار (نحنُ هنا) دلالة منهم على إيمانهم بمشروع التحدّي الحقيقي صوب التأهل!

وفي تصوّرنا الشخصي، أن منتخبنا بحاجة كبيرة لتغيير واقع أسلوبه التكتيكي، واستبدال لونه الذي لعب فيه إبَّان فترة كاتانيتش الذي أفتقر الى الهوية الفعلية لأسود الرافدين، وهضم الأسلوب الهولندي حيث الانتعاش باللعب الجماعي والاحتفاظ بهيبة الفريق، بعيداً عن التخوّف أو التشنّج الذي غلب على خطوطه في المدة الماضية، خاصة وأن ما نملكهُ من أسماء مهمّة تدعونا الى عدم القلق على نتيجة المباراة، في ظل تواجد لاعبين لهم صولات وجولات وتجارب يجب الإشادة بها!

أقول.. علينا أن نُفكّر في مباغتة الشمشون الكوري، وتحقيق المفاجأة المدوّية في المجموعة، أو الخروج بنتيجة مُرضية للطموحات مُلبّية للتطلّعات، مع الأخذ بنظر الاعتبار الفوارق التي ذكرناها، برغم أن تشكيلتنا فيها جيلاً يعتبر الأجدر والأحسن، وأفراده مكتملين في مواصفاتهم وروحهم القتالية العالية!

نأمل من لاعبينا تجاوز أخطاء الماضي، وتحقيق حالة الثبات في سيئول، والتغلّب على كل العوامل التي قد تواجهم من منافس يُرجِّح المنتخب العراقي بأنه المنافس الأقوى له في المجموعة وليس غيره، وعهدنا بالأسود أن تسود اليوم في سيئول!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram