TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودشناشيل عدد(2616)

عمودشناشيل عدد(2616)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:03 م

شكراً كاك مسعود
 عدنان حسين
ما فاجأني ولا أثار استغرابي رد فعل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على ما كتبته في "شناشيل" أمس. بل لا أتردد في الزعم بأنني كنت أتوقعه تماماً مثلما كنت أتوقع إلاّ يكون له أيّ علم بشريط الفيديو الذي يتضمن أغنية تمتدحه وتشيد بمناقبه أنتجتها مجموعة كردية لبنانية.
والواقع إنني تعمدت الكتابة عن هذا الشريط لكي يصل ما أريد قوله إلى السيد بارزاني مباشرة. ولم أكن أعنيه هو شخصياً بالكلام بقدر ما عنيت الذين من حوله ممن خشيت أنهم عرفوا بأمر الشريط ولم يتحركوا لوقف تداوله لأنه موضوعياً يسيء الى زعيمهم، وهو أساء بالفعل لأن البعض استغلوه ليتبادلوا عبر المواقع الالكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات بأن الشريط هو من مظاهر "دكتاتورية" بارزاني.
السيد بارزاني اتصل أمس برئيس التحرير شاكراً الكتابة في هذا الموضوع ومؤكداً انه لم يعرف بأمره إلا من "شناشيل" أمس، وانه وجّه بالسعي لطريقة تحول دون تداول الشريط أو تحدّ من انتشاره ( بالطبع من غير الممكن وقف عرضه عبر الشبكة العنكبوتية التي لا تعرف الحدود والقيود، وهذه فضيلة كبيرة لها، فهذا الاختراع الفذّ حوّل العالم إلى دربونة صغيرة وجعله شفافاً للغاية بما يشبه الزجاج الذي جاء أبدع وصف لرقته وصفائه في البيتين المنسوبين مرة لأبي نواس وتارة للصاحب بن عباد:
رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ
وتشابها فتشاكلَ الأمرُ
فكأنما خمرٌ ولا قدحٌ
وكأنما قدحٌ ولا خمرُ).
لي تجربة سابقة مماثلة مع الرئيس بارزاني، ففي خريف العام 1999 اقترح عليّ الصديق هوشيار زيباري في لندن زيارة إقليم كردستان وحضور افتتاح المؤتمر الثاني عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني. طرحتُ الأمر على رؤسائي في صحيفة "الشرق الأوسط" التي كنت مسؤولاً عن الملف العراقي فيها فترتبت رحلة إلى الإقليم، كما رحلات عديدة سابقة، عبر تركيا (كان السفر إلى هناك شاقاً بعض الشيء لكنه ممتع للغاية).
وفي أربيل حيث عقد المؤتمر لاحظت إسرافاً شديداً في نشر صور السيد بارزاني حتى على أبدان السيارات ما تسبب في تلطخ بعض الصور بالأتربة والوحل والماء. وفي فترة الاستراحة خلال حفل الافتتاح رتّب لي زيباري لقاءً مع السيد بارزاني الذي لم أتردد في لفت انتباهه إلى ظاهرة الصور. أتذكر جيداً أن سحنته أحمرّت فيما سارع إلى الحلف بأغلظ الإيمان بأنه لا يرغب في ذلك بل انه يخجل منه. في اليوم التالي لم أر صورة واحدة له في طول أربيل وعرضها.
لا أشك في أن الرئيس بارزاني سيشدّد الآن أيضاً التأكيد على عدم نشر صوره ومنع سائر مظاهر التمجيد الشخصي، لكن الأهم من هذه الأوامر أن تنتشر وتترسخ، عبر وسائل الإعلام وداخل التنظيمات الحزبية، ثقافة نبذ التمجيد والتأليه للزعماء السياسيين ..  الثقافة التي تمنع تلقائياً الإعلاميين والشعراء والكتاب والمغنين والموسيقيين والممثلين والموظفين العموميين والعناصر الحزبية من التزلف والتملق والارتزاق.. الثقافة التي تجعل الزعيم السياسي والموظف العمومي يفكر عن قناعة بان أفضل ما يمجّده ويجلب له الفخر هو العمل الذي ينفع الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

سوريا تعلن دمج الوحدات العسكرية كافة ضمن وزارة الدفاع

ريال مدريد يتعاقد مع هويسن

ترامب: سأتصل ببوتين لوقف "حمام الدم"

(المدى) تنشر نص "إعلان بغداد

السوداني يطلق "العهد العربي" للإصلاح الاقتصادي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الطبيب أنور وصاحب "ألوان"

العمود الثامن: الزعيم منزعجاً

العمود الثامن: إخجلوا !!

تفكيك الأمم المتحدة ومنظومة العدالة الدولية..؟

الغاز الإيراني و الفرصة التاريخية

العمود الثامن: إخجلوا !!

 علي حسين يخوض السياسي العراقي، وعذراً على كلمة "سياسي" التي لا تنطبق على 80 بالمئة ممن نشاهدهم على شاشات الفضائيات، معارك من اجل المغانم بحجة انهم تبحروا في علوم السياسة حتى تجاوزوا عميد...
علي حسين

قناطر: قبورنا التي تلتهمنا

طالب عبد العزيز بعيداً عن السردية الدينية التي تؤسس لمقبرة النجف(وادي السلام) يتوجب على الدولة العراقية أنْ تفكر ملياًّ في المساحات الشاسعة من الأرض التي تقضمها المقبرة، إذا ما علمنا بأن 500.000 الف جنازة...
طالب عبد العزيز

الغاز الإيراني و الفرصة التاريخية

ثامر الهيمص نعم الغاز الايراني بات درسا، بل قاسيا وضعنا في حرج شديد ووضع الحليف الامريكي في الاشد انسانيا واخلاقيا. اذ لا زال الغاز الايراني يتدفق باريحية عالية الى تركيا, فبطلت الحجة. وهكذا بلا...
ثامر الهيمص

بيت المنقسم والمعركة المؤجلة: أزمة الشرعية في ظل استحقاق انتخابي مضطرب

محمد علي الحيدري حين تقترب اللحظة الانتخابية، لا تختبر الأنظمة السياسية فقط قدرتها على التنظيم والإدارة، بل تُعرّي أيضًا بنية التفاهمات التي قام عليها التوازن السياسي في مرحلة ما. وفي الحالة الراهنة، يبدو أن...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram