بغداد/ نورا خالد تصوير/ سعد الله الخالديحلم صامت خلف تلك الجدران، ألوان قزحية تملأ المكان وزهور تفترش الطرقات، أبواب مغلقة وأخرى مفتوحة، بيوت مهدمة ومهجورة وجدران كتب عليها عبارات (خطر، قبور، وأخرى للبيع)،
حكايات عبر عنها علي طالب في لوحاته الخمسين بمعرضه الرابع عشر الذي أقيم صباح أمس في قاعة أكد.المعرض يمثل توقف الزمن بتلك الأماكن المعزولة والتي تآمر عليها الإنسان والزمن في الوقت نفسه، هذه الاعمال كانت وما تزال ضمن مشروع حطام بغداد الذي اشتغل عليه أربعة مصورين فوتوغرافيين وهم: فؤاد شاكر، كفاح الأمين، علي طالب وهادي النجار، والفكرة بمثابة دعوة للالتفات الى مدينة بغداد حاضرة التاريخ وإعادة بنائها وطرازها المعماري الفريد.هكذا عبر المصور الفوتوغرافي فؤاد شاكر عن رأيه بالمعرض، وأضاف: علي طالب قدم لنا في معرضه هذا اعمالا تجعل الإنسان مغيباً في المكان وتركز على الزواية الساكنة منه، وهو امتداد لمعرض الفنان كفاح الأمين في الاشتغال على الصور التي تشعر المتلقي وتلفت نظره الى أمكنة النشأة والمهد الأول.أما كفاح الأمين فقال عن المعرض: مجموعتنا تسعى لإعطاء نكهة جديدة للفوتوغراف كونه وسيطاً أو ملازماً والأخذ بالاعتبار على أنه نص بصري لذلك نحاول أن نجد علائق جديدة بين هذه الأفكار وبين أعمالنا لذلك اختيارنا لها يمثل استعادة لذاكرة بغداد الشعبية.ويضيف الأمين: المعرض في داخله حكايات تعكس الواقع المعيشي اعمال تتأرجح ما بين الحلم المؤجل وقسوة الواقع وربما هذا ما دفع الفنان علي طالب الى إزاحة الكائن والاهتمام بالمكان ليبقى في صفاء الحلم.رئيس جمعية المصورين الفوتوغرافيين صباح الجماسي أبدى رأيه بالمعرض قائلاً: المعرض يختلف عن المعارض السابقة لأن علي طالب له بصمة واضحة فنية ومهنية وفوتوغرافية فهو يحلل اللقطة قبل ان يلتقطها.وأضاف: بهذا المعرض اختلف علي طالب كماً ونوعاً فنادراً ما تشاهد شخصاً ما في هذه الحكايات فقد وثق المعرض توثيقاً دقيقاً بالشكل الذي يفهمه بعض النقاد المصورين، فالصورة فعلاً لغة يفهمها كل العالم.الفنان علي طالب تحدث عن معرضه قائلاً: في هذا المعرض استبعدت الإنسان وأخذت دلالات تشير الى حجم المآسي التي يعيشها الناس في ظل الظروف السائدة، فكانت الجدران والأبواب المغلقة رموزاً ودلالات أشرت ضمنياً الى التراث البغدادي الذي بدأ يتحول الى إطلال أمام تصدع الزمن، أردت أن أقول من خلال هذا المعرض أن الإنسان مغيب والأبواب والنوافذ مغلقة والمسؤولون مشغولون بالكراسي.
حكــايـات علـــي طــالــب فـي 50 صــورة فـوتوغرافيــة
نشر في: 5 يونيو, 2010: 08:04 م