TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ظاهرة مركز الرافدين !!

العمود الثامن: ظاهرة مركز الرافدين !!

نشر في: 2 سبتمبر, 2021: 12:02 ص

 علي حسين

كثير جداً من القدرة على الادعاء والجرأة على تصدر المشهد في كل شيء، وكثير من الضحك على المواطن البسيط ، مع قليل جداً من احترام عقول الناس، مع غابة من الأربطة الملونة والبدلات التي فصلت خصيصاً للمناسبة، والمفردات المقحمة عن الإصلاح والمواطنة والعالم "البمبي" الذي نعيش فيه - مع الاعتذار للراحلة سعاد حسني- ، هذه هي الخلطة التي يقدمها لنا "سوق الرافدين " ،

عفواً مركز الرافدين لصاحبه زيد الطالقاني . لست في وارد الحديث عن ما قدمه المركز من ندوات، وما بثته القنوات عن المنجزات التي تحققت خلال التسعة عشر عاماً الماضية، ولكن هل يعقل أن الجميع يستنكر مطاردة المحتجين، ولا أحد يسأل: إذن من يلاحق هؤلاء الشباب؟ سيقول البعض: ايها الكويتب ما الذي يضرك أن تعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة الحالة العراقية؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الخراب والفشل؟ أعرف أن هذه البلاد بحاجة إلى مراجعة حقيقية تفتح بها الملفات المغلقة ومصارحة المواطنين بما جرى خلال الأعوام الماضية، كل هذا أتفهّمه، ولكن، الذي ما لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف يتمكن "الشاطر" زيد الطالقاني من أن يجمع كل هذه الكوكبة من المسؤولين، في الوقت الذي تُسدّ هذه الأبواب أمام الإعلاميين العراقيين، والأهم أنها تُغلق بوجه المواطن الذي يبحث عن طوق نجاة؟

إذا أردت الجواب عن ظاهرة زيد الطلقاني ستجدها حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية الممتعة والظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينيّاً حول مَن المسؤول عن كل ما جرى؟ ففي كل الاحول ستعيش مع مهرجان الخطب "الرنانة".

ماذا كان ينقص هذا المهرجان الخطابي؟، بالتأكيد " علامة العراق" إبراهيم الجعفري الذي فاجأ الشعب العراقي باختفائه، وهذا أمر غريب، وكل ما نتمناه أن تكون هذه المفاجأة "كذبة نيسان"، وأن يخرج علينا السيد الجعفري ليخبرنا أنه باقٍ معنا. ولأننا شاهدنا "الخبير" الستراتيجي محمد الحلبوسي يناقش بحرارة الحلول التي ستنقذ هذه البلاد، كنا نتمنى من القائمين على الملتقى دعوة "كسينجرالعراق " موفق الربيعي، ليشرح للعراقيين معنى النزاهة، ويقدّم لنا خطاباً "شفافاً" حول الأمن الذي ازدهر بعهده.

بعد 19 عاماً من الفشل، اكتشفنا أنّ ساستنا الأفاضل يختلفون على مَن هو الكاذب ومن هو الكذّاب ، أما المسؤولية عن ملفات الفساد فهذا الأمر متروك للزمن الذي سيضعها على الرف حتماً، ولهذا لا داعي لأن نبحث عن مصادر ثروات المسؤولين الذين هم بالأساس ثروة وطنية.

شكراً لمركز الرافدين على طرفة "بناء العراق" حيث أمتعنا وسط بحر من الخطب والشعارات ، وسأرفع من اليوم يدي بالدعاء إلى الله تعالى أن يديم علينا نعمة " سوق الرافدين " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    ساستنا (الأشاوس) .. يكذبون بمنتهى الصدق ، و يتآمرون بمنتهى الإخلاص / أحمد مطر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram